رفع سقف التهديد العسكريّ بين أذربيجان وأرمينيا.. وتورّط تركيّ مباشر
تواصلت المعارك العنيفة في إقليم ناغورنو كاراباخ لليوم الثالث، واتهمت وزارة الدفاع الأرمنية أمس، تركيا بـ»تنفيذ عدوان مباشر على أرمينيا». وكتب ممثل وزارة الدفاع الأرمنية آرتسرون هوفانيسان عبر «فيسبوك»: «تركيا تنفذ عدواناً مباشراً على أرمينيا».
وأكدت السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، أمس، إن «مقاتلة تركية من طراز (إف– 16) أسقطت مقاتلة أرمينية من طراز (سوخوي-25) في المجال الجوي لأرمينيا».
وكتبت الناطقة على الفيسبوك أمس: «أثناء قيامها بمهمة قتالية أثناء المعارك المضادة للطائرات والمعارك الجوية، أسقطت مقاتلة متعددة الوظائف من طراز (إف– 16) تابعة لسلاح الجو التركي طائرة هجومية من طراز (سوخوي-25) تابعة لسلاح الجو الأرمني في أجواء أرمينيا، ما أدى إلى مقتل الطيار».
بدورها نفت أنقرة خبر إسقاط الطائرة الأرمينية، حيث نفى مسؤولان تركيان خبر إسقاط طائرة إف– 16 تركية لطائرة حربية أرمينية.
ومن جهة ثانية، كما نفت وزارة الدفاع في أذربيجان، إسقاط طائرة «إف 16» تركية لطائرة أرمينية من طراز «سوخوي 25».
وكانت وزارة الدفاع الأرمينية نشرت أمس، فيديو قالت إنه لـ«صاروخ دفاعي وهو يسقط مروحية عسكرية تابعة للجيش الأذربيجاني».
بدوره قال آرتسرون هوفهانيسيان، ممثل وزارة الدفاع الأرمينية، إن «الجيش الأرميني أسقط طائرة هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة الأذربيجانيّة في منطقة الصراع في كاراباخ».
وكتب هوفهانيسيان على صفحته على فيسبوك: «تم إسقاط مروحية للتو من جانبنا. ربما مروحيات».
وبحسب وزارة الدفاع الأرمينيّة، فإن «قره باغ تعرّضت لهجمات جوية وصاروخية».
فيما هدّدت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس، بـ»تدمير منظومات صواريخ إس-300 الأرمينية التي يتم نقلها باتجاه قره باغ».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية واقف دركاهلي، في مؤتمر صحافي: «وفقاً لمعلوماتنا، فإن أنظمة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات والتي تحمي أجواء يريفان، قد أزيلت من الخدمة القتالية وتتجه نحو الأراضي المحتلة».
وأضاف: «نعلن أنها ستواجه مصير معدات الجيش الأرمني العسكرية التي تم تدميرها في قره باغ… المعارك الأخيرة تظهر مرة أخرى أن أسطورة الجيش الأرمني الذي لا يقهر لا تقوم على أي أساس».
وكانت وزارة الدفاع الأرمنيّة ذكرت، في وقت سابق أمس، أن «قواتها مضطرة لاستخدام أسلحة ذات تدمير واسع النطاق في الحرب الدائرة في قره باغ».
وقالت شومان ستيبيان، السكرتيرة الصحافية للوزارة: «وزارة الدفاع تحذر من أن القوات المسلحة الأرمنية مضطرة لاستخدام وسائل تدمير ومعدات عسكرية ذات تأثير ناري واسع النطاق للقضاء على القوات والمعدات العسكرية على مساحات شاسعة».
وأوضحت المسؤولة أن «هذا الأمر يرجع إلى حقيقة أن القوات الأذربيجانية تستخدم أنظمة راجمات صواريخ ثقيلة ومدفعية من العيار الثقيل وقاذفات صواريخ سميرتش، مما يغيّر منطق وحجم الأعمال القتالية ويأخذها إلى مستوى جديد».
وتجددت الاشتباكات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان، في 27 أيلول، وأقرّ الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، فرض حالة الحرب في عدد من مدن ومناطق الجمهورية وحظر التجول، كما أعلن عن تعبئة جزئية، بينما أعلن مجلس الوزراء الأرميني حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب الأحداث في قره باغ.
وعلى ما يبدو فإنّ المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان ليست على الأرض فقط، بل امتدت إلى المستوى الإعلامي والتصريحات التي ملأت الانترنت، وكان أغلبها متناقضاً مع بعضه البعض، ولم تخل من الأخبار الكاذبة.
إذ كتبت صحيفة «AntiAzer RUnion» أنه «تم اختراق موقع الرئيس الأذربيجاني، وتم نشر الخبر من قبل وسائل الإعلام الأرمينية». وتبيّن في وقت لاحق أن موقع الرئيس الأذربيجاني يعمل فقط على أراضي أذربيجان تجنباً للهجمات السيبرانية.
كما نفت وزارة الدفاع الأرمينية «وقوع اللواء ميس بارخوداروف في الأسر»، بعد تداول الخبر في شبكات التواصل الاجتماعية، وبعدها أدلى اللواء بنفسه ببيان حول ذلك.
وكثيراً ما دحضت كل من أرمينيا وأذربيجان تصريحات بعضهما البعض، وإليكم بعضاً من هذه التصريحات. «انتشر خبر وجود مرتزقة سوريين متورطين في الصراع، الأمر الذي نفاه الجيش الأذربيجاني،» مؤكداً أن جيش البلاد لا يحتاج إلى أي مرتزقة». كما تم تداول خبر حول «مقتل 200 جندي أذربيجاني، بينما لم تقدم باكو أي بيانات رسمية عن عدد الوفيات».
وفي المقابل، «انتشر خبر حول مقتل 550 جندياً أرمينياً وقائد الكتيبة ليرنيك بابايان، حيث تم نفيه من قبل السلطات، وأعلنت عن مقتل 84 جندياً، بينما بابايان على قيد الحياة». ونفت وزارة الدفاع الأرمينية «تدمير فوج مؤلل في قره باغ»، وأشارت إلى أن «الخبر يدل على تدني مستوى المعرفة العسكرية لدى العدو».
هذا وتدهورت العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا بنهاية الحقبة السوفياتية على خلفية أحداث سومغايث واندلاع الأزمة حول إقليم قره باغ الجبلي، في شباط عام 1988، بعد أن قرّر الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، الخروج من قوام جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية، ومن ثم إعلانه في عام 1991، الاستقلال كجمهورية قره باغ الجبلية. وأدى النزاع الناتج عن هذا الوضع إلى فقدان أذربيجان لسيطرتها على الإقليم.