دمشق تؤكد رفضها اتفاقات التطبيع: لم تزد العرب إلا ضعفاً وتشرذماً
موسكو تحذّر من خطورة نقل مسلحين من سورية وليبيا إلى «قره باغ» وتملك حقائق عنه.. ومقتل مسلحين لـ «قسد» في ريف دير الزور
جدّدت وزارة الخارجية السورية موقف سورية الثابت من التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، معتبرة أن اتفاقيات التطبيع تضر بالقضايا العربية عموماً وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
وأكدت الخارجية السورية في بيان، أمس، أنها «التزمت وعلى مدى عقود من الصراع العربي الصهيوني، منهجاً مبدئياً وثابتاً، يقوم على رفض أي محاولات للتفريط بالحقوق، واستباحة الأرض، وتكريس سياسات الأمر الواقع»، وأضافت «قدم الشعب السوري في سبيل ذلك – وما يزال – الدماء والتضحيات في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة».
الخارجية السورية شددت على موقف بلادها الثابت والمبني على التمسك بالأرض والحقوق، والرافض للتنازلات والاتفاقيات المنفردة مهما كان شكلها أو مضمونها، وفق البيان، مؤكدة أنها «كانت وستبقى ضد أي اتفاقيات أو معاهدات مع العدو الصهيوني، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن مثل هذه الاتفاقيات تضرّ بالقضايا العربية عموماً، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية»، وبرّرت ذلك بالقول «هذا ما أثبتته التجارب السابقة، من أن التطبيع والتوقيع على معاهدات واتفاقيات مع هذا العدو لم يزده إلا صلافة وتعنتاً، ولم يزد العرب إلا ضعفاً وتشرذماً».
وأكد بيان الخارجية أن موقف سورية كان ولا يزال واضحاً «ضد كل مَن وقع سابقاً وكل مَن سيوقّع مستقبلاً على أي اتفاق مع العدو الصهيوني لا يعيد الحقوق والأراضي المحتلة».
وختم البيان بأن حرب سورية ضد الإرهاب وكل ما تعانيه من تبعاتها حتى اليوم، «لم تزدها إلا تمسكاً بمبادئها برفض التطبيع وبتحقيق السلام العادل والشامل الذي يُعيد الحقوق لأصحابها وفق القوانين والقرارات الأممية الواضحة المنصوص عليها».
وفي مقابلة مع «الميادين»، كانت مستشارة الرئاسة السورية بثينة شعبان علقت على اتفاق التطبيع بين الإمارات و»إسرائيل»، قائلة إنه «بالنظر إلى الدول التي طبّعت مع «إسرائيل».. ماذا نفذت «إسرائيل» من كل الاتفاقيات الموقعة سابقاً، من اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وكذلك الاتفاق مع الإمارات؟ وما هي مصلحة دولة الإمارات؟».
وتابعت: «العدو نجح بزرع فكرة أن كلفة الحرب غالية الثمن وأن السلام أقل كلفة، لا أعلم إن كان هناك مصلحة للإمارات بهذا التطبيع، ماذا نفذت «إسرائيل»؟».
على صعيد نقل المرتزقة من سورية إلى أذربيجان، أكد الكرملين أن أعضاء مجلس الأمن الروسي حذروا خلال اجتماع عقدوه أمس، برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين من خطورة نقل مسلحين من دول في الشرق الأوسط إلى منطقة النزاع في قره باغ.
وأكد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحافيين أن اجتماع مجلس الأمن ركز على آخر التطورات الميدانية عند خط التماس بين أرمينيا وأذربيجان في المنطقة المتنازع عليها بينهما، مع إبداء بالغ قلق الجانب الروسيّ إزاء تواصل الأعمال القتالية بين الطرفين.
وقال بيسكوف: «أشار المجتمعون إلى الخطورة القصوى لنقل مسلحين من سورية وليبيا إلى المنطقة».
وأشار المتحدث إلى أن بوتين أبلغ خلال الاجتماع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي بشأن العمل على إعداد بيان مشترك بينه ونظيريه الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الوضع في قره باغ.
وكانت الخارجية الروسية أبدت قلقها إزاء تقارير تتحدث عن نقل مسلحين سوريين إلى منطقة قره باغ، مؤكدة أنها تملك معلومات تثبت صحة هذه البيانات.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في موجز صحافي عقدته أمس، أن المعلومات المتداولة عن تجنيد مسلحين بشكل جماعي في شمال سورية ونقلهم إلى قره باغ تستدعي قلقاً، لافتة إلى ورود صور وفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي تثبت صدقية هذه التقارير.
وقالت زاخاروفا إن روسيا تملك حقائق تثبت وجود مسلحين سوريين في قره باغ، موضحة أن الحديث لا يدور عن تقارير إعلاميّة فقط.
وشددت الدبلوماسية الروسية على أن موسكو تعتبر أي تصريحات حربية أو خطوات عدائية من قبل أطراف ثالثة على خلفية التطورات الدراماتيكية في قره باغ، أمراً غير بناء من شأنه أن يزيد من حدة التصعيد في المنطقة المتنازع عليها، ما قد يجلب عواقب من الصعب للغاية التنبؤ بها، إلى منطقة جنوب القوقاز بأكملها.
كما اتهمت فرنسا تركيا بإرسال «مرتزقة سوريين» للقتال إلى جانب أذربيجان في الصراع المسلح الدائر في إقليم قره باغ بين القوات الأذربيجانية والأرمنية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين: «اتفق الرئيسان ماكرون وبوتين على الحاجة لجهد مشترك للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قره باغ في إطار عملية مينسك».
وعبر البيان الفرنسي عن «القلق إزاء إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى قره باغ الجبلية».
وفي سياق أمني آخر، قتل مسلحان من ميليشيا “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي اليوم جراء تواصل الهجمات التي يشنها مجهولون وتستهدف مقارهم ومحاور تحركاتهم بريف دير الزور.
وقالت مصادر محلية، إن مسلحين اثنين من ميليشيا “قسد” قتلا صباح أمس، جراء هجوم شنه مجهولون بالأسلحة الرشاشة على سيارة عسكرية تقل مسلحين من الميليشيا قرب قرية الجرذي بريف دير الزور الشرقي.
وزادت ميليشيا “قسد” الإجراءات التي اتخذتها مؤخراً بدعم من قوات الاحتلال الأميركي للحد من الهجمات التي تستهدف مواقعها ومقارها في مختلف مناطق انتشارها والتي أسفرت إضافة لمقتل العشرات من أفرادها وإصابة آخرين خلال الأسابيع الماضية عن فرار عدد من مسلحيها من مواقعهم وإعلان انشقاقهم عنها.
وقتل مسلح أول أمس، من ميليشيا “قسد” بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بسيارة تقل عدداً من مسلحي الميليشيا في محيط بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.