جدل ناريّ في أول مناظرة رئاسيّة أميركيّة
اشتبك الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن بشدة ليلة الثلاثاء خلال المناظرة الأولى بينهما في السباق الرئاسي لعام 2020، في كليفلاند في ولاية أوهايو».
وافتتح كريس والاس، مدير المناظرة ومقدم برنامج في شبكة «فوكس نيوز»، النقاش، بطلبه من ترامب إيضاح ترشيحه لقاضية الاستئناف الفيدرالية المحافظة آمي كوني باريت، للمحكمة العليا قبيل أسابيع فقط من انتخابات تشرين الثاني، على الرغم من المعارضة القوية من الديمقراطيين.
أجاب ترامب قائلاً «سأقول لكم ببساطة شديدة، لقد فزنا في الانتخابات. والانتخابات لها نتائج»، و»لدينا مجلس الشيوخ والبيت الأبيض ولدينا مرشحة رائعة تحظى باحترام جميع كبار الأكاديميين في كل شيء، جيدة في كل شيء».
من جانبه، قال بايدن إنه يعتقد أن «باريت تبدو كشخصية جيدة تماماً»، لكنه قال إن «الانتخابات قد بدأت بالفعل»، مشيراً إلى «التصويت المبكر في بعض الولايات».
وأضاف نائب الرئيس الأميركي السابق «لقد صوّت عشرات الآلاف فعلاً. الشيء الذي ينبغي أن يحدث هو أننا يجب أن ننتظر ويجب أن ننتظر ونرى نتيجة هذه الانتخابات».
وسعى بايدن أيضاً إلى ربط هذا الترشيح بجهود ترامب المستمرة منذ سنوات لإلغاء برنامج الرعاية الصحية المعروف بـ»أوباماكير»، أو قانون الرعاية الميسّرة، وهو قانون شامل لإصلاح الرعاية الصحية أصدره الرئيس باراك أوباما في عام 2010.
وقال المرشح الديمقراطي «لقد أوضح الرئيس أنه يريد التخلص من قانون الرعاية الميسرة»، و»لقد كان يعمل على ذلك، لقد ظل يركض نحو ذلك، وظل يحكم على (أساس) ذلك».
ولطالما ظل ترامب ينتقد تكاليف الرعاية الصحية والتغطية في ظل برنامج «أوباماكير» وتعهد بإلغائه واستبداله منذ حملته في 2016. وأشار مؤيدو «أوباماكير» إلى «انتقادات باريت السابقة لحكم أصدرته المحكمة العليا في 2012 بتأييد القانون»، وحاججوا بأن «وجود هذه المحافِظة في المحكمة العليا، قد يعرضه للخطر».
وفي معرض ترويجه لمقترحاته الشخصية حول الرعاية الصحية، انتقد ترامب «أوباماكير» قائلاً «إنها كارثة. إنها باهظة الثمن. أقساط التأمين مرتفعة جداً. إنها لا تعمل. نريد التخلص منها»، ولكن بايدن وصف هذا الحديث بأنه «مجرد تمنيات».
وتبادل المرشحان وجهات النظر حول وباء كوفيد-19، واللقاحات، والاقتصاد، والاحتجاجات والعنف في المدن الأميركية ونزاهة الانتخابات، وسجلاتهما، وسط جدال فوضوي في بعض الأحيان، أجبر مدير المناظرة على التدخل.
فيما قال مدير المناظرة والاس خلال النقاش «أيها السادة! أكره أن أرفع صوتي، وأعتقد أن البلاد ستحظى بخدمة أفضل إذا سمحنا لكلا الشخصين بالتحدث من دون كثير من المقاطعات».
كما طلب الصحافي المخضرم من ترامب «الرد على تحقيق أجرته صحيفة (نيويورك تايمز) مؤخراً، والذي زعم أنه دفع 750 دولاراً فقط كضريبة دخل فيدرالية في كل من 2016 و2017، ولم يدفع أية ضرائب في 10 من السنوات الـ15 السابقة».
أجاب ترامب «لقد دفعت ملايين الدولارات كضرائب وملايين الدولارات من ضريبة الدخل». وبينما كان الرئيس يواصل حديثه، قاطعه بايدن قائلاً «أرنا إقراراتك الضريبية».
ومضى الرئيس يقول «كريس، دعني أخبرك بشيء، لا أريد أن أدفع ضرائب، ومثل أي رجل أعمال خاص آخر، إلا إذا كانوا أغبياء، فإنهم يخضعون للقوانين».
وقبل ساعات، أصدر بايدن إقراراته الضريبية من 2016 إلى 2019، مستغلا تحقيق ((التايمز)). وخلال الأشهر العديدة الماضية، أكد على رسالة «سكرانتون ضد بارك أفينيو»، لجذب الناخبين من الطبقة العاملة، والتي تشير إلى منزل طفولته في بنسلفانيا، وحياة ترامب عندما كان بالغاً، في مانهاتن في مدينة نيويورك.
وبصفته رجل أعمال كبيراً سابقاً، رفض ترامب الإفراج عن إقراراته الضريبية، التي يطالب بها الديمقراطيون والمحققون المعنيون، خلال فترة رئاسته، كاسراً تقليداً يمتد لعقود حافظ عليه أسلافه من الرؤساء.
وسيجري ترامب وبايدن مناظرتين أخريين في تشرين الأول، قبيل يوم الانتخابات.
في ذلك الشهر، ستكون هناك أيضاً مناظرة بين نائب الرئيس مايك بنس، والمرشحة مع بايدن لمنصب نائب الرئيس، السيناتور الأميركية من كاليفورنيا، كامالا هاريس.