رواية «مورفين أحمر» لمجدولين الجرماني… عندما يكون العاشق محارباً
} محمد خالد الخضر
رواية مورفين أحمر عمل أدبي يقوم على بطلة واحدة تتفرّد بتحولات الأحداث رغم وجود عدد من الشخوص إلى جانبها لكنها تماهت مع مؤلفة الرواية الكاتبة مجدولين الجرماني بسبب العلاقة البنيوية والنفسية بينهما.
وبدت النزعة الذاتية واضحة في ميزات العمل الروائي الأول للجرماني حيث أعطته على لسان الساردة كثيراً من طموحاتها وأحلامها بالدعوة للمحبة والوفاء والنقاء لكي تسود في المجتمع ويبقى متماسكاً.
وتنحاز الجرماني في روايتها بشكل عفوي إلى الحب ورغم أن شخصيات الرواية من النساء يتعرّضن للأذى والقهر فإن شام (بطلة الرواية) تقف إلى جانبهن بحكم عملها وتقدم لهن النصح والإرشاد حتى يستطعن تجاوز ما طالهن من قهر.
ويظهر أن تداعيات الحب والعلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة في الرواية مستمدة في أغلبها من الواقع؛ فسعت الكاتبة لتحليل الأسباب الرئيسية لفشل هذه العلاقات ودعوة المرأة دائماً للوقوف بوجه محاولات تهشيم شخصيتها.
الحرب في الرواية لها أيضاً دور أشارت إليه من خلال الأحداث بشكل دلالي، فكثير من المصاعب التي وقعت بها المرأة ووصولها إلى المآسي كان بسبب ما تعرضت له جراء الحرب الإرهابية على سورية، لافتة إلى أن الحياة يجب أن تستمر ويجب أن تكون المرأة ثابتة بكل المواقف.
وغلبت على مجمل احداث الرواية الحالة النفسية التي تقصّدت الجرماني أن تكون حاضرة حيث بدت الانعكاسات الذاتية في شخصها من خلال طقوس حياتها وعملها.
الرواية من منشورات دار سين للثقافة والنشر والإعلام وتقع في 204 صفحات من القطع المتوسط تقدم أسلوباً جديداً في الرواية الأنثوية المطروحة خلال سنوات الحرب.
يذكر أن مجدولين الجرماني صدرت لها مجموعة شعرية بعنوان «ويزهر من أكمامه الدراق» وتنشر نتاجاتها في عدد من الصحف والمواقع العربية كما تعمل في مجال التنمية البشرية والعلاج بالطاقة.