مصر تؤكد عدم التفريط بحبّة رمل أو نقطة مياه… وتدريب بحري مشترك بين مصر وفرنسا في البحر المتوسط
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، أن «مصر لم ولن تفرط بحبة رمل أو نقطة مياه إقليمية أو اقتصادية»، موضحاً أن بلاده «تبرم الاتفاقيات وفق القانون الدولي».
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية المصري سامح شكري، وزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو في مقر الوزارة في القاهرة.
وعلق شكري على التصريحات التركية المتتالية حول مصر قائلاً: «خلال الأيام الماضية بدأت تنهال علينا تصريحات من منظور تركي عما يجب أن تفعله مصر خاصة في ظل اتفاقياتها مع اليونان»، لافتاً إلى أن «تلك التصريحات تحمل تناقضاً كبيراً في ظل تأكيدهم أيضاً على أن تلك الاتفاقية ليست مؤثرة على المصالح التركية».
وتابع أن «تلك الأحاديث متناقضة وادعاؤهم بأنهم يعلمون بالمصالح المصرية أكثر ممن أوكلت إليهم تلك المصالح»، مشدداً على أن «مصر لم ولن تفرط بحبة رمل أو نقطة مياه إقليمية أو اقتصادية».
وأكد أن «مصر لا تسيغ اتفاقيات لإرضاء طرف، وإنما التزاماً بما تفرضه القوانين الدولية اتصالاً وليس من باب التصرف الأحادي لاتخاذ إجراءات خارج نطاق الشرعية».
وأضاف أنه «يبدو أن هناك اهتماماً كبيراً من جانب المسؤولين الأتراك للحديث عن مصر، ويجب أن يعلم الجميع أن مصر تعلم مصالحها ويجب أن تتفق تلك الأطراف حول مصالحها وشؤونها، ومن الأولى أن يكون احتضان تنظيمات وعناصر إرهابية ومحاولة التواجد غير الشرعي في دول أخرى محل نظر أكثر من التدخل في شؤون مصر أو إدارتها لعلاقاتها الدولية»، مؤكداً أن «مصر معروفة بالتزامها ومراعاتها لكافة القوانين الدولية».
على صعيد آخر، نفذت عناصر من القوات البحرية المصرية والفرنسية تدريباً بحرياً عابراً، بنطاق الأسطول الشمالي في البحر المتوسط، وذلك في إطار تبادل الخبرات بين جيشي البلدين.
وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أمس، أن «هذا التدريب تم باشتراك الفرقاطة الشبحية المصرية (تحيا مصر) والغواصة المصرية الحديثة من طراز (209/ 1400) مع الفرقاطة الفرنسية (LATOUCHE – TREVILLE)».
وبحسب الوكالة «تضمن التدريب العديد من الأنشطة التدريبية المختلفة؛ منها تدريبات تأمين وحماية منطقة ذات أهمية ضد خطر الغواصات ليلاً، وتدريبات الحرب الإلكترونية، والتدريب على الدفاع ضدّ التهديدات غير النمطية، وكذلك التدريب على تشكيلات الإبحار المختلفة، بالإضافة إلى تنفيذ تدريبات المواصلات الإشارية».
وأضافت: «اشتمل التدريب أيضاً على محاكاة حماية سفينة ذات أهمية خاصة أثناء عبورها منطقة خطرة وتدريبات على الإجراءات المتخذة بواسطة السفن الحربية للدول المختلفة لحماية المناطق الاقتصادية في أعالي البحار، وأظهر التدريب مدى كفاءة أطقم القطع البحرية المصرية والفرنسية المشاركة في تنفيذ المهام التي أوكلت إليها».
ولفتت الوكالة المصرية الرسمية إلى أن «تلك التدريبات تأتي في إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والفرنسية والتعرف على أحدث نظم وأساليب القتال؛ بما يساهم في صقل المهارات والخبرات القتالية والعملياتية ودعم جهود الأمن البحري والاستقرار والسلم فى البحر المتوسط».
ويشهد الوضع في شرق المتوسط توتراً بسبب خطط تركيا للتنقيب عن الغاز في مياه البحر المتوسط، الأمر الذي لاقى انتقادات كبيرة من مصر وفرنسا واليونان وقبرص، وخصوصاً بعد توقيع أنقرة اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية نهاية العام الماضي.
وانسحبت فرنسا من مهمة بحرية يديرها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على أثر خلافات مع تركيا مع تصاعد التوتر بين البلدين في ضوء اتهامات متبادلة بتأجيج الصراع في ليبيا.