بسّام رجا… صوتُ فلسطين الرساليّ!
} حمزة البشتاوي*
هناك أشياء لا تنتهي كفلسطين والحبّ والأصدقاء والموت.
ومع هذا فقد تعوّدنا على الخسارات المريرة التي فيها موت المحبين العاشقين وموت الشهداء الأبطال نجمة صبحنا الجميل.
ومن هذه المرارات يأتي الرحيل المبكر للإعلامي الفلسطيني المقاوم بسام رجا،
حيث نفقد برحيله صوتاً فلسطينياً رسالياً يعبّر عن صدقيّة الحقّ المفعم بالبطولة والحب والأمل.
وهو كان يرفع نزيفنا الوطني والقومي كجرح شاحب في نافورة هذا العصر.
وكان بصوته صدى لصوتنا يخترق العتمة والأسوار بحنجرته ليقول كلمة فلسطين بكامل جرحها الممتد من النهر إلى البحر ومن دون أي نقصان.
فهو صاحب جملة وطنية وقومية مكتملة لا تهادن ولا تساوم وكان دوماً يحمل قريته الفلسطينية أجزم وقلمه وصوته ليدافع عن الشام من أجل فلسطين ويتنقل من متراس إلى متراس ومن مؤتمر إلى مؤتمر، رافعاً راية المقاومة ضدّ العدو الصهيوني وأتباعه من أنظمة الردة والتطبيع بحرب لا تنتهي إلا بإنهاء الاحتلال وإنجاز العودة والتحرير.
لقد كان للدكتور بسام رجا دور بارز في خدمة القضيّة الفلسطينية وأبرزها كحالة نضالية وسياسية في أروع وأنقى صورة تليق بها وتعبّر عن الالتزام بعدالتها وقدسيّتها.
وها نحن يا صديقي من بعدِك. سنبقى نحمل الأمانة وسنبقى على العهد بالدم نكتب لفلسطين التي تودعك جسداً بينما ماء فكرك وروحك يسقي زيتون أجزم والكرمل والجليل الذي سيبقى ينتظر عودتنا، ولو بعد حين.
*كاتب وإعلامي.