إيران تردّ على مزاعم السفير السعوديّ وتدعو المجتمع الدوليّ لتحميل السعودية مسؤوليّة أنشطتها النوويّة السريّة..
ردّ المندوب الإيراني في اللجنة الأولى للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، حيدر علي بلوجي، على مزاعم السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي ضد إيران، داعياً المجتمع الدولي لـ»تحميل السعودية مسؤولية أنشطتها النووية السرية».
وفي كلمة له، أول أمس، قال بلوجي إن «رؤية هذا المستوى من العداء من جانب دول مثل السعودية، يبعث على الأسف، في حين أن إيران طرحت على الدوام مشاريع سلام من أجل توفير الاستقرار في منطقتنا».
كما أضاف «رغم ذلك فإنهم رفضوا دعوات السلام هذه، وبدلاً من ذلك واصلوا سياساتهم الفاشلة باعتماد الحلول العسكرية أو التوسّل بالآخرين لمواجهة إيران، فضلاً عن جهودهم لتوجيه الاتهامات الباطلة لها»، بحسب تعبيره.
وتابع مندوب إيران أن «الأنشطة النووية الإيرانية شفافة تماماً»، لافتاً إلى أن بلاده «تتعاون بصورة كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وفي السياق، أردف بلوجي أن «مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتبر الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة لحظة دبلوماسية مشرقة»، مضيفاً «ينبغي أن أذكّر المندوب السعودي بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المرجع المؤهل الوحيد لتقييم أنشطة الدول الأعضاء، وليست دولاً مثل السعودية التي لا يسمح سوء نياتها حول إيران بسماع الحقائق الصحيحة».
ولفت إلى أن «الرياض لا تنفذ اتفاقية الضمانات الشاملة بصورة كاملة، وحتى هذا القدر القليل من برنامجها الحالي لا تضعه تحت تصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأكيدها، في حين قدمت الوكالة مراراً طلبات بهذا الصدد».
وبحسب بلوجي، فإن «فشل تنفيذ ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يأتي في الوقت الذي يبدو فيه بأن القدرة النووية السعودية في تنفيذ برنامج طموح يمكنها أن تسمح للسعوديين بإخفاء جزء من أنشطتهم النووية، من دون أن تخضع للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقال إن «الهواجس حول الأنشطة النووية السعودية المتسربة إلى وسائل الإعلام والكشف عن مواقع نووية سرية في مناطق صحراوية، يستدعي دعماً واسعاً للجهود الجماعية الدولية لتحميل السعوديين مسؤولية سلوكياتهم».
ودعا بلوجي المجتمع الدولي أن يطلب من الرياض «تنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة بصورة كاملة»، مشيراً إلى أن «وقف المساعدات النووية للسعودية يعد السبيل الوحيد الذي يمكنه خفض هذه الهواجس، ومن المؤكد أن عدم الشفافية هذا في أنشطة السعودية ينتهك نظام الضمانات بأكمله».
وكان عبدالله المعلمي، سفير السعودية في الأمم المتحدة أكد في كلمته على أن «قرار 1995 الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط لا زال ساري المفعول حتى تتحقق غاياته وأهدافه».
وقال إن «المملكة السعودية تؤكد على أهمية وجود اتفاق دولي شامل حيال برنامج إيران النووي، يضمن منعها من الحصول على السلاح النووي ويضمن معالجة سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة ورعايتها الإرهاب، كما تؤكد على الحق لجميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
يشار إلى أن سفير ومندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي، دعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقديم تقرير لأعضاء الوكالة حول «البرنامج النووي السري» السعودي، إثر الأنباء الواردة حول بناء مصنع لإنتاج الكعكة الصفراء من قبل السعودية.
وقال آبادي إن «السعودية تطور وتنفذ برنامجاً نووياً غير شفاف للغاية».
هذا وأظهرت الأقمار الصناعية في 4 نيسان 2019 الصور الأولى لمنشآت المفاعل النووي السعودي في الرياض الذي ستفتتحه السعودية العام الحالي، وفق ما ذكرت وكالة بلومبيرغ الأميركية.