الدفاع الأرمينيّة تتهم القوات الأذربيجانيّة بالاحتماء بالحدود الإيرانيّة
محادثات عاجلة في جنيف وموسكو لتسوية الصراع في قره باغ
أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس، عن «إجراء محادثات بشأن الوضع في ناغورني قره باغ، في جنيف وموسكو»، وذلك في إطار جهود فرنسا وروسيا والولايات المتحدة لتسوية الصراع.
وقال الوزير لودريان: «اليوم ستعقد اجتماعات بشأن ناغورني قره باغ في جنيف، وستعقد اجتماعات أخرى في موسكو يوم الاثنين. نتمنى أن يؤدي ذلك إلى بدء المفاوضات».
فيما أعلن الطرفان الأرمينيّ والأذربيجانيّ، أمس، عن إحراز قواتهما تقدّماً ميدانياً وتبادلا اتهامات جديدة بقصف مرافق مدنية في إقليم ناغورني قره باغ.
وشهدت مدينة ستيباناكرت stepanakert قصفاً ليلياً وُصف بـ»الأعنف» منذ بدء القصف الأذربيجانيّ على المدينة التي شهدت انفجارات قويّة.
وفيما نشرت وزارة الدفاع الأرمينية لقطات ذكرت أنها «توثّق لحظة تدمير مخزن وقود تابع للقوات الأذربيجانية في محور مدينة جبرائيل جنوب خط التماس»، وأخرى قالت إنّها «تُظهر تدمير مجموعة من قوات الجيش الأذربيجانيّ لدى محاولتها دخول جبرائيل»، نفت وزارة الدفاع في أذربيجان تكبّدها «أيّ خسائر في محور جبرائيل»، مضيفةً أنّ «قواتها تواصل تقدمها وتحظى بالتفوق الميدانيّ المطلق».
من جهته، اعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن «موقف روسيا من الوضع في منطقة النزاع حول ناغورني قره باغ مسؤول».
وقال علييف: «لدينا علاقات تاريخية طويلة مع روسيا. ويقيم الاتحاد الروسي علاقات مع أذربيجان وأرمينيا. هذا عامل مهم جداً. ليس لدينا أي مشاكل مع روسيا سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. موقف روسيا من هذه المسألة مسؤول جداً».
بدوره تحدّث وزير الخارجية الفرنسي عن «تدخل عسكري تركي في ناغورني قره باغ».
وكان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أعلن أول أمس، أن بلاده «مستعدة لتقديم تنازلات في نزاعها مع أذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ، شرط وجود نية مماثلة لدى باكو».
وقال باشينيان إن «النزاعات يجب أن تحل بناء على تنازلات متبادلة»، مضيفاً أن «ناغورني قره باغ مستعد وأرمينيا مستعدة لتقديم تنازلات مقابل تلك التي تبدي أذربيجان استعداداً لتقديمها».
يذكر أنّ رئيس الاستخبارات الروسيّة حذر، أول أمس الثلاثاء، من أن «الصراع في إقليم ناغورني قره باغ يجذب الارهابيين والمرتزقة من منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «مناطق الإقليم قد تتحوّل إلى مناطق يدخل منها هؤلاء إلى روسيا».
من جهته، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية آرتسرون هوفهانيسيان، أمس، أن «أذربيجان تحشد قواتها المسلحة استعداداً لشن الهجوم، وذلك بالقرب من الحدود الإيرانية حتى لا تتمكن قوات قره باغ من إطلاق النار عليها».
وكتب هوفهانسيان في صفحته على الفيسبوك: «لليوم الثاني، بدأت الوحدات الفرعية التابعة للقوات المسلحة الأذربيجانية، التي تفتقر إلى القدرات الكافية للقيام بعمليات هجومية فعالة، باللجوء إلى استفزازات واضحة. وعلى وجه الخصوص، في الاتجاه الجنوبي لخط التماس المباشر، حيث تحتشد الوحدات الأذربيجانية، في مجموعات كبيرة على طول الحدود بين آرتساخ (قره باغ) وإيران (على طول نهر أراكس) مباشرة وتحاول أن تتقدم مستفيدة من تواجدها قرب الحدود».
وأضاف أنه «في واقع الأمر يحاول الجانب الأذربيجاني بفضل هذه التكتيكات استفزاز آرتساخ (قره باغ) ليرد بإطلاق النار أو القصف على طول الحدود في اتجاه إيران».
وقال هوفهانسيان: «من غير المستبعد نتيجة للعمليات العسكرية أن تضطر الوحدات الأذربيجانية إلى الانسحاب أو الفرار إلى الأراضي الإيرانية. ولتجنب ذلك، نعتقد أنه على الجانب الإيراني، الذي يرى كل هذا بلا شك، منع ذلك أو إجبار الجانب الأذربيجاني على الامتناع عن حشد قواته».
من جانبه حذّر، الرئيس الإيراني حسن روحاني، أول أمس، كلاً من أذربيجان وأرمينيا من اتساع الصراع في قره باغ وتحوّله إلى إقليمي، وقال: «على الدول التي تنفخ على نيران الحرب وتصبّ الزيت عليها أن تدرك أن ذلك لن يكون لصالح أحد في المنطقة»، موضحاً أن «استمرار الحرب في قره باغ ليس في مصلحة أحد وإيران جاهزة للمساعدة في حل هذا النزاع»، مشدداً في الوقت ذاته على أن «إيران لن تسمح للجماعات الإرهابية الاقتراب من حدودها ونقل الإرهابيين من سورية ومناطق أخرى بالقرب من حدود إيران».
وكانت روسيا أعربت عن قلقها العميق إزاء «استمرار الأعمال القتالية واسعة النطاق في قره باغ»، ودعت لـ»إنهاء التصعيد وبدء الحوار»، محذرة في الوقت ذاته من «خطورة نقل مسلحين من دول في الشرق الأوسط إلى منطقة النزاع في قره باغ».
وتجدّدت الاشتباكات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان في 27 أيلول الماضي، في أعنف جولة من الصراع المستمر منذ 30 عاماً.