من القوقاز الى المتوسط ضرب أكتاف بحثاً عن النفوذ
} يوسف نصرالله
من السذاجة بمكان الاعتقاد انّ ما يحدث في منطقة القوقاز وتحديداً بين أرمينيا وأذربيجان يمكن فصله عما جرى ولا يزال في منطقة شرق المتوسط وشمال أفريقيا، لا بل نستطيع القول انّ انفجار الصراع الأرميني الأذربيجاني في الوقت الحالي ما هو إلا نتيجة امتداد ساحة التنافس وضرب الأكتاف بين القوى الكبرى التي تحاول كلّ منها البحث عن نفوذ أقوى في عالم جديد متعدّد الأقطاب بدأت ملامحه في الظهور مع احتدام الحرب السورية ودخول قوى خارجية إلى أرض المعركة وأخذت بالوضوح أكثر من خلال الصراع الدائر في ليبيا والعمل على السيطرة على آبار النفط والغاز الموجودة في البلاد لما لها من أهمية في إمداد القارة العجوز بالطاقة.
وبالنظر إلى الخريطة من الناحية الجيوسياسية فإنّ منطقة الصراع في القوقاز تشكل ضغطاً كبيراً وتحدياً خطيراً لكلّ من روسيا وايران لقربها من حدود البلدين ولما يمكن أن يحدث في حال اتسعت رقعة المعارك وتجاوزت الحدود
بالإضافة إلى استقدام تركيا لمئات المرتزقة الإرهابيين السوريين وزجّهم في منطقة الصراع الواقعة على الحدود الإيرانية وما يمكن أن يقوموا فيه مستقبلاً داخل العمق الإيراني ما دفع طهران لتحذير كلّ من أرمينيا وأذربيجان من تجاوز الخطوط الحمراء وإمكانية تحوّل الصراع الي حرب إقليمية.
فهل تتغيّر وجهة الصراع وهدفه إلى مكان تسقط فيه كلّ الخطوط الحمراء وتؤدّي إلى اشتعال المنطقة برمّتها؟