أنطون سلوان باسم منفذية البقاع الغربي: امتشق سيف الحق.. ولم يرض الا حياة الأحرار وأخلاق الأحرار
مديرية مشغرة في «القومي» أحيت ذكرى أربعين الرفيق الراحل نظير مهدي مهدي
بمرور أربعين يوماً على وفاة الرفيق الراحل نظير مهدي مهدي، أحيت مديرية مشغرة التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الإجتماعي وعائلة الراحل الذكرى في باحة مدافن البلدة بحضور منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم، ناظر الإذاعة أنطون سلوان، مدير مديرية مشغرة وسام غزالي وهيئة المديرية وجمع من القوميين الإجتماعيين وعائلة الراحل.
كما حضر النائب السابق ناصر نصرالله، الشيخ حمود عيسى، وجمع من أهالي البلدة وفاعلياتها.
ألقى ناظر الإذاعة في منفذية البقاع الغربي أنطون سلوان كلمة المنفذية ومما جاء فيها:
نلتقي اليوم لنحيي ذكرى الأربعين يوما لرحيل الرفيق نظير مهدي.
نلتقي لنحيّي ذكرى عزيز غادرنا في هذه الأيام الصعبة والظروف الدقيقة والحساسة، غادرنا ونحن بأمسّ الحاجة إلى وعيه وحكمته، ورأيه السديد.
عندما يغادرنا الأعزاء، نبدأ بالبحث عن وريقات خطوا عليها بأيديهم كلمات لكي نستذكر أقوالاً قالوها وأفعالاً فعلوها. وخلال بحثنا، لم نجد وريقات، بل وجدنا كتباً ترك فيها إرثاً من الحكم والأفعال والمواقف، سوف تبقى محفورة في ذاكرة القوميين الاجتماعيين والأهل وأهالي مشغرة. فهو منذ أن اعتنق القومية الإجتماعية، مارسها قولاً وفعلاً، فخلع عنه كلّ نزعة فردية واصبح همّه الأول والأخير خير المجتمع ووحدة المجتمع وقوة المجتمع، فالاختلاف بين أبناء المجتمع، مهما كان نوعه، يجب أن يكون عنصر تكامل بينهم ولا يجب أن يكون عنصر نزاع او صراع.
أضاف: امتشق سيف الحق مواجهاً الباطل أينما حلّ وكيفما ظهر، فما ساوم ولا هادن ولا تراجع يوماً في هذه المعركة المبدئية المصيرية وكان حريصاً أن يكون من الطغاة على المفاسد وعلى المثالب، لم يرض إلا حياة الأحرار ولم يرض إلا أخلاق الأحرار.
آمن إيماناً مطلقاً بأنّ اللغة الوحيدة التي يمكن أن يفهمها العدو المحتلّ لفلسطين ولأراض سورية أخرى هي لغة الحديد والنار، لغة المقاومة لغة الاستشهاديين والاستشهاديات، لغة سناء محيدلي ووجدي الصايغ وخالد علوان وغيرهم وغيرهم من المقاومين الأبطال.
في مسيرته الحزبية التي تخطت الخمسين سنة، تبوّأ مسؤوليات حزبية عديدة في الوطن وفي المغترب منها مدير مديرية في المغترب ومنفذ عام البقاع الغربي فأدى الدور المطلوب منه على أكمل وجه سواء عندما كان في موقع المسؤولية أم حين لم يكن فيها، فحاز على محبة وتقدير واحترام جميع القوميين الإجتماعيين الذين رأوا فيه مثالاً للقومي الاجتماعي الذي يُشار إليه بالبنان. وقد منحه رئيس الحزب وسام الثبات بعد مضيّ خمسين سنة على انتمائه.
كان أكثر ما يفرحه أن يكون حاضراً في مشغرة بين أهله وأصدقائه ورفقائه، فما كاد يغادرها في بدايات فصل الخريف حتى يعود إليها في بدايات فصل الربيع، يعود مفعماً بالشوق والحنين إلى كلّ الأعزاء فيها. كان يغادرها ولكنها لم تغادر عقله يوماً، فكان يفكر بجميع الأصدقاء والرفقاء وبمديرية مشغرة وبما يحتاجون إليه من دعم معنوي وغير معنوي. ولكثرة شوقه الى الوطن، لم يأبه بالخطر المتمثل بالوباء، فهو كان قد واجه الموت مرات ومرات ولم يهبه يوماً، فعاد الى أرض الوطن في رحلته الأخيرة ليتحد مع الثرى الذي أحب وعشق.
رفيق نظير، لقد كان رحيلك مؤلماً، فلم تتسنّ لنا رؤيتك خلال الأسابع القليلة التي قضيتها بيننا، ولم يتسنّ لنا وداعك يوم رحيلك أو أن نحمل نعشك على أكتافنا ملفوفاً بعلم الزوبعة الحمراء الذي أحببت، فعدنا اليوم لنؤدّي لك التحية ونعبّر لك عن بعض ما تختزنه قلوبنا وعقولنا ووجداننا تجاه رفيق عزيز على قلوبنا جميعاً.
قد تكون قد سقطت جسداً ولكن نفسك دون شكّ قد فرضت حقيقتها على هذا الوجود ولا يمكن أن تزول. سوف تبقى حاضراً بيننا، من جيل الى جيل.
في ذكرى رحيلك عهداً منا لك وعهداً منا لزعيمنا، ولكلّ أبناء النهضة الذين رحلوا عنا جسداً، ولكلّ الشهداء ولكلّ القوميين الاجتماعيين، سوف يبقى هتافنا يدوّي لتحيا سورية وليحي سعاده. والبقاء للأمة والخلود لسعاده.
ومن ثم وضع إكليل من الزهر على ضريح الرفيق الراحل وأدّى له القوميون الإجتماعيون التحية الحزبية.