حنظل الألم
} غسان إخلاصي
هل تسعفنا اللغة يوما في رسم الشقاء
وهل ينجدنا الصدق في قول الصوابا
لقد تشوّهت حياتنا وساءت أقدارنا
تؤلم الصدوق وترفع مقام الكذابا
لله در عذاباً مراً عاشه الصادق
يحيا بين الناس وقد أضناه السبابا
هذا يسخر به وذاك يعيب خصاله
وآخرون يميلون عنه متعللين أسبابا
ذاق حنظل الوجع كرهاً وهو صامت
والأنام يزدرون فقره وذله استرحاما
كم منافق يداري الغني ويمدح خصاله
ويولمون له أطايب الزاد استرهابا
ويسارعون احتفاء بالنصاب مداهنة
ضاحكين بوجهه يطمعون بجوده استلابا
ينثرون ودّهم ويستقبلونه بشاشة
ويقدمون أطايب الزاد مداما ورضابا
يتوافدون لموئل ترفه طمعاً وشهوة
يتهافتون على فيضه طمعاً ذئابا
ضاع الصدق في زماننا حيرة ولوعة
بالله عليكم علموني كيف أعرف الأحبابا
ويل لمن يرفع لواء الصدق شعارا
يزري بمن تلونوا وخانوا الوفاء انتقاما
لقد اندثرت المحبة في القلوب وأدا
و صار الحملان وحوشا تنهش الوجدانا
أصبحت عقول الناس حروفا تلعن كاتبها
وتسب من رسم السعادة وهما وسرابا
سيبقى الشريف أبيا لن يطول مصابه
ويبقى الصقر صقرا ولن يصير غرابا