أرمينيا وآذربيجان تشاركان في محادثات موسكو.. وباريس تتحدّث عن هدنة.. وعلييف يعطي الفرصة الأخيرة ليريفان
ذكرت الرئاسة الفرنسية أن «أرمينيا وأذربيجان تتجهان إلى التوصل إلى هدنة تنهي المعارك الجارية في ناغورني قره باغ».
ومن المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين من طرفي النزاع في موسكو رغم تواصل المعارك في المنطقة المتنازع عليها.
وقال متحدث باسم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «نتحرّك باتّجاه هدنة إما الليلة أو غداً، لكنها لا تزال هشة».
وتابع «إنها عملية منسقة منذ بداية الأسبوع مع (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين».
وجاءت تصريحاته بعدما تحدث الرئيس الفرنسي هاتفياً مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ليل أول أمس، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أمس.
وتشرف فرنسا إلى جانب روسيا والولايات المتحدة على محادثات السلام بين الطرفين.
وأعلنت روسيا أمس، أن «أرمينيا وأذربيجان وافقتا على المشاركة في مفاوضات في موسكو تهدف إلى إنهاء المعارك في ناغورني قره باغ»، بعدما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقدها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «باكو ويريفان أكدتا مشاركتهما في مشاورات موسكو»، مضيفة أن «التحضيرات جارية على قدم وساق» للمحادثات المنتظرة والتي يشارك فيها وزيرا خارجية البلدين.
لكنّ مسؤولين في وزارتي دفاع أرمينيا وأذربيجان أفادوا أن «الاشتباكات العنيفة تواصلت ليل الخميس الجمعة»، وأشاروا إلى «سقوط المزيد من الضحايا المدنيين»، بعدما أعلن بوتين ليل الخميس عن «اجتماع موسكو» وناشد الطرفين لـ»وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية».
واندلع القتال بين انفصاليين أرمن والجيش الأذربيجاني أواخر الشهر الماضي في مسعى للسيطرة على الإقليم المتنازع عليه الذي أعلن استقلاله عن أذربيجان بعد حرب في تسعينيات القرن الماضي.
وتجاهل الطرفان مراراً الدعوات المتزايدة لوقف القتال الذي أودى بنحو 400 شخص بينهم عشرات المدنيين بينما ذكرت أذربيجان أنها «عازمة على استعادة الإقليم» الذي يشكل الأرمن غالبية سكانه.
وأعلن الكرملين ليل الخميس أنه «بعد سلسلة اتصالات مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، دعا بوتين لوقف الأعمال العدائية في قره باغ لإفساح المجال لتبادل جثث القتلى والسجناء».
فيما قال الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، إن «القوات المسلحة الأذربيجانية تعزز مواقعها، وأن المعارك تجري على جميع الاتجاهات»، معلناً «إعطاء الجانب الأرميني آخر فرصة للعودة إلى التفاوض حول قره باغ».
وقال علييف في كلمته للشعب الأذري: «قلنا مراراً إن طريقة خلاصهم (أرمينيا) هي انسحاب القوات. تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، لن نقبل بالاحتلال. لقد قلت هذا مراراً».
وأضاف علييف: «المعارك تدور في جميع الاتجاهات اليوم، القوات المسلحة الأذربيجانية تعزز مواقعها. سنرغم المحتلين على السلام. لقد أريناهم أننا مَن ينتصر في أرض المعركة وعلى طاولة المفاوضات. لقد رأوا قوتنا وعزيمتنا. لا توجد قوة تستطيع أن تنحينا عن الطريق القويم. لا توجد دولة تستطيع أن تؤثر على إرادتنا… نعطيهم آخر فرصة، اسحبوا قواتكم وعودوا إلى المفاوضات والتزموا بواجباتكم».
كما أكد الرئيس الأذربيجاني أنه «لا يتفق مع الأفكار القائلة بأن نزاع قره باغ ليس له حل عسكري»، وأضاف: «باكو ستعيد الإقليم».
كما أعلنت السلطات الأذربيجانية، أمس، أن «جيشها فتح النار على صاروخ أطلق من أرمينيا نحو مدينة مينغاشيفير».
وقال البيان الصحافي للإدارة العسكرية «رصدت أنظمة الدفاع الجوي الأذربيجانية صاروخاً بالستياً أطلق من أراضي أرمينيا باتجاه مدينة مينغاشيفير، وتم تدميره قبل أن يصل إلى الأرض».
وعقدت في جنيف، أول أمس الخميس، محادثات لبحث سبل إنهاء القتال بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في إقليم ناغورنو كاراباخ، مع الرؤساء المشاركين لـ»مجموعة مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وسيجري اجتماعٌ مماثلٌ في روسيا، يوم الإثنين المقبل، بحضور ممثلين عن باريس وموسكو وواشنطن، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وذلك بهدف البحث عن سبل لإقناع الأطراف المتحاربة بالتفاوض في سبيل وقف إطلاق النار.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأرمينية، آنا نغداليان، نفت أن يكون وزيرا خارجية البلدين مستعدين للقاء، قائلةً إنه من غير الممكن «التفاوض من جهة، فيما الإجراءات العسكرية ضد أرمينيا جارية من جهة أخرى».