روسيا تدرس تنظيم محادثات بين وزيري خارجيّة أرمينيا وأذربيجان.. وأرمينيا تعلن مقتل 350 عنصراً من قواتها
قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن بلادها «تدرس إمكانية تنظيم محادثات بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في موسكو».
وأضافت في حديثها مع الصحافيين أمس، أن «المشاورات جارية مع جميع الأطراف بشأن التوقيت المحتمل لبدء هذه المحادثات».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأرمينية، آنا نغداليان، نفت أن يكون وزيرا خارجية البلدين مستعدين للقاء، قائلةً إنه من غير الممكن «التفاوض من جهة، فيما الإجراءات العسكرية ضد أرمينيا جارية من جهة أخرى».
من جهة أخرى، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن «وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ لا يمكن أن يكون أُحادياً»، بل يجب أن يطبقه طرفا النزاع فعلياً على الأرض.
يأتي ذلك في وقت أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة في الإقليم أرتزون أوفانسيان، تعرُّض مدن عديدة لقصف صاروخي أَذربيجاني.
وأكد أن الأذربيجانيين يحاولون الاحتماء بالأراضي الإيرانية، فيما تتخذ إيران ما يناسب من إجراءات تجاه هذه المسألة، كما اتهم تركيا بـ»التخطيط للهجمات الأذربيجانية، فضلاً عن زجها نحو 4 آلاف من المرتزقة».
فيما أعلنت القوات الأرمينية في ناغورني قره باغ مقتل 350 عنصراً من قواتها في المعارك الدائرة في الإقليم مع القوات الأذربيجانية.
بالتزامن، أمر الرئيس الأرمني أرمين سركيسيان أمس، بـ»إعفاء رئيس جهاز الأمن القومي في البلاد، أرغيشتي كياراميان، من منصبه»، بعد أربعة أشهر فقط على تعيينه.
وأمر سركيسيان بـ»تعيين ميكائيل أمبارتسوميان قائماً بأعمال رئيس جهاز الأمن القومي».
ووفق الإعلام الروسي، فإن «كياراميان شنّ خلال الفترة القصيرة لتوليه منصب رئيس جهاز الأمن القومي سلسلة حملات تمشيط طالت موظفين في جهازه تلقوا تعليماً في روسيا، وذلك بزعم تجسسهم لصالح موسكو».
من جهتها، قالت أذربيجان إن قواتها خاضت اشتباكات جديدة في ناغورني قره باغ، وأشارت إلى أن «القوات الأرمينية قصفت مدينة غنجه صباح أمس».
وتأتي هذه التطوّرات مع انطلاق اجتماع في جنيف بصيغة مجموعة «مينسك»، وبمشاركة أذربيجان في محاولة لتجنب حرب أوسع جنوبي القوقاز.
وسيجري اجتماعٌ مماثلٌ في روسيا، يوم الإثنين المقبل، بحضور ممثلين عن باريس وموسكو وواشنطن، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وذلك بهدف «البحث عن سبل لإقناع الأطراف المتحاربة بالتفاوض في سبيل وقف إطلاق النار».
ودعت روسيا مراراً إلى عقد لقاء بين وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا، بمشاركة ممثلي مجموعة «مينسك» لبحث وقف القتال في ناغورني قره باغ. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن أنّ بلاده على تواصل مع تركيا وإيران بشأن هذا النزاع.
كما أجرى رئيس الحكومة الروسية ميخائيل ميشوستين أمس، مكالمة هاتفية مع نظيره الأذربيجاني علي أسادوف تصدرت أجندتها قضية قره باغ.
وذكرت الحكومة الروسية في بيان لها أن «ميشوستين أكد خلال الاتصال على أهمية استقرار الوضع في أسرع وقت ممكن ووقف القتال واستئناف العملية التفاوضية الرامية إلى تسوية النزاع بالطرق السياسية والدبلوماسية».
وشدد الطرفان على «ضرورة ضمان السلام والأمن في منطقة جنوب القوقاز».
كما تطرق ميشوستين وأسادوف إلى «القضايا الملحة المطروحة على الأجندة الثنائية بين الدولتين»، بما في ذلك مسائل التعاون التجاري والاقتصادي والإنساني بين موسكو وباكو، بالإضافة إلى تبادل الآراء حول المشاريع المشتركة في مختلف المجالات.
في الأثناء نفسها، استدعت أذربيجان سفيرها في اليونان للتشاور بسبب «معلومات عن مشاركة مواطني هذا البلد في المعارك الدائرة في قره باغ»، بحسب وزارة الخارجية الأذربيجانية.
وقال بيان المكتب الصحافي لوزارة الخارجية الأذربيجانية أمس: «في إطار العدوان الجديد الذي ارتكبته القوات المسلحة الأرمنية على جمهورية أذربيجان في 27 أيلول من هذا العام، أبلغنا وزارة الخارجية اليونانية بمعلومات عن وصول مواطنين من أصل أرمني من دول أجنبية، بما فيها اليونان، إلى الأراضي الأذربيجانية المحتلة، وبهدف تقديم معلومات للطرف الآخر تم تقديم طلب للتحقيق بذلك. بعد قرار الجانب اليوناني باستدعاء سفيره للتشاور، تم استدعاء سفير جمهورية أذربيجان لدى الجمهورية اليونانية إلى باكو للتشاور».
وتستمر المعارك بين أرمينيا وأذربيجان منذ حوالى أسبوعين في إقليم ناغورني قره باغ بالرغم من الدعوات الدولية المتتالية لوقف إطلاق النار.