سورية بتفاصيل أحلامها وأحزانها تسكن لوحات التشكيلي نزار حطاب
} رشا محفوض
من صميم الواقع السوري بشكل خاص والعالمي بشكل عام يحضر الفنان التشكيلي المغترب نزار حطاب بلوحات تحاكي حلم الناس في سورية وخارجها، أبطالها من النساء الحالمات برؤى تخفي أوجاعهن.
اللوحات الثلاث التي رسمها حطاب في غربته، ولكنه ظل متمسّكاً فيها ببصمته السورية ستكون محوراً لمشاركته بالمعرض الافتراضي الذي يحتضنه متحف بيكاسو كل عام إحياء لذكرى هذا الفنان في مدينة مالقا الإسبانية.
وسعى حطاب عبر هذه اللوحات إلى أن يظهر أن سورية في قلبه وقلب كل فنان مغترب محبّ ومخلص لها.
ويجد المتابع أعمال حطاب أنها تغوص في مفردات الفنّ التشكيلي كما أن منهجه قريب جداً من منهج بيكاسو الذي تأثر به وبأسلوبه الطفولي التعبيري عبر تكرار وجوه بحالات متعددة.
حطاب الذي عمل خبيراً قضائياً معتمداً بعلم البصمات والخطوط وكشف التزوير في العديد من المؤسسات السورية تعكس لوحاته قصصاً مختلفة ويعبر بعضها عن مشاعر الفرح والأمل.. المأساة والألم كما تفرد في اختيار الألوان التي يسميها حكيمة لأنها تحكي عن جروح دون تطبيب.
وعن مشاركته في معرض بيكاسو العالمي أكد أهمية إقامة المعارض عبر الإنترنت لما لها من دور كبير في انتشار الأعمال الفنية وتحديداً خلال انتشار جائحة كورونا.
ونوّه حطاب بالبصمة المهمة للفنان السوري خلال سنوات الحرب كنموذج يحتذى به على المستوى العالمي، لأنه رغم تأثره بتداعيات ما طال وطنه فإنه استمر بفنه وأبدع فيه ما يؤكد أن سورية رغم كل ما تتعرّض له قادرة على إنجاب الفنانين والمبدعين متمنياً عودة الأمن والسلام لربوع بلدنا وتجاوز كل المحن.
والتشكيلي حطاب من مواليد عام 1969 درس في مدارس أبناء الشهداء في مدينتي حلب ودمشق. وهو خريج كلية الفنون الجميلة درس الفن على يد كبار الفنانين أمثال فاتح المدرس وأدهم إسماعيل ومحمد عزيزي وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها واقتنيت لوحاته من قبل مؤسسات سورية وفي دول عدة منها إيطاليا واليونان وفرنسا وبريطانيا ونال عدداً من الجوائز والتكريمات.