غصن يُشارك في ذكرى تأسيس الاتحاد العالمي للنقابات وندوة لمنظمة الوحدة الأفريقية حول جائحة كورونا
اعتبر الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن «أنّ اجتياح وباء فيروس كورونا كافة أرجاء المعمورة وانكشاف هشاشة النظام الاستشفائي في العديد من دول العالم، وانعدام التكامل والتضامن في ما بينها، وكذلك توسُّع انتشار الفيروس المستجدّ في العديد من الدول النامية، لا سيما الدول العربية، حيث النظم الصحية محدودة القدرة في مواجهة هذا الوباء الخطير، ينبئ بانهيار التكتلات الجيوسياسية والاقتصادية التي أرساها النظام العالمي الجديد».
وفي كلمة ألقاها خلال ندوة عن تأثير جائحة كورونا على الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية ودور العمال في مواجهتها، والتي نظمتها منظمة الوحدة النقابية الأفريقية، أعرب غصن عن تضامن الاتحاد الدولي مع عمال وشعوب أفريقيا والعالم العربي وفي كافة أرجاء المعمورة، مثمناً «التضحيات الجمة التي يقدّمها الذين يقفون على خطّ الموجهة لهذا الوباء القاتل من أطباء وممرّضين وممرضات وموظفين وعمال ومتطوّعين». ودعا الحكومات «إلى التعاون الدولي ومضاعفة الجهود في مكافحة تفشّي هذا الوباء، وكذلك مطالبة أصحاب العمل التضامن مع العمال، وعدم استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة ذريعة لتسريح العمال وتقويض الحقوق والضمانات الاجتماعية للأجراء وزيادة الضائقة الاجتماعية والمعيشية على محدودي الدخل، وجعل العمال يدفعون تكلفة الأزمة الاقتصادية».
وقال غصن: «لقد جاءت جائحة كورونا لتضيف للطبقة العاملة معاناة فوق معاناتها، في الوقت الذي توقعت منظمة العمل الدولية زيادة البطالة العالمية بنهاية العام 2020 نحو 200 مليون شخص»، لافتاً إلى «أنّ الحماية الاجتماعية الملائمة لا تغطي سوى 27% من سكان العالم، فضلاً عن الأعباء الثقيلة المتمثلة في الأمراض المهنية».
أضاف: «لقد جاء تقرير المنظمة العالمية عن التداعيات المدمّرة التي سبّبتها جائحة كورونا على العمال، وقد انخفض الدخل من العمل بنحو 10.7 في المئة على مستوى العالم، وهو ما يساوي 3.5 ترليون دولار في التسعة أشهر الأولى من العام 2020. وأضاف التقرير أنه في الربع الثاني من هذا العام فقدت 495 مليون وظيفة بدوام كامل، بسبب الإغلاق الجبري لأماكن العمل بسبب تفشي الوباء».
وتابع غصن: «إزاء هذا الواقع المرير، فإنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يحثّ العمال على الوحدة والتضامن في مواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجائحة المدمّرة»، مطالباً الحكومات ومنظمات أصحاب العمل «بتأمين أعلى معايير الصحة والسلامة المهنية، جنباً إلى جنب، وتأمين فرص العمل اللائق والحماية الاجتماعية، تحقيقاً للعدالة الاجتماعية وضماناً للاستقرار والسلام، والنضال من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات، لرفع مستوى المعيشة وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، والعيش في عالم تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية».
ودعا الأمين العام للاتحاد الدولي الحركة النقابية الأفريقية والعربية «إلى مواصلة النضال من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات النقابية، وصيانة وحدة الحركة النقابية واستقلاليتها وديمقراطيتها، وتمتين التزامها وارتباطها بقضايا العمال والمجتمع، ومواصلة جهودها الرامية إلى تطوير الحركة النقابية في بلدانها، وتمكينها من مواكبة التحديات التي تفرضها المتغيّرات الاقتصادية والتكنولوجية، وتفاقم معدلات البطالة وتفشي الفقر، واتساع الفوارق والفجوات في المجتمع».
ورأى «أنّ هذا الأمر يتطلب تعزيز وحدة الحركة النقابية العربية والأفريقية وتطوير بناها وشعاراتها وأشكال عملها، وذلك عبر وضع استراتيجية نقابية أفريقية عربية، وتحقيق التكامل بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، وتطوير التعليم والتأهيل المهني والتكنولوجي بما يتلاءم مع التغيرات التي فرضتها جائحة كورونا، خصوصاً العمل عن بعد».
على الصعيد العربي، دعا غصن «إلى المزيد من التعاون بين مؤسّسات العمل العربي المشترك، وبذل الجهود لتعميق التكامل الاقتصادي والاجتماعي العربي، وإقامة السوق العربية المشتركة، وتفعيل الدور الاقتصادي والاجتماعي للقطاع العام وتطويره وتخليصه من العوائق البيروقراطية ليؤدي دوره الاجتماعي، باعتباره ضمانة للاستقرار الوطني».
وكان غصن شارك أيضاً في ذكرى مرور 75 عاماً على تأسيس الاتحاد العالمي للنقابات الذي يصادف في 3 تشرين الأول.
وحيّا غصن في كلمة له بالمناسبة «النضال المشترك والوفاء المتبادل الذي أرسته العلاقات الوثيقة والمميّزة ما بين الاتحاد العالمي للنقابات والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب منذ قيامه على أسس الاحترام المتبادل والتعاون في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولعلّ أبرزها الانتصار لقيم العدالة والحرية ومواجهة الاستبداد والتسلط والهيمنة التي تقودها الصهيونية والإمبريالية العالمية المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية وحلف «ناتو»، خصوصاً في ما ينال القضية الفلسطينية من احتلال وعدوان وانتهاك للكرامة الإنسانية، فضلاً عن انتهاك شرعة حقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة وقراراتها، ومواصلة احتلال الجولان السوري وأراض في جنوب لبنان وفرض العقوبات والحصار على الدول الحرة التي تأبى الانصياع لإرادتها والخضوع لإملاءاتها،
وكذلك التصدي للإمبريالية العالمية والنظام العالمي الجديد والعولمة الاقتصادية والرأسمالية المتوحشة وسياسات البنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية التي تسعى إلى إفقار الدول النامية ونهب ثرواتها. وكذلك التعاون في مكافحة آفات الفقر والبطالة والأمراض والأوبئة، فضلاً عن الدفاع عن القيم النقابية التي تشكل الأعمدة الأساسية لمنظمة العمل الدولية وفي مقدمتها الحقوق والحريات النقابية، والتي شكلت فضاء واسعاً للتعاون المشترك، ومن أبرز وجوه هذا التعاون تأسيس «اللجنة النقابية الدولية لنصرة عمال وشعب فلسطين» والتي ضمّت إلى جانب مؤسِّسيها الاتحاد العالمي للنقابات والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية كوكبة واسعة من الاتحادات النقابية الدعمة للحقّ الفلسطيني والتحرُّر».