الرفيق نقولا نصير يكتب عن الأمين رضا خطار
عرفتهما؛ الأمين رضا خطار، منفذاً، مشاركاً في الثورة الانقلابية، عميداً للداخلية ومناضلاً فذّاً. الرفيق نقولا نصير مشاركاً في أحداث 1958 في الأشرفية، مسؤولاً فيها، مشاركاً في الثورة الانقلابية، أسيراً صلباً متحدياً آلام السجن وعذابات الأسر، بانياً أسرة قومية اجتماعية، ومستمراً في النضال، متفانياً، مجسداً فضائل الالتزام القومي الاجتماعي في كل تعاطيه وخطواته. من الرفيق الصديق نقولا نصير هذه الكلمة عن الأمين الراحل، الصديق أيضاً، رضا خطار الذي يستحق أن يُكتَب عنه الكثير.
* * *
نبذة عن حياة الأمين رضا خطار
بناءً لطلب من حضرة الأمين لبيب ناصيف، المسؤول عن تاريخ الحزب، الكتابة عن المرحوم الأمين رضا خطار، بما لديّ من معلومات عنه منذ معرفتي به عام 1958 يوم كان مسؤولاً في منطقة الضاحية الشرقية (برج حمود – النبعة). حالفني الحظ أن أتعرّف عليه عبر الرفقاء الذين رافقوه في مرحلة 1958 في منطقة الضاحية الشرقية (برج حمود – النبعة).
كان الأمين رضا خطار من المناضلين في الحزب، رحمه الله، منذ نشأته ويوم كان مسؤولاً في منطقة برج حمود – النبعة مع الأمين الراحل الذي نجلّه ونحترمه حنا قيصر(1)، وخضر ساسين(2)، كان من المسؤولين هناك، وكان صارماً في تحمّل المسؤولية، وعلمت عنه أنّه كان يطبّق النظام بحذافيره، من الناحية النظامية والخلقية والاجتماعية والحزبية، وكان المواطنون في المنطقة ينظرون للرفقاء نظرة احترام وتقدير لما كانوا يقومون به، ولسمعتهم في المنطقة. وعن أعماله النظامية والانضباطية، أخبرنا ونحن جالسين معه داخل غرفة السجن رقم (7) حادثة حصلت معه في برج حمود، بعد أن علم عبر بعض الرفقاء أنّ البعض منهم يلعب بالقمار، وبعد أن جمع المعلومات عنهم استدعاهم إلى مكتب الحزب وبدأ التحقيق معهم حول قيامهم بلعب القمار. وبعد أن تأكد منهم، فما كان منه إلا أن أعلمهم بصفته مسؤولاً مع الأمين حنا قصير وخضر ساسين، طلب من المدرب أن يأتيه بحبل أو جنزير كبير، ففعل ذلك وأحضر المطلوب. تعجّب الرفقاء لهذا الطلب، وقد قام بربطهم مكبلين بالحبل بالأيدي بعضهم بعضاً، وطلب منهم النزول إلى الشارع وهم مكبّلي الأيدي، وساروا بهم في الشارع أمام المواطنين في المنطقة ليكونوا عبرة للآخرين.. كل هذا للحفاظ على سمعة الحزب وسيرته النضالية. كان المواطنون يتساءلون عن السبب.. الجواب: هذا درس لهم لأنّ في حزبنا ممنوع منعاً باتاً لعب القمار والمقامرة، فكانوا ضحية أعمالهم الخارجة عن مناقبية ونظامية القوميين الاجتماعيين، ومن يومها كان درساً لكلّ الرفقاء الذين شاهدوا هذا المنظر من العقاب. كان الأمين الراحل رضا خطار من الأمناء الذين يستحقون رتبة الأمانة نتيجة أعماله النظامية داخل الحزب.
كان الأمين رضا خطار موظفاً في وزارة البرق والبريد والهاتف في بيروت، وهو من مواليد بلدة باتر – الشوف، وتزوّج من المواطنة ريما عقيقي من بلدة كفرذبيان، وكانت مارونية المذهب، وقد حصل على إذن خاص لزواجه منها، وقد أنجب منها ثلاث بنات، الكبيرة فادية وكلير وريما، وعندما غادر إلى الخليج كانت برفقته الرفيقة بدرية قصيباتي، وقد تمّ زواجه منها في الإمارات، وأنجبت له ابنتين وكانوا ينادونه أبو فادي، ولم ينجب إلا بنات وعددهم (5)، عمل في مخرطة حدادة تخص الرفيق الطيار رفعت أبو الحسن بمهنة محاسب.
الأمين رضا خطار يعمل في البريد ويوم الانقلاب 1961 – 1962 كان معنا في عملية احتلال مبنى البريد والهاتف في بيروت، وكان يعلم عن كل ما في داخل البريد.. ومنها الخطوط الهاتفية، وبسرعة تمكنّا من قطع كل الخطوط الهاتفية عن بيروت. كنا حوالى 17 رفيقاً في العملية، لم نستعمل السلاح مطلقاً عندما بدأت ملامح فشل الانقلاب، جمعنا السلاح في غرفة واحدة ولم يُستعمَل بناءً لأوامر المسؤولين. لقد بقيت معه في السجن مدة 5 سنوات، وبعدها خرجت للعمل خارج السجن، في بيروت – الأشرفية.
الأمين رضا خطار من المؤمنين بفكر النهضة، وكان له تاريخ نهضوي في الحزب، فتسلم عدة مسؤوليات ومنها عميد للداخلية، وبعدها غادر لبنان متوجّهاً إلى الإمارات العربية، حيث استقرّ هناك مع عائلته إلى أن غدره المرض الفتاك، وكانت حياته الأخيرة وأعيد جثمانه إلى لبنان، وكنت في هذه المدة في الإمارات وعدت إلى لبنان…. وأفاجأ بخبر وفاته وسوف يعاد جثمانه إلى الوطن، ولكن هذه المرة جسداً فقط لأنه أسلم الروح هناك بسبب المرض الذي تمكّن منه، له رحمة العز وللنهضة وقفاتها المشرّفة بفضل المؤمنين الذين أعطوها كل ما يملكون بموجب القسم.
هوامش:
حنا قيصر: من الجنوب السوري. شارك في الثورة الانقلابية وأُسِر. تابع نشاطه الحزبي بعد خروجه من الأسر، متولّياً مسؤولية خازن عام، إلى مسؤوليات ومهام أخرى. مُنح رتبة الأمانة. للإطلاع على النبذة المعمّمة عنه مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.
خضر ساسين: من طرابلس. شارك في الثورة الانقلابية وأُسِر. تولّى مسؤولية منفذ عام طرابلس. غادر إلى أستراليا، وهو رفيق جيد ومناضل يصحّ أن يُكتَب عنه.