مصطفى أديب رئيساً مكلّفاً وخالد أديب أميناً وناموساً ثانياً لسعاده في بدايات اغترابه القسري
من النادر أن نجد قرية أو منطقة أو عائلة في كل لبنان والشام، ليس فيها قوميون اجتماعيون، أو أضرحة لرفقاء شهداء أو مناضلين.
عندما قرأت عن تكليف السفير مصطفى أديب (عبد الواحد) بالحكومة اللبنانية، قفز إلى ذاكرتي اسم الأمين خالد أديب (عبد الواحد) الذي كان مُنح رتبة الأمانة، وتعيّن ناموساً ثانياً لسعاده معاوناً للناموس الأول الرفيق أسد الأشقر في الفترة الأولى التي أعقبت توجّه سعاده إلى البرازيل والأرجنتين عام 1938.
في الدراسة بعنوان «سعاده في المغترب القسري 1938 – 1947(1)» أوردتُ المعلومات التالية نقلاً عن مؤلفات عديدة، أبرزها الجزء الثاني من مؤلف الأمين نواف حردان «سعاده في المهجر».
* * *
بعد أسبوع تقريباً وصل من أفريقيا الرفيق أسد الأشقر والأمين خالد أديب، وبعد أيام قليلة أصدر سعاده مرسوماً عيّن بموجبه الرفيق أسد ناموساً له والأمين خالد ناموساً ثانياً. وبعد أن أقاما أسبوعاً في فندق اسبلانادا إلى جانب الزعيم، انتقلا إلى منزل واسع فجعلاه مسكناً لهما ومكتباً للحزب، فيه راح سعاده يستقبل المراجعين والزائرين.
في موضوع اعتقال سعاده يقول الأمين نواف حردان في الجزء الثاني من كتابه «سعاده في المهجر»، ص 136: «كان سعاده بدأ يشعر بإرهاق شديد وآلام مبرحة في معدته وأمعائه، فأشار إليه الدكتور عبدو جزره وكان انتمى سرّاً إلى الحزب، بالانتقال من فندق أويستي Oeste (ومعناها «الشرق») الذي كان يقيم فيه إلى منزل شقيقته غريس (كان سعاده يُطلق عليها اسم عائدة) التي كانت تزوجت من السيد نحاس، وتُقيم في حيّ «إيبيرينغا» في مدينة سان باولو، فعمل سعاده بمشورة طبيبه. فيما سعاده في بيت شقيقته عائدة يتعالج معالجة دقيقة بالأشعة فوق البنفسجية لتهدئة آلامه ويتناول الأدوية اللازمة، داهم رجلان من الأمن المنزل وألقيا القبض على سعاده، بالرغم من وضعه الصحي»، كذلك ألقيا القبض على ناموسَيه الرفيق أسد الأشقر والأمين خالد أديب. جرى ذلك في 23 آذار 1939.
وصل سعاده وناموساه الرفيق أسد الأشقر والأمين خالد أديب إلى مرفأ بيونس آيرس مساء 15 أيار 1939.
لم يكن قد مضى على وصول سعاده إلى بيونس آيرس أكثر من شهرين حتى لبى في 16 تموز دعوة أبناء طرابلس إلى مأدبة عشاء تكريمية تُقام على شرفه. تصدّر الزعيم المائدة، يُحيط به ناموساه وأعضاء لجنة الاحتفال، وتوزّع المدعوّون حول أكثر من 20 مائدة. في هذه الحفلة تكلّم كل من رئيس جمعية طرابلس السيد عبد الغني شفص، الرفيق حسني عبد الملك، الأديب يوسف عيد، الناموس الثاني الأمين خالد أديب، زعيم الحزب، واختتم الكلام الرفيق أسد الأشقر بكلمة وداعية للجالية.
في أواخر تموز 1939 غادر الرفيق أسد الأشقر الأرجنتين عائداً إلى مقرّ أعماله في الشاطئ الذهبي (غانا)، فيما بقي الناموس الثاني خالد أديب.
إلا أن سعاده، وكان قد بدأ عملية تطهير في صفوف المنتمين الجدد(3)، فقد أصدر مرسوماً في 24 آذار 1940 بفصل الأمين خالد أديب عن مرافقة الزعيم وإقالته من وظيفة معاون وكيل مكتب عبر الحدود(4)، وإحالته إلى سلك الإذاعة برتبة مذياع عام بدون صلاحية إدارية.
وفي 25 نيسان بطرد حسني عبد الملك وجبران سابا لثبوت عمل الأول لمآربه الخصوصية وسوء انتمائه في المسائل التي عهد بها إليه، ولمشاركة الثاني الأول في التصرفات الخارجة على النظام والمقصود منها التلاعب ببعض الاعمال والنتائج الروحية والمادية.
وفي 18 تموز 1940، أصدر سعاده مرسوماً بطرد خالد أديب، وقد جرت محاكمته في اجتماع علني وعُرضت وثائق وشهادات تُدينه بما كان يعمل في الخفاء مع رفقائنا الذين ذهبوا ضحية مآربه، والأموال التي كان يحصل عليها بِاسم الزعيم. وفي 19 منه وجّه إلى جريدة «السلام» السورية الصادرة في بيونس آيرس إيضاحاً كاملاً حول طرد خالد أديب من الحزب (مراجعة الدراسة المُشار إليها آنفاً).
هوامش:
1 – للإطلاع على الدراسة بعنوان «سعاده في المغترب القسري»، وعلى الدراسة الأخرى بعنوان «الحزب في الوطن في فترة غياب سعاده» الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.
2 – مذياع عام: مراجعة الشرح بعنوان المذياع العام على الموقع المذكور آنفاً.
3 – بتاريخ 25 شباط 1940 أصدر مرسوماً بطرد رشيد شكور ونديم شحفة (سان باولو) وفي 24 آذار 1940.
4 – كان سعادة عيّن الرفيق اسد الأشقر وكيلاً لمكتب عبر الحدود. مراجعة ما كنت نشرته عن دور وصلاحيات مكتب عبر الحدود على الموقع المذكور آنفاً.