احتدام المعارك في ناغورني قره باغ وموسكو وأنقرة: لا بديل للتسوية السلميّة للقضيّة
احتدمت المعارك مجدداً أمس، في إقليم ناغورني قره باغ، وسط تبادل الاتهامات بين أذربيجان وأرمينيا، وتركز القصف المدفعي الآذربيجاني على شمال وجنوب الإقليم.
يأتي ذلك، فيما أعلن رئيس أذربيجان، إلهام علييف، أن قواته «قادرة على تحرير أراضيها»، نافياً «استعانتها بمرتزقة من الشرق الأوسط في المعارك». وقال إنه «لم تقدم أي دولة أدلّة تثبت ذلك».
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأذربيجانية ليلى عبد اللاييفا «استمرار العمليات العسكرية في قره باغ».
وأشارت عبد اللاييفا في الوقت نفسه إلى «استمرار انفتاح أذربيجان على التفاوض لحل الأزمة في الإقليم».
كما نفت المتحدثة مشاركة تركيا مباشرة في المعارك في قره باغ، ونفت أيضاً ما وصفته بـ»المزاعم عن مشاركة مسلحين سوريين في المعارك دعماً لأذربيجان».
وختمت أن «أذربيجان ليست بحاجة لذلك، كما تربطنا بـ»إسرائيل» علاقات جيدة في الجانب العسكري، ولكن لا علاقة لذلك بالصراع في قره باغ أيضاً».
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه الشديد من مشاركة مسلحين من منطقة الشرق الأوسط في الأعمال العدائية. وشدّد الرئيسان على «أهمية تفعيل العملية السياسية في إقليم ناغورني قره باغ».
فيما بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، في اتصال هاتفي أمس، تطورات النزاع في إقليم ناغورني قره باغ بين الطرفين الأذربيجاني والأرمني.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن «الجانبين بحثا بشكل مفصل، استمراراً للاتصالات الروسية التركية على المستوى العالي، تطورات الأوضاع حول ناغورني قره باغ»، حيث شدد الوزيران على أنه «لا بديل للتسوية السلمية للقضية».
وأكد لافروف وتشاووش أغلو، حسب الوزارة، «ضرورة التطبيق الصارم لبنود البيان المشترك الصادر عن وزراء الخارجية الروسي والأذربيجاني والأرمني الصادر يوم 10 الأول».
وأشار الجانبان إلى «حيوية تثبيت نظام وقف إطلاق النار بشكل فوري وتنسيق آليات مراقبة خاصة بتطبيقه»، مشددين كذلك على «أهمية تنسيق سريع للخطوات المتعلقة باستئناف العملية التفاوضية في إطار آليات مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا باستهداف تحقيق نتائج حقيقية».
من جانبها، ذكرت مصادر في الخارجية التركية لوكالة «تاس» أن الوزيرين بحثا «موضوع ناغورني قره باغ وانتهاكات الهدنة من قبل أرمينيا، والهجمات على المدنيين والاعتداء الأخير على جنازة في ترتر».
واندلعت في 27 أيلول، اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في إقليم قره باغ والمناطق المتاخمة له في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاماً وسط اتهامات متبادلة ببدء الأعمال القتالية وجلب مسلحين أجانب.
وتعتبر تركيا حليفاً رئيسياً لأذربيجان، التي تخوض قتالاً عنيفاً ضدّ القوات الأرمنية ساعية إلى استعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها خلال الحرب مع الجانب الأرمني في الفترة ما بين 1992-1994.
وتوصلت أذربيجان وأرمينيا خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية بواسطة من روسيا، يوم 10 تشرين الأول، إلى اتفاق حول إعلان وقف إطلاق النار لأهداف إنسانية، لكن لاحقا تبادل الطرفان الاتهامات بخرقه.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين خلال اجتماع له مع نظيره الأرميني زوهراب مناتساكانيان، قال إن «الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في محادثات موسكو الأسبوع الماضي، لم يتم الالتزام به بشكلٍ كامل»، مشيراً إلى «استمرار الأعمال العدائية».