المهندس عرنوس: الحكومة مستمرّة في دعم الصناعة المحليّة ومساعدتها لتجاوز الصعوبات
خلافات واسعة في ثالث جلسات فشل الحوار بين «قسد» والإدارة الذاتيّة برعاية الاحتلال الأميركي.. وميليشيا تختطف عدداً من أبناء الشدادي
أكد رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس حسين عرنوس، خلال لقائه مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها أمس، على ضرورة تأمين حاجة السوق المحلية من منتجات السلة الاستهلاكية وتحقيق شراكة حقيقية بين الجهات العامة وفعاليات القطاع الخاص في مختلف مجالات التصنيع والإنتاج بما يخدم الاقتصاد والصناعة الوطنية ويسهم بتنفيذ برنامج إحلال المستوردات وتعزيز الإنتاج المحلي ويحقق مصلحة المواطن والصناعي.
وتطرّق اللقاء إلى أهمية تكامل العمل لتأمين متطلبات إعادة إقلاع المنشآت المتضررة بالمدن والمناطق الصناعيّة والحرفية وتقديم التسهيلات اللازمة وتذليل الصعوبات أمام انطلاقة جديدة في العمل والإنتاج وضرورة وضع خارطة تصديرية بالتنسيق مع الوزارات المعنية بالتوازي مع تأمين متطلبات السوق المحلية من مختلف المنتجات.
وأكد المهندس عرنوس أن الحكومة مستمرّة في دعم الصناعة المحلية ومساعدتها لتجاوز الصعوبات القائمة إضافة إلى دعم المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية التي من شأنها دفع عملية الإنتاج داعياً الصناعيين ومختلف الفعاليات الاقتصادية إلى العمل مع الجهات الحكوميّة والفعاليات الشعبية والمجتمعية كفريق عمل واحد بما يحقق المصلحة العامة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إيجاد نظام ضريبي أكثر عدالة لجميع المكلفين.
وأبدى رئيس وأعضاء مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها استعدادهم لتقديم الدعم لأخوتهم في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص بما يعزّز التكافل والتضامن بين جميع أبناء الوطن بينما أكد المهندس عرنوس أهمية مساهمة الفعاليات الاقتصادية بالتشارك مع الجهات الحكوميّة في تقديم الدعم المادي للأهالي المتضررين من الحرائق.
وتطرّقت طروحات الصناعيين إلى ضرورة إعادة توطين الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتزويد المنشآت الصناعية بمادة المازوت ومشاركة غرف الصناعة بالقرارات المتعلقة بالقطاع الصناعي الخاص وزيادة ساعات التغذية الكهربائية للمناطق الصناعية بدمشق وريفها.
حضر اللقاء وزيرا النفط والثروة المعدنية والصناعة والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء.
إلى ذلك فشل الحوار في جلسته الثالثة بين الإدارة الذاتية و»قسد» والذي يجري برعاية الاحتلال الأميركي، في ريف الحسكة.
ورغم شحّ المعلومات الواردة من الجلسات، إلا أن مصادر، تؤكد أن الجلسة الثالثة «تُعدّ الأكثر حساسيّة لجهة المواضيع المقررة للنقاش، والمخصصة لمناقشة واقع التجنيد الإجباري والتعليم، ومشاركة المجلس الوطني بالإدارة الذاتيّة، ودمج (بشمركة روج افا) بقوات قسد، والإفراج عن المعتقلين».
وتؤكد مصادر مطلعة على تفاصيل ومسار الحوار بين الطرفين للميادين نت، أن «خلافات عميقة بين الطرفين توحي بصعوبة الوصول لاتفاق شامل بينهما، مع تركز الخلافات على التعليم والإدارة والجانب العسكري، واتفاق على ملف الإفراج عن المعتقلين».
كما لفتت المصادر إلى أنّ «أول الملفات المناقشة، كانت مطالبة المجلس الوطني ضرورة إلغاء الإدارة الذاتيّة لمناهجها المؤدلجة وغير المعترف بها محلياً ودولياً، واعتماد المنهاج الحكومي مع إضافة بعض الحصص الدراسيّة باللغة الكرديّة، لضمان عدم تسرب الطلاب من التعليم، وانتشار الجهل والأميّة، وسط إصرار من أحزاب الوحدة، على الحفاظ على منهاجها، مع مناقشة تطويرها لاحقاً، أو دمجها مناصفة مع المنهاج الحكومي».
