حديث الجمعة
خيال
لا لغيرك بالأمس
كان يطلع القمر
لا لسواك كانت
تنام أحلامي الجميلة
في حضن السهر
كانت راحتاك تعانق
كينونتي كالأمواج
على مد البصر
كان قلبي من دونك
بلا مأوى وحيداً
يعاني يتألم بقهر
كالطيور المهاجرة
هكذا كان دوماً
في حالة تأهّبٍ للسفر
وروحي بلا جسد
يحتويها بلا وطن
كالمراكب تسير
بلا أشرعة أو بوصلة
فقط تعتمد القدر
وكان للسماء آذانٌ
صاغية تسمع همسي
كلما ناديتك «آحبيبي»
كذلك كان للبحر،
في حروب غرامياتك
كم خضتُ المعارك
وكم أخمدتُ سيفي
أمام عودتك إليّا
أيها الفارس وأنت منكسر
وكل مرة كنت أداوي
جراح قلبك من الغير
وأجعل منك الفارس
البطل المنتصر،
ثلاثون عاماً
أدعوك لتملأ وحدتي
القاسية مثل الحجر
دعوتك منذ الطفولة
أن نكبر سوياً
لنستذكر في كِبَرِنا
أجمل الذكريات والصور
ثلاثون عاماً
أبحث عنك في
خبايا غربتي
لم أعرف للآن
أ أنتَ…
مجرّد خيال؟
أم إنسٌ من البشر؟!
عبير فضة