«عشق الصباح»
والياسمين يفيض عطره. يطوف على حفاف الحواكير يمرّ على عتبات البيوت يلقي على الشرفات رحيق الندى ويدق على الشبابيك المغلقة عزف ناي وأنين بوح كأنه قطرات مطر أول تباشير الخريف..
بياض الياسمين بعض صفاء ضياء القمر في ليل أيلول يمحو ظلمة العتم لتشرق شمس النهار.. وخطو شوقي إليك نبض قلب تصبر على الآلام حتى صارت بعضه ولهف روح شغوفة نديمها الحنين والحزن دفق دم الشرايين وليف الأيام والليالي مذ قرأت «بسملة السلام والرحمة والرحمن وعرفت سر نار إبراهيم وسفينة نوح تطوف بي قدراً في كف مناجاة موسى الكليم وصبر يعقوب الكظيم وقد أوجعه الفقد.. والجب والكواكب التي سجدت ليوسف وقد أضاء نوره الخافقين وحكاية الذي قال: لن تستطع معي صبراً.. وكتاب سليمان لبلقيس والهدهد ومَن قال: أنا آتيك بعرشها قبل أن يرتد إليك طرفك.. فكان هو كما هو.. أعاجيب تجعل الروح تهيم على شاطئ البحر حائرة حيرة المحبين»!!! ومن يومها.. آمنت بأن الحب روح الحياة والعمل والعطاء عبادة حق يقين.
والكتابة والعشق عندي يتداخلان بحالة من الوجدان حتى لا أكاد أعرف أحياناً هل أكتب بالعشق حكاياتي أم هي التي تكتبني..!
أشعر كأن كل الذين من حولي يعيشون في دنيا غير الدنيا التي أعيش فيها.
حتى أصبحت هذي الكلمات التي أرتلها وأنا أدوّن مفرداتها على الورق تحرق شفتي كجمر المواقد وتتحول بين أصابع يدي حبات رمل ساخنة في صيف حار!
حسن إبراهيم الناصر