تويني: «إسرائيل» عبء على العالم بأسره
رأى الوزير السابق نقولا تويني أنّ «الشعب في لبنان يعيش ذنباً دائماً أو خطيئة ملازمة منذ الولادة لم يتمّ غفرانها بعد، وذلك تزامناً مع نشأة الجمهورية اللبنانية أو ما قبل»، مشيراً إلى أنه «منذ الحرب العالمية الثانية لم يشهد البلد ولا ناسه استقراراً لأكثر من سنتين أو ثلاث، ليعود من جديد التهديد للكيان والاستقرار والحياة الآمنة».
وقال في تصريح أمس «إنّ مشكلة الكيان هي الخطيئة الأولية التي لم يتمكّن لبنان ودولته وشعبه من تخطيها أو محو مفاعيلها، إزاء مسلسل الأحداث اليومية والتوترات المتناسلة باستمرار في دوّامة جدلية، في صدام مستحكم بين الكيانات المضادة والمتناحرة ذات المحرك الذاتي الحركة أو الخارجي إيعازاً وأداءً وتداعيات».
وأشار إلى أنّ الحياة تعثّرت مراراً وهاجر كثر، لكن أحداً لم يبتكر الحلّ الشافي لأوجاع لم تترك للراحة فسحة وللأجيال أملاً.
أضاف «ربما كانت مصادفة أنّ الرقعة الجغرافية السورية والعربية كلها تعاني أمراض الكيان المعطوب أو الكيانات المتناحرة، والسبب البديهي أنّ التقسيم العشوائي الذي حصل على يد الحلفاء خلق كيانات غير قابلة للعيش، إلاّ في ما عاشته من ألفة تاريخية اجتماعية في وحدة جغرافية صقلها التاريخ منذ آلاف السنين. ولما تقاطعت المصالح البترولية ومصلحة أوروبا لتصدير المشكلة اليهودية أولاً إلى القامشلي عن طريق فرنسا وحكومة ليون بلوم، ثم إلى فلسطين وبلفور بريطانيا، حيث عمل هؤلاء على إذكاء الحرب أولاً وعلى التفرقة والتقسيم ثانياً».
وقال تويني «لم تشهد الجغرافيا أو التاريخ أن تعيش بلاد كما بلادنا الحروب المستمرة بلا هوادة، وتخطى عمر الحرب المئة عام. لكن المفارقة الفاضحة التي ستقلب كلّ المخططات رأساً على عقب تكمن في اكتشاف العالم الغربي وعلماء التاريخ أنّ إسرائيل لا يمكنها العيش بسلام، فهي كناية عن هيكلية عنصرية عسكرية غربية، بل عن جهاز معدّ للفتن والموت وليس للسلام والحياة. هكذا يكون مصير الجرم أمام التاريخ حسابه مع الحياة. وما من ريب في أنّ هذا الحساب لا يرحم خصوصاً أولئك الذين أجرموا بحق الإنسان والإنسانية».
وختم «إسرائيل أصبحت عبئاً على العالم بأسره وعلى ضمير الإنسانية، فالإنسانية جمعاء لم تعد تتحمل أعمال هذا الكيان الغاشم».