وكشفت المصادر أن الملف العسكري لم يتمّ النقاش فيه حتى الآن، مضيفةً أن «الولايات المتحدة تمارس ضغطاً كبيراً على طرفي الحوار، مع طلب المبعوث الأميركي جيمس جيفري، من حكومة كردستان العراق، مؤازرتها في الضغط على الطرفين، لتقديم تنازلات، تؤدي لتفاهم شامل بينهما».
وبحسب المصادر، فإن واشنطن «تضغط لتوقيع تفاهم أولي حول قضايا الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع والتعليم»، فيما يبدو أن واشنطن تريد إنجاز خطوة الحوار «الكردي» – «الكردي»، تمهيداً لتشكيل منصة معارضة داخليّة في الشمال الشرقي في سورية، تكون النواة لمنصة جديدة تسعى واشنطن لتأسيسها، بعد فشل كل أطراف المعارضة في مهامها، وعدم قدرتها على توحيد صفوفها، طيلة السنوات السابقة.
الولايات المتحدة تريد استغلال وجود «المجلس الوطني» ضمن «الائتلاف المعارض»، مع الحضور السياسي والعسكري لـ»قسد» التي تسيطر على قرابة ربع مساحة البلاد، لخلق واقع جديد، يفرض على قوّة المعارضة الداخليّة والخارجيّة للرضوخ للضغوطات وتأسيس منصة معارضة واسعة، تكون جاهزة للدخول بحوارات مباشرة مع الحكومة السوريّة.
وتذهب آراء أخرى إلى الاعتقاد أن الجهود الأميركيّة، تهدف لتشكيل كيان كردي، وتحريضه على المطالبة بالانفصال، لخلق واقع جغرافي جديد في سورية، تمهيداً لتجزئتها.
من جهة أخرى، تؤكد مصادر مقرّبة من الجانب الروسي، أن «مركز المصالحة الموجود في القامشلي، يعمل على فتح خطوط مع الجانبين الكرديين، للدخول على خط رعاية الحوار الكردي – الكردي».
واعتبرت المصادر أن «التدخل الروسي يأتي لتقويض أيّ جهد أميركي يشجّع الكرد على اتخاذ خطوات انفصالية عن دمشق».
كما أضافت المصادر أن «الجهود الروسية بدأت تنشط على خط التمهيد لجلسات حوار جديدة بين الكرد والحكومة السورية، للبحث عن نقاط التقاء يمكن البناء عليها لإنجاز الحوار».
وأمام هذا الواقع، تبدو الجهود الأميركيّة في إنجاز اتفاق كردي – كردي، وفق النقاط التي تتمّ نقاشها، صعبة، مع رؤية كرديّة واضحة لضرورة تنسيق الجهود مع الجانب الروسي، لتكون الخطوة في حال أنجزت، واحدة من أهم الخطوات نحو تفعيل حوار قريب مع الحكومة السوريّة.
وفي سياق متصل، ومع ازدياد وتيرة الاستياء الشعبي من ممارسات ميليشيا «قسد» تزداد عمليات الاختطاف التي تنفذها الميليشيا بحق الأهالي تحت حجج وذرائع مختلفة، حيث أقدمت اليوم على اختطاف عدد من الشباب من قرية «المدينة» ومحاصرة قرية الدشيشة بريف الحسكة الجنوبي بمساعدة قوات الاحتلال الأميركي.
وأفادت مصادر أهلية بأن مجموعات مسلحة من «قسد» بدعم من قوات الاحتلال الأميركي طوقت قرية «المدينة» شرق الشدادي واقتحمتها واختطفت عدداً من أبنائها الشباب.
ولاحقاً أفادت مصادر محلية بأن ميليشيا «قسد» أقدمت على محاصرة قرية الدشيشة وبدأت حملة تفتيش في منازل الأهالي بريف الحسكة الجنوبي.
ولفشلها في إدارة مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي وتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين فيه ولزيادة معدلات الجريمة، فيه أشارت المصادر إلى أن الميليشيا بطلب من قوات الاحتلال الأميركي عمدت إلى ترحيل عدد كبير من الأسر السورية المقيمة في المخيم أغلبيتهم من أرياف دير الزور والرقة متوقعة نقل جزء منهم إلى مخيم العريشة بجانب سد الباسل في ريف الحسكة الجنوبي.
ودهمت مجموعات مسلحة من ميليشيا «قسد» أول أمس بلدة الهول ومخيم الهول بريف الحسكة الشرقي واختطفت 6 لاجئين بينهم نساء.
وشهد مخيم الهول شرق مدينة الحسكة حالة فوضى وفلتان أمني بظل عدم قدرة الميليشيا على ضبط الامور داخل المخيم وخاصة بعد انتشار السلاح وقتل العديد من عناصر «قسد» وبعض المتعاونين معهم ضمن المخيم.