«الإندبندنت» تكشف عن خطوات سعوديّة تجاه التطبيع
نشرت صحيفة «الإندبندنت» مقالاً كتبته بل ترو بعنوان «المملكة العربية السعودية تتخذ خطوات صغيرة، ولكنها حتمية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل». وتقول ترو إنه «بعد إعلان الإمارات والبحرين أنهما ستصبحان أول دولتين خليجيتين تطبيعان العلاقات مع «إسرائيل»، كانت هناك تكهنات محمومة حول إذا ما كانت المملكة العربية السعودية، التي يعتبر ملكها خادم الحرمين الشريفين، واقتصادها هو الأكبر في العالم العربي، ستحذو حذوهما».
ودونالد ترامب، عراب الاتفاق، كان يعتقد ذلك بالتأكيد، بحسب الكاتبة.
وهو ما استبعده وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود علنا، إلا باتفاق سلام شامل يوافق عليه الفلسطينيون. لكن الأوقات والآراء تتغير، وبحسب الكاتبة، فإن «ما بدا وكأنه استحالة خيالية في الماضي ربما لم يعد الآن مسألة ما إذا ولكن متى».
وترى الكاتبة أن «أحد المؤشرات الواضحة على حدوث تحول، هو المقابلة التي أجريت مؤخراً على قناة العربية مع الأمير بندر بن سلطان آل سعود، رئيس المخابرات السعودية السابق والسفير منذ فترة طويلة في واشنطن، والتي شن فيها هجوماً لاذعاً على القادة الفلسطينيين بسبب رد فعلهم على الصفقات الخليجية الإسرائيلية».
من جانبها، كانت القيادة الفلسطينية الممزقة في العادة، وفقاً للكاتبة، متحدة في رفضها للاتفاقات، واصفة إياها بـ «طعنة في الظهر وخيانة». إذ لم تضمن وضع حد لـ»برنامج التوسع الإسرائيلي»، إضافة إلى أنها «تتعارض مع مبادرة السلام العربية التي صاغتها السعودية عام 2002»، والتي تنص على «انسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود عام 1967، وأن التطبيع مع إسرائيل مشروط باتفاق سلام شامل يوافق عليه الفلسطينيون».
وترى الكاتبة أن «مقابلة الأمير بندر لم تكن هي الإشارة الأولى أو الوحيدة للتغيير. ففي الشهر الماضي، حث إمام المسجد الحرام في مكة المسلمين على تجنب المواقف العاطفية والحماس الناري تجاه الشعب اليهودي في خطبة بثها التلفزيون الرسمي، وهو الذي ذرف الدموع في الماضي وهو يخطب عن فلسطين ويدعو بالنصر للفلسطينيين على اليهود الغازين المعتدين».
وهذا ما تعتبره الكاتبة أنه «بالون اختبار من السلطات لردود الفعل أو ربما محاولة زرع فكرة جديدة. ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية، التي يمكن القول إنها أقوى دولة في الخليج، ستكره أن يُنظر إليها على أنها تسير على خطى الإمارات والبحرين، لأنها تقدم نفسها على أنها رئيسة العالم الإسلامي، ولديها دور وتقع على عاتقها مسؤولية ليست على الدول الأخرى، وبالتالي سيكون الأمر أصعب عليها بكثير».
ولكن كما أوضح الأمير بندر، فإن «الظروف والأوقات تتغير». وقد لا تتخذ المملكة العربية السعودية هذه الخطوة في أي وقت قريب، لكنها تشعر بحتميتها للمرة الأولى.