مع استمرار الاشتباكات.. أرمينيا تردّ على أفغانستان وتحذّر من «سورية جديدة» ولافروف وتشاووش أوغلو يؤيدان وقف القتال في قره باغ.. ودعوة دوليّة للتفاوض
اقترح البرلمان الأرميني، أمس، «سحب صفة مراقب في منظمة معاهدة الأمن الجماعي من أفغانستان»، رداً على تأييدها لأذربيجان.
وجاء في بيان على موقع البرلمان: «رداً على تصريحات أفغانستان حول دعم العدوان التركي الأذربيجاني، توجه البرلمان الأرميني رسمياً إلى إدارة الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي باقتراح بدء عملية سحب صفة مراقب من هذا البلد».
ومن الجدير بالذكر أن منظمة الأمن الجماعي تضم أرمينيا، بيلاروس، كازاخستان، قرغيزيا، روسيا وطاجيكستان.
فيما أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان أنّ «المعارك مع القوات الأرمينية أدت إلى مقتل وجرح 2700 من عناصر هذه القوات»، مؤكّدةً عزمها على «مواصلة الحملة العسكرية».
كما وكشفت باكو تدميرها منظومات جوية متعدّدة للجيش الأرمينيّ.
وعرضت وزارة الدفاع الأذربيجانية مشاهد للمعارك التي جرت ليل أول أمس في إقليم ناغورني قره باغ.
كما نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية معلومات عن «إسقاط مروحية لسلاح الجو التابع للجمهورية في ناغورني قره باغ وتحطمها في إيران».
وقال مدير المركز الإعلامي للدفاع الأذربيجانية، العقيد واقف درغاهلي: «هذا كذب. جميع طائراتنا في حالة التأهب القصوى والاستعداد القتالي».
وكانت وزارة الدفاع في ناغورني قره باغ أعلنت أنها «أسقطت طائرة هليكوبتر أذربيجانية سقطت في إيران»، وقالت الوزارة إنه «ليس هناك نية في الحادث، فهذه الحالات حتمية، حيث تجري الأعمال العدائية بالقرب من حدود إيران».
بدورها، أكدت وزارة الدفاع الأرمينية أنّ «بعض المناطق لا تزال تشهد قصفاً بالمدفعية والأسلحة الخفيفة».
وأعلنت الحكومة الأرمينية عن «إصابة صحافييْن فرنسييْن من صحيفة (لوموند) بالقصف الأذربيجاني على كراباخ».
فيما حذر الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، من «إمكانية تحول القوقاز إلى سورية أخرى في حال استمر الوضع على ما هو عليه في إقليم قره باغ».
وقال سركيسيان، في مقابلة مع قناة «cnbc middle east»، إنه «في حال استمرار الوضع على ما هو عليه ستظهر مشكلة جديدة أمام المجمتع الدولي، يمكن أن نتخيّل سورية جديدة في القوقاز».
فيما أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف «مواصلة العمليات العسكرية حتى انسحاب القوات الأرمينية من منطقة ناغورني قره باغ».
وقال : «لدينا شرط واحد، انسحاب كامل وغير مشروط ودون تأخير لقوات أرمينيا المسلحة من أرضنا»، مشيراً إلى أنها إذا قبلت الحكومة الأرمينية هذا الشرط، المعارك تتوقف، وسفك الدماء يتوقف نريد استعادة وحدة أراضينا، ونحن بصدد فعل ذلك، وسنفعله».
على صعيد دولي، اتفق رؤساء روسيا والولايات المتحدة وفرنسا؛ فلاديمير بوتين ودونالد ترامب وإيمانويل ماكرون، على «صيغة بيان حول الوضع في ناغورني قره باغ»، حيث دعت الأطراف المذكورة إلى «وقف الأعمال القتالية والتوجه إلى طاولة المفاوضات دون شروط».
وذكر البيان الذي نشره موقع الكرملين: «رئيس روسيا الاتحادية ورئيس الولايات المتحدة ورئيس الجمهورية الفرنسية، الذين يمثلون البلدان المشاركة في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، يدينون بأشد العبارات تصعيد العنف الذي يحدث على خط التماس في منطقة النزاع»، متابعاً: «ندعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية بين القوات المسلحة للأطراف المعنية».
وتأسست مجموعة مينسك عام 1992، للوساطة بين أذربيجان وأرمينيا، لتشجيعهما على الحل السلمي لقضية ناغورني قره باغ.
فيما بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفياً مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس، آخر المستجدات في منطقة قره باغ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها أن «لافروف ناقش بالتفصيل مع نظيره التركي التصعيد الحالي حول قره باغ»، مضيفة: «أعرب الوزيران عن قلقهما البالغ إزاء النزاع العسكري المتواصل وأيّدا الوقف الفوري للأعمال القتالية، كما تم التأكيد على أن إشراك عناصر منتمين إلى جماعات مسلحة غير قانونية من مناطق أخرى في النزاع يمثل أمراً غير مقبول».
وذكرت الخارجية الروسية أن «الوزيرين لفتا إلى وجود حاجة إلى خطوات متوازنة للغاية في سبيل تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي إلى باكو ويريفان»، معربين عن «استعداد موسكو وأنقرة لتنسيق خطواتهما بشكل وثيق من أجل استقرار الوضع كي تعود تسوية نزاع قره باغ إلى مجرى سلمي في أسرع وقت ممكن».
وأشار لافروف في الاتصال إلى «الجهود المبذولة من قبل الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (وهم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا)، بما يشمل البيان المشترك الذي صدر عن رؤساء الدول الثلاث، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب وإيمانويل ماكرون».
كما بحث الوزيران المسائل الملحة المطروحة على الأجندة الثنائية بين الدولتين، واتفقا على «استمرار التواصل» بينهما.
ويأتي هذا البيان في ظل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، التي قال فيها إن بلاده «ستواصل دعم أشقائنا الأذربيجانيين بكل إمكاناتها انطلاقاً من مبدأ شعب واحد في دولتين».
وأضاف: «السلام الدائم في المنطقة يكمن في انسحاب أرمينيا من كل الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها».
وتابع: «ترك الإدارة الأرمينية كل شيء يتعلق بجوهر الأزمة الحالية وإصرارها على إطلاق الافتراءات بحق تركيا لن يخرجها من ورطتها».
وانتقد أردوغان استجابة الاتحاد الأوروبي للأزمات بالقول: «إلى الآن لا توجد أزمة واحدة في منطقتنا جرى حلها بمبادرة من الاتحاد الأوروبي.. بل على العكس فإن كل أزمة تدخل فيها الاتحاد تكبر وتكتسب أبعاداً جديدة».
كما وجّه الرئيس التركي رسالة لمن قال إنهم يدعمون أرمينيا بالقول: «أحذر أولئك الذين يدعمون الدولة المارقة (أرمينيا) من أنهم سيحاسبون أمام الضمير المشترك للإنسانية».
فيما ذكر الكرملين، أول أمس، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوا، عقب اتصال هاتفي بينهما، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم ناغورني قره باغ».
وقال الكرملين في بيان، إن «بوتين وماكرون بحثا الخطوات المستقبلية التي قد تتخذها مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، للمساعدة في خفض التصعيد في الإقليم، وطالبا بحل الصراع بالطرق الدبلوماسية».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف ومفوض الاتحاد الأوروبيّ للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل إلى «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في منطقة ناغورني قره باغ».
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن «الجانبين بحثا الوضع في منطقة النزاع في ناغورني قره باغ»، وشددا على أن «تبدي أطراف النزاع ودول أخرى أقصى قدر من ضبط النفس».
وكشفت وزارة الخارجية الروسية عن «وجود مسلحين سوريين وليبيين يجري إرسالهم إلى إقليم ناغورني قره باغ ودعت الدول المنخرطة في القتال إلى منع استخدام الإرهابيين والمرتزقة الأجانب في الصراع.
الكرملين ذكر أن «أعضاء مجلس الأمن الروسي يحذرون من الخطورة القصوى لنقل مسلحين من سورية وليبيا إلى قره باغ».
وخلال محادثات هاتفية منفصلة مع نظيريه الأذربيجانيّ جيهون بيراموف والأرمينيّ زوراب مناتسا كانيان، أبدى لافروف استعداد موسكو لـ»تنظيم مفاوضات بين الطرفين» ودعاهما إلى «وقف فوريّ لإطلاق النار».