صباحات
صباح القدس بوصلة تحكم اتجاهات رياح الصراعات وتضبط إيقاعاتها – والقضية الرئيسية التي يثيرها التفاوض على الترسيم ويتجاهلها الصديق بلا قصد والعدو متعمداً – هي كيف سقط شعار الأميركي وجماعته في لبنان: لا حلول ولا تفاوض ولا أفق لتقدم ما دام سلاح المقاومة موجوداً، وصولاً الى تحميله مسؤولية كل الأزمات وجعل بت مصير السلاح شرطاً سابقاً على أي بحث آخر في السياسة والاقتصاد – والذي تقوله لنا المفاوضات إن الأميركي والإسرائيلي يسلّمان بالفشل الكامل فيرتضيان التفاوض في ظل السلاح أي في حضوره كعامل قوة حاضر في التفاوض حيث لا استثمار للغاز من جانب الكيان بلا تحييد وظيفة السلاح بأن ترضى المقاومة على نتائج المفاوضات – وتجاهل هذا العامل الحاكم في خلاصات معنى اتفاق الإطار التفاوضي وشروطه يأخذ أصحابه من الأعداء للتشكيك بصدقية المقاومة – ويأخذ الأصدقاء إلى المبالغة بالمخاوف وصولاً لاعتبار التفاوض مدخلاً لنزع السلاح – البوصلة المقدسية وحدها تجنبنا المطبات – هل تأتي السياسة من غير الوقائع ومن غير موازين القوى التي تتحكم بقوانين الصراع الذي كانت ولا تزال القدس وفلسطين عنوانه الأساسي والموجه – السؤال هو كيف تقبل أميركا الدولة الأعظم في العالم أن تتحول الى وسيط بين حليفها الأهم وبين السلاح الذي تدعو لنزعه – هنا التشابه مع محطات الهزيمة الأميركية الإسرائيلية في تفاهمات سابقة – وليس السؤال كيف ترضى المقاومة بالأميركي وسيطاً؟ – صباحكم بنور القدس – 8-10-2020
} صباح القدس لجنود وضباط الاقتحام والعبور في ذكرى الحرب التي غيرت وجهة التاريخ في الصراع مع كيان الاحتلال – قد لا تذكر أجيال عربية كثيرة معاصرة تلك اللحظة التي بدأت تتدفق فيها الأخبار عن قيام الجيشين السوري والمصري باجتياز الخطوط والتحصينات الفاصلة عن المناطق الخاضعة للاحتلال وتهاوي هذه التحصينات أمام الجيشين السوري والمصري وصوت الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على أثير الإذاعة السورية يخاطب الضباط والجنود حول المهام العظيمة التي تنتظرهم، وكيف وقع كل ذلك على قلوب وأفئدة مكسورة الخاطر بعد هزيمة عام 67 المدوّية التي خسرت خلالها الجيوش العربية القدس والضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان ومنذ تلك اللحظة استردّ المواطن الذي كسرت الهزيمة ظهره ثقته بجيوشه وقدرتها على خوض حرب، وعاد له الإيمان بأن هزيمة كيان الاحتلال وجيشه الذي قيل إنه لا يقهر هي أمر ممكن، وعاد للإرادة التي طعنت في صميم وجودها وهج الحضور بين إرادات الأمم والدول والشعوب، لتبدأ بالمقابل على مستوى كيان الاحتلال مرحلة جديدة معاكسة. فقرار الحرب في المنطقة ليس قراراً إسرائيلياً فقط، والقدرة على شنّ الحرب وتحقيق التفوق ليسا حكراً على الكيان، وسقط الكثير من الأوهام والأحلام التي قالت حرب العام 67 أنها حسمت إلى الأبد. – كل تحية لذكرى الحرب هي تحية لروح القائد العظيم حافظ الأسد وللجيشين السوري والمصري ولإرادة المقاومة في أمتنا – 7-10-2020
} في صباحاتنا المقدسية نستنير بإشراقات القدس كعنوان فنكتشف ان كل شيء يدور حول تثبيت معادلة كي الوعي والكي المعاكس – كيف نزرع فكرة أن زمن التعالي والتفرّد والهيمنة والتسيّد لكيان الاحتلال في المنطقة قد ولّى إلى غير رجعة – في ذكرى حرب تشرين 1973 نستذكر ان هذه هي القيمة الرئيسية للحرب التي قالت لوعي المستوطنين إن في المنطقة جيوشاً قادرة على اتخاذ قرار الحرب وخوضها وتهديد مكامن الامن الصهيوني خلالها – في التحرير 2000 كانت العبرة الرئيسية هي إثبات أن الاحتلال ليس إنجازاً مفتوحاً للكيان يملك قرار التحكم بما سيفعل به وحده فهناك ارادة اخرى قادرة على فرض حضورها ورسم مسارات النتائج – وفي حرب تموز 2006 فهم الكيان أنه قد يبادر للحرب لكنه سيضطر للخروج منها ذليلاً خائباً – المسار الخاص بثروات الغاز والنفط في البحر يوفر الفرصة لتثبيت حقيقة أن الكيان تحول الى قوة عادية تفقد استثنائيتها وتميزها وتفوقها وأنه كي يستثمر ما استولى عليه من ثروات فلسطين فهو مضطر للحصول على اذن المقاومة وتلبية شروطها والاعتراف بأنه ليس وحده من يرسم المناطق الاقتصادية في المنطقة ولو وقفت خلفه اميركا. فالتفاوض غير المباشر اعتراف الكيان بحقيقة وجود آخر قوي وحاضر وقادر – كيّ الوعي المعاكس تراكم يتحقق – صباحكم مقدسي مشرق – 6-10-2020
} صباح القدس لكم – ونور القدس يشعّ حيث يكون مصير وجود ودور لكيان الاحتلال فتتجه العيون، ولهذا لسنا على الحياد في ما يجري في القوقاز ونحن نرى قواعد جيش الاحتلال في أذربيجان الشيعيّة وتدعمها تركيا السنية مع مرتزقة من سموا انفسهم زوراً بثوار سورية، وثوار القرن الـ 21 مزوّرون بلا استثناء إلا في البحرين، وفي وجه هؤلاء تقاتل أرمينيا المسيحية، ومن دون أن ننحاز للبعد المحلي للصراع نحن منحازون الى الجبهة التي تواجه الجبهة التي يقف فيها الكيان فكيف عندما يكون معه الأميركيون، فهل نختار شيعياً أم سنياً أم مسيحياً أم ندع بوصلة القدس تقودنا، ونتذكر أنه منذ أكثر من عشر سنوات استشرف الرئيس بشار الأسد مشهد المنطقة التي أسماها بمنطقة البحار الخمسة وتوقع فيها انفجار الحروب ما لم تستبق قياداتها خيار منظومة تنسيق وتكامل يحل مكان الأميركيين وها هي تتشكّل مشاهد الحروب الصغيرة – الكبيرة، الممتدّة على مساحة العالم والمتركزة في مناطق تتوزّع بين أحواض البحار الخمسة، الأبيض المتوسط والأحمر والأسود وقزوين وعُمان وتقع مناطق القوقاز والمشرق وتركيا وإيران وروسيا والخليج في قلبها، ووفقاً لبعض قراء الاستراتيجيات أن الحرب الاستباقية على سورية التي قادتها واشنطن جاءت لمنع قيام هذه المنظومة الإقليميّة، التي تستند دعوة الأسد لقيامها إلى استقرائه بدء مرحلة فراغ استراتيجي ستخيم عليها في ضوء الفشل الأميركي في حربي العراق وأفغانستان، فجاءت الحرب تستهدف سورية على قاعدة الإنكار الأميركي للتسليم بالفراغ وإغلاقاً لباب البحث بالبدائل إقليميّة وحيث الغباء والرعونة والأوهام والرهانات في مواقف الرئيس التركي شكلت العلامة الفارقة في إشعال الحروب بدلاً من تلقف الدعوة السورية الإيجابية ليتم الانتقال الى منظومة الأسد اليوم وبعد عشر سنوات من الدعوة رغماً عن الإنكار، ولكن بثمن باهظ من الدماء وخراب العمران – هنا يظهر دور القادة في ملاقاة التاريخ أو في معاندته بالأوهام – القدس رمز لاتجاه تاريخ قادم بسرعة الضوء لن يمنع قدومه غباء او رعونة او إنكار بوجود قادة كالرئيس الأسد في خيار المقاومة يقرأون التاريخ ويلاقونه. – 5-10-2020
} صباح القدس للطيبين الذين يحبّون المقاومة ويؤمنون بها خياراً لا يحتاج لإثبات صدقيته الى البراهين. فالحاضر إبن الماضي وابو المستقبل وببساطة اليقين يكتشفون ثقتهم وبيقين الأداء يميزون المصداقية – لا يدعون معرفة بكواليس الأشياء وليس لديهم ارشيف سريّ لاجتماعات وأدوار ليقولوا إن المقاومة في منزلقات أنقذها منها فلان وعلان فهم رأوها ناصعة كصباحاتهم المشرقة بنور القدس – عام 2007 في الرقة كنت أتحدّث في مناسبة الاستحقاق الرئاسي وقلت إن سورية شعب وجيش ورئيس وعاتبني بعض مسؤولي الحزب والحكومة لتجاهلهم، فأجبت أن الحزب والحكومة امام امتحان يومي لنيل الثقة في قلب هذا المثلث – وفي كتابي حزب الله فلسفة القوة قلت إن قادة وكوادر الحزب هم في قلب مثلث السيد والناس والمقاومين وكل اصحاب الادوار او مدعيها أمام امتحان الجدارة بثقة هذا المثلث – في مرة من مرات النقاش قلت إن الرئيس حافظ الأسد يوم ذهب لدعم إيران في مواجهة الحرب التي شنها النظام العراقي واجه الكثير من الاتهامات من نجباء وفاهمين ومدعين ومتربصين وبعد عقود أثبتت الأحداث انه خبأ لسورية حليفاً لا يخذلها في الصعاب ولفلسطين ذخراً لا ينضب – الثقة بالقادة ليست امتحاناً يجريه المتذاكون كل يوم – بل ثوب تلبسه الشعوب لأبطال انتصاراتها في ميادين النزال – ها هما مثلثا عزتنا وقوتنا يستحقان منا نحن البسطاء ثقتنا اللامحدودة – ونراهما مصدراً لرعب الأعداء المتعاظم – ونعتذر عن أننا لا نمتلك اتصالات ولا نحضر اجتماعات يمتلكها أصحاب الأدوار يخبروننا عن أسباب للتشكيك والحذر – وثقنا وانتصرنا وسنثق وننتصر وبعد النصر نلتقي ونعرف الأدوار وسنعتذر لمن تجاهلنا أدوارهم الخفية عندما تظهر في صناعة النصر – 3-10-2020
} صباح القدس للثابتين على الثوابت يدركون معنى موازين القوى ولا تهزّ ثباتهم الدسائس ومحاولات التشكيك يعرفون ان المقاومة لو قبلت التراجع عن حال العداء بلا اعتراف بالكيان وبلا تطبيع لنالت أثماناً لا يتطلع نحو مثلها المطبّعون وأنها بثباتها انتزعت في زمن هرولتهم التفاوض غير المباشر والرعاية الأممية لتثبيت ثروات لبنان بعدما استنفد الاميركي كل ما بين يديه من تهديد بالانهيار الى العقوبات واقترب موعد الانتخابات وصار ثمن الحصول على الترسيم القبول بالشروط – عساهم يتعلمون – الأميركي مستعد لإلغاء العقوبات عن كل محور المقاومة وللانسحاب من سورية والعراق مقابل انسحاب ايران والمقاومة من سورية من دون أن يحلم بالاعتراف والتطبيع فكيف لو تقبل المقاومة بالأكثر؟ حكاية المطبعين انهم يريدون تصوير المقاومين مثلهم علهم ينالون نعمة التشبه، لكن انى للثعالب التشبه بالأسود – صباحكم مقدسي ومقاومة تعرف كيف تصنع انتصاراتها كما زرع شجر الزيتون بينما غيرها يزرع الريح – صبر وبصيرة والثمر آتٍ وفيراً والزيت لا ينضب وهذا حصاد المقاومين الصابرين بينما حصاد المطبعين عواصف آتية لا ريب فيها – 2-10-2020