الأسد يوجّه بمنح أكثر من ملياري ليرة للمناطق المتضررة في الساحل
موسكو ترى أن إدارة «حظر الكيميائيّ» أظهرت تحيّزها السياسيّ في القضايا المتعلقة بسورية.. وعودة أكثر من 500 مهجّر إلى قراهم
خصصت الحكومة السورية أكثر من ملياري ليرة لمحافظتي اللاذقية وطرطوس لإنجاز مشاريع في المناطق المتضررة من الحرائق، وذلك بتوجيه من الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف أن الأسد وجّه بتخصيص مبلغ 10 ملايين ليرة لكل قرية متضرّرة «من أجل المساعدة في التخفيف من آثار ما أصابهم نتيجة الحرائق»، وأوضح الوزير أن ذلك جاء بعد جولته «على عدد من المناطق المتضرّرة من الحرائق الأخيرة في محافظتي اللاذقيّة وطرطوس، واستماعه لاحتياجات المواطنين الخدمية فيها».
وأضاف مخلوف أن توجيهات الأسد تضمّنت أن يختار أهل القرية «المشروع الخدمي الذي يحتاجونه ويعتبرونه أولوية بالنسبة لهم».
وأشار الوزير أنه وبناء على ذلك خصصت الوزارة «ملياراً و530 مليون ليرة لمحافظة اللاذقيّة تغطي 153 قرية متضرّرة من الحرائق في المحافظة ومبلغ 840 مليون ليرة لمحافظة طرطوس تغطي 84 قرية متضررة فيها».
أي أن القيمة المخصصة للمحافظتين بلغت مليارين و370 مليون ليرة (وهو ما يعادل مليوناً و886 ألف دولار، بالسعر الرسمي، الذي يقلّ عن السعر الموازي بنحو النصف).
وقال مخلوف إنه تمّ تحويل الأموال وأصبحت في حساب محافظتي اللاذقية وطرطوس، كما تبلغ المحافظين بتشكيل اللجان «للإشراف والمساعدة في تنفيذ المشاريع بالقرى وقطاعات الوحدات الإدارية وفق احتياجات وأولويات كل قرية والبدء بالعمل مباشرة».
وكانت محافظة اللاذقية التي أعلنت صباح أمس، عن المنحة المخصّصة للمناطق المتضررة فيها أعلنت في جلسة استثنائية لمجلس المحافظة أنه تم إحصاء تضرّر 216 منزلاً جراء الحرائق بأضرار جزئية، وأوضحت أن مديرية الخدمات الفنية قدرت تكاليف ترميمها بـ 280 مليون ليرة سورية.
وشهدت سورية منذ فجر الجمعة الماضية حرائق متزامنة وغير مسبوقة طالت مناطق واسعة من أرياف محافظات طرطوس، واللاذقية، وحمص، ولم يصدر بعد إحصاء رسمي بالخسائر النهائية التي نجمت عن تلك الحرائق.
على صعيد آخر، انتقدت الخارجية الروسية التقارير الصادرة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بشأن الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية، متهمة المنظمة بالانحياز والتسييس.
وشدّدت الخارجية الروسية في بيان أصدرته الخميس على أن الأنشطة التي تمارسها بعثة تقصي الحقائق الخاصة بمزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية (التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة) لا ترقى إلى مستوى التحقيق الموضوعي والحيادي والمهني مع الالتزام الصارم بكافة بنود معاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأوضحت الوزارة أن البعثة تجري عادة تحقيقاتها في سورية عن بُعد دون زيارة أماكن الهجمات المزعومة، مشيرة إلى أن مصدر المعلومات الأساسي للبعثة هو وسائل التواصل الاجتماعي و»منظمات غير حكومية مرتبطة بالجماعات الإرهابية».
وانتقد بيان الخارجية الروسية اعتياد الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة في إصدار تقارير البعثة بمناسبة جلسات تعقدها الهيئات الحاكمة للمنظمة ومجلس الأمن الدولي.
وأشارت الخارجية الروسية بهذا الصدد إلى تقريري بعثة تقصي الحقائق بشأن الحادثين الكيميائيين المزعومين في حلب وسراقب، قائلة إنهما «أكدا مجدداً التحيّز السياسي للإدارة الحالية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة في القضايا المتعلقة بسورية».
وذكّرت الوزارة بأن التقريرين خلصا إلى عدم توفر المعطيات الكافية لتأكيد حالتي استخدام السلاح الكيميائي في حلب وسراقب واللتين أعلن عنهما الجيش السوري في الحالة الأولى والمعارضة المسلحة و»الخوذ البيضاء» في الثانية.
ورجح البيان أن أمانة المنظمة حاولت بذلك «أن تظهر للرأي العام ابتعادها سياسياً بمسافة متساوية عن كافة الأطراف»، لكن «الحديث لا يدور عن أي توازن».
وأوضحت الوزارة أن المنظمة في التقرير بشأن حلب تجاهلت الأدلة القاطعة التي قدمها على وجه الخصوص العسكريون الروس، مشيرة إلى أن التقرير الثاني أكد فقط أن الهجوم المزