التعليق السياسي
في ظل تمويل زاد عن مليار دولار على سعر 1500 ليرة وفّره مصرف لبنان من ودائع اللبنانيين قامت احتكارات الدواء باستيراد ما يزيد عن مستوردات السنة الماضية من الأدوية ورغم ذلك الدواء مفقود من الأسواق.
لا حاجة للتحليل رغم وجود ظواهر الهلع عند المواطنين وقيامهم بتخزين ما وصل الى أيديهم لمرضاهم ورغم وجود ظواهر التهريب للإفادة من فارق السعر، لأن الكتلة الرئيسية من المال المخصص لدعم الدواء ذهب لجيوب المستوردين الكبار الذي قاموا بتخزين النسبة الأكبر من مستورداتهم بالتعاون مع مافيا تشاركهم فيها عدد من كبريات الصيدليات ومستودعات موزعي الأدوية.
تكفي مطابقة اللوائح التي تحدد كمية المواد المستوردة خلال الشهور الماضية بالكميات الموزّعة على الصيدليات والمباعة للمواطنين لتبيان حجم الكميّات المنهوبة المخفيّة المموّلة من جيوب الناس.
بدلاً من التلويح برفع الدعم يكفي أن يقوم مصرف لبنان بالتعاون مع وزارة الصحة على حصر الدعم بلائحة محددة من الأدوية وعلى اعتماد حصر الدعم بالباقي من الأدوية بالجنيريك وليس بالماركات المسجلة المرتفعة السعر ما يتكفل بتخفيض فاتورة الدعم الى أقل من النصف.
اللبنانيون يواجهون اليوم خطر الموت من عدم توافر الداوء للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وفي زمن الكورونا التي لا تستثني أحداً، فهل يمكن لأحد يملك حق توقيع مؤثر أن يتصرف كإنسان بعيداً عن المسايرة أو الجشع؟
يذكر اللبنانيون وزير الصحة اميل بيطار الذي خاض معركة إطاحة احتكارات الدواء.. وانتهى الأمر بخروجه من الحكومة.