بعد اعتذار 6 دول عن رئاستها.. مغرِّدون ينعون الجامعة العربية
باتت جامعة الدول العربية، خلال الساعات القليلة الماضية، في مرمى نيران انتقادات وسخرية ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، عقب توالي اعتذارات أعضائها عن رئاسة دورتها الحالية.
والثلاثاء، لحقت ليبيا بقطار المعتذرين عن رئاسة الدورة الحالية للجامعة العربية، بعد تخلي فلسطين عن رئاستها، واعتذار كل من قطر وجزر القمر والكويت ولبنان، وفق تقارير إعلامية.
وحتى الآن، لم يصدر تعليق من الجامعة العربية بشأن اعتذار ليبيا والدول الأخرى عن رئاسة دورتها الحالية، والخطوة المقبلة بشأن رئاسة المجلس.
ودعا مغرّدون عرب، عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى إعلان «وفاة» الجامعة العربية، التي تخلى عن رئاسة دورتها الحالية نحو ثلث أعضائها البالغ عددهم 22 دولة (بينهم سورية المعلقة عضويتها)، لا سيما بعد إسقاطها مشروع قرار فلسطيني يدين التطبيع العربي مع العدو الصهيوني.
في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، لم يدن اجتماع وزراء الخارجية العرب، المخصص أصلاً لمناقشة القضية الفلسطينية، التطبيع مع العدو الصهيوني، رغم إلحاح فلسطين في طلب ذلك، مكتفياً بتجديد التمسك بمبادرة السلام العربية حلاً للقضية، والتزام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي 13 أغسطس/ آب الماضي، توصلت الإمارات والعدو الصهيوني إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وهو ما رفضته فلسطين، سلطة وفصائل وشعباً واعتبرته «خيانة».
وتفاعل عشرات المغردين العرب مع كاريكاتير ساخر للجامعة العربية لسيارة متهالكة قديمة الصنع، معلّقة على مرآتها نجمة سداسية اتخذها اليهود شعاراً لهم، وأطلقوا عليها «نجمة داود».
ودوّن على الكاريكاتير الساخر عبارة: «مطلوب سائق لديه خبرة في الشجب والتنديد ولا مانع عنده من التطبيع»، ليلقى تفاعلاً واسعاً على تويتر.
وقال الإعلامي المصري معتز مطر، عبر حسابه: «ليبيا تعتذر عن رئاسة دورة الجامعة العربية بعد تخلّي فلسطين عن رئاستها واعتذار قطر وجزر القمر والكويت ولبنان سابقاً عن رئاسة الدورة ذاتها».
وأضاف مطر: «قلنا إنها (أي: الجامعة العربية) ماتت إكلينكياً.. فعجلوا بدفنها.. أو هاتوا (اجعلوا) «إسرائيل» المزعومة لترأسها. الله غالب».
بدوره تساءل حساب باسم «عبد الله الفارسي»: «ليبيا تعتذر عن رئاسة دورة الجامعة العربية (..) من سيواري سوءة الجامعة بعد أن تبرأت بعض الدول عن دفنها؟».
وأوضح حساب باسم «الرادع العربي»، أن تكرار اعتذارات الدول عن رئاسة الدورة الحالية للجامعة العربية نهاية تليق بها، قائلاً: «تلك النهاية تليق بمؤسسة تدنّت وتقزّمت حتى وصلت أمانتها العامة لشخص بمستوى أحمد أبو الغيط وبسيطرة مهينة من إمارة أبو ظبي».
على النحو ذاته، قال حساب باسم «فهران حواس الصديد»: «رحم الله الجامعة العربية توفت منذ سنوات، وهي جثة لا تتحرك إلا بأوامر الغرب و»إسرائيل» عندما تتطلب مصالحهم ذلك».
من جانبه، قال حساب باسم «قطب العرابي»: «هذه أول مرة تعزف الدول العربية عن رئاسة الجامعة التي كانت تمثل الحد الأدنى للضمير العربي فأصبحت تمثل ضمير محور التطبيع فقط».
ولم تكن تلك الانتقادات الساخرة هي الأولى التي تواجهها الجامعة العربية، إذ دشن مدونون على منصة فيسبوك، في 11 سبتمبر الماضي، حملة لجمع مليون توقيع، للمطالبة بتحويل مقر الجامعة إلى «قاعة أفراح»، لتحقيق ما اعتبروه «استفادة كاملة من كيان عديم المنفعة».
وظلت جامعة الدول العربية في مقرها بميدان التحرير وسط القاهرة منذ تأسيسها عام 1945، باستثناء الفترة بين 1978 و1990، التي تم فيها نقل المقر إلى تونس، بسبب خلافات آنذاك لاتفاقية السلام بين مصر والعدو الصهيوني، قبل أن تعود مجدداً إلى القاهرة.