صباحات
} 15-10-2020
صباح المقدس بنور صمود الأسرى الصابرين المعتصمين بحبل قوة شعبهم ومقاومتهم وإيمانهم بأن الحياة في ظل ذل الاحتلال أشد قسوة من الموت بكرامة وعنفوان، كما قال الأسير الصائم الصامد البطل ماهر الأخرس الواثق كما كل أسير بأن كسر إرادته هو محاولة لكسر إرادة شعبه وبأن قوته مرآة لقوة صمود المقاومة وسورية، كما قال الاخرس لزميلتنا المناضلة صابرين دياب بهؤلاء ولهم أنوار لا تنطفئ مهما اشتد الظلام فهل لنا حق الضعف وهم أقوياء؟ وهل لنا حق التراجع وهم يتقدمون؟ وهل لنا حق القلق وهم واثقون؟ وهل لنا حق التردّد وهم حاسمون؟ فكيف إن أعادوا بعضاً من وقتهم وثقتهم وتقدمهم وحسمهم لما يرونه فينا من قوة وثبات وثقة – عندما تنطلق المسيرة تصير ملك شهدائها وعذابات أسراها ولا يعود المسير مجرد حساب شخصي فلنتذكر كل التضحيات ونسأل ضمائرنا ان كان لنا بعدهم حق التردّد والتكاسل والتبرّم – مسيرة تمضي حتى القدس لا مكان للمترددين والمشككين فيها.
} 14-10-2020
صباحكم مقدسيّ ونوره الصبر والثبات خصوصاً عندما تختلط الأوراق وتزدحم وتتسارع الأحداث حيث الضغوط والعروض الأميركية معاً في زمن العجز عن الحروب والتسويات تعيد فكّ وتركيب الكثير من عناصر المشهد الذي بدا ثابتاً الى حين وأبرز الظواهر التي تستحقّ التأني مستقبل التموضع التركي في ظل تغوّل يصعب كبح جماحه كما تظهر أحداث القوقاز وبلادة أوروبيّة يصعب تحفيزها. وفي بلادنا ظواهر جديدة من نوع ضعف الحلف التاريخي الذي جمع حزب الله والتيار الوطني الحر في إنجاز مقاربة موحّدة للتفاوض حول الترسيم في لبنان وظهور علامات الانخراط العراقي في مشروع الحصار على سورية وإيران وتشكيل عازل بينهما عبر الثلاثي المسمّى بالشام الجديد مع مصر والأردن، وبالتوازي رضوخ مصر للتسليم بتغطية تطبيع الخليج وكيان الاحتلال بضرب الدور الاقتصادي الحيوي لقناة السويس مقابل فتات بيع الغاز والكهرباء للعراق بدلاً من إيران، الا ان التحول الأكبر سيبقى في ما سيتعرض له الأردن من مخاطر تفجير بجعله نقطة تقاطع ثلاثة خطوط توتر عال مرة واحدة، التعرض لمخاطرة الوطن البديل في ظل ضغط انسداد أفق الحلول للقضية الفلسطينية، والثاني التورط في دور المعبر التطبيعي بين الخليج والكيان، والثالث دور المركز في حلف ثلاثي لعزل سورية فماذا لو انفجر الأردن – الصبر والثبات سيقدّم من قلب التحديات المزيد من الفرص لأن الأميركي المأزوم يبادر تحت سقف مخاطر يصعب جمعها فكيف تحمي في الأردن تطبيعاً وتحمي معه إلغاء القضية الفلسطينية وتريد الاردن حاملاً رئيسياً للمشروعين معاً؟ – صباح وجهته القدس سيكون مشرقاً لا محالة.
} 13-10-2020
صباح مقدسيّ دافئ لكل مَن لا تقلقه التفاصيل التي لا نملك منها إلا النزر اليسير وتملك قيادة صادقة حكيمة وشجاعة خاضت على مدى سنوات طوال في الصعاب وفازت وأثبتت انها تملك حيث لا نملك التفاصيل في التفاصيل. وتدرك كل ما يحيط بها، والأمر في الثقة ليس تعطيلاً للعقل بل هو العقل بعينه فقد خبرنا المحطات الأشدّ قسوة وصعوبة وخشونة وخرجت هذه القيادة ظافرة بحساباتها وتكتيكاتها وأجابت بمواقفها على أسئلتنا القلقة بعد حين فزادتنا اطمئناناً – نتذكر محطات الحرب على سورية قبل حلب وبعد حلب والتساؤلات عن درجة صحة ثقة سورية بحلفائها وعن درجة تماسك التحالفات بل والتشكيك بصوابها وكيف جاءت الأجوبة العملية ولو تأخرت بعكس الخوف والقلق فبددت كل تساؤل – ونتذكر محطات حرب تموز 2006 ومفاوضات وقف النار والأسئلة المشابهة حول المفاوض وصدقية الخيارات ومخاطر التفريط بمصادر قوة المقاومة. وبعد سنوات قالت الوقائع إن ما خشيناه قيداً على المقاومة وإضعافاً لها تحوّل بنظر اصحابه الى عبء عليهم ومصدر قوة للمقاومة – الحرص الذي دفع بالأسئلة الى الواجهة حول صواب قرار سورية في حرب الكويت أو صواب قرارها خلال الحرب العراقية على إيران من موقع نظرة عاطفية نحو العروبة. وما قالته الحرب على سورية بعد سنوات حول صحة التشخيص والموقف – هنا لا تصير الثقة عبودية ولا تعطيلاً للعقل بل عملا بما قالته التجارب التي عاينها العقل – وحتى يعاين العقل نكوصاً او سقوطاً او خللاً فادحاً يكشف ضعف الحكمة او نقص الشجاعة تشكل الثقة احد مصادر القوة التي لا يحق لنا بداعي قول موسى «ارني وجهك يا ربي… ليطمئن قلبي» أن نضعها على المحك والاختبار كل حين – الظروف صعبة ومعقدة – ولأنها كذلك يصير الامتحان لنا نحن بقدرتنا على الثبات في خط الثقة للحفاظ على مصادر القوة بدلاً من طرح الامتحان معكوساً حول الثقة بصواب الخيارات – صباحكم قدس وعز وصمود ومقاومة.
} 12-10-2020
صباحكم مقدسيّ مشرق يضيئه نور الفهم لقوانين الصراع. فالتعنت الذي يمضي من خلاله كيان الاحتلال في إغلاق فرص التسويات امام القيادات الفلسطينية والمضي في الضم والتهويد يفتح الباب الأوسع للانتفاضة والمقاومة ومشاريع التطبيع بين الخليج والكيان تسقط اقتصاد مصر من بوابة إقفال موارد قناة السويس والسعي لتعويض مصر وعزل سورية بتفاهم مصري أردني عراقي وتأمين ممرات التطبيع الخليجي يعني وضع الأردن تحت ضغط تفجيري كبير لن يلبث أن يتحول الى أكبر مصدر خطر على مستقبل الكيان والترسيم مع لبنان لضمان أعلى قدر من الهدوء على الجبهات يستدعي كما عام 2000 التسليم بالحقوق وبأن المقاومة وسلاحها أصحاب الإنجاز – لكل ذلك لا يقلق المقاومون من الغد بل يرون فيه فرصاً أفضل من اليوم والأمس ويستعدون لملاقاتها بما يلزم لتحويل التحدي الى فرصة.
} 10-10-2020
صباح القدس هو صباح الإيمان بمواصلة الصراع وديمومة الاشتباك مع كيان الاحتلال الذي شكلت ولادته نقطة التحوّل الأهم في مرحلة تراجع الاحتلال الأجنبي العثماني والأوروبي للبلاد العربية ومرحلة تشكل الدولة الوطنية ليفرض إيقاعاً تعطيلياً لمشروع الاستقلال والتنمية وبعد قرابة قرن من ولادة الكيانات الوطنية لا يزال زوال هذا الكيان شرطاً لاستعادة مشروع النهضة الوطنية والقومية وقد أثبتت تجارب الربيع العربي المزيف أن لا تنمية ولا ديمقراطية بلا استقلال وأن محور القضية الاستقلالية الوطنية للكيانات العربية هو موقف قياداتها من فلسطين، كما تظهر الموجة الحالية من التطبيع تعبيراً عن الوجهة الرئيسي لحركة الاستتباع الغربي للبلاد العربية بحيث لا يبقى ثمة هامش للفصل بين أي مشروع جدي للاستقلال والتنمية والديمقراطية ما لم يرتبط عضوياً بمشروع المقاومة لذلك لم تعد قضية فلسطين قضية التزام بواجب قومي بل هي نقطة الانطلاق في تعريف الهوية الوطنية لأي مشروع نهضوي في أي بلد عربي – صباح القدس هو صباح النهضة وصباح الاستقلال وصباح التنمية والديمقراطية.
} 9-10-2020
صباحكم مقدسيّ نوره المقاومة التي بات زمانها العقبة الأهم بوجه مشاريع التسويات التي لا تهدف إلا لشرعنة كيان الاحتلال وتتزيّن ببعض الانسحابات التي لا تؤثر على مستقبل الكيان ورسوخه وأمنه – ففي زمن المقاومة وصمود سورية المقاومة صار الانسحاب من مزارع شبعا والجولان إخلالاً جذرياً وجودياً بشروط بقاء الكيان وقدرته على توفير الأمن في وجه أي تحديات مقبلة. فمن يعرف الجغرافيا يعرف أن أمن الجليل وساحل الجليل هو أكثر من نصف أمن الكيان السكاني والاقتصادي والعسكري وكل انسحاب مهما كان إطاره لا يشبه بنظر قادة الكيان الا ما هو اشد خطورة وقرباً من الانسحاب من جنوب لبنان وغزة لجهة تشكل قواعد تهديد أشد قرباً وأكثر خطراً – مهما طبعوا في الخليج لا حل لأزمة الكيان الوجودية وقد أغلق زمن التسويات من جبهات لبنان وسورية – فكيف في فلسطين حيث الانسحاب مما يكفي لصناعة تسوية يعني سقوط العقيدة والأمن معاً – هذا هو المأزق التاريخي الوجودي للكيان وفي قلبه انهزام الروح اللازمة لخوض الحروب على مستوى الجيش والمستوطنين. المأزق يتعاظم مهما بدت بعض الصور العابرة معبّرة – كلام فيلتمان عن استحالة الانسحاب من مزارع شبعا وكلام الرئيس السوري بشار الأسد عن ربط مستقبل الصراع بمصير الجولان كافيان للقول إن أزمة الكيان مفتوحة – ومثلها طريق القدس مفتوح طال الزمن أم قصر – كل يوم يزداد المأزق وتستنفد هوامش المناورات مع اكتمال طوق التطبيع ليشمل كل الجغرافيا الفاقدة للقيمة الاستراتيجية يتركز الضوء عندنا وعندهم على جوهر الصراع. كلما اقتربوا من وهم الإنجاز صارت القدس أقرب – يرونه بعيداً ونراه قريباً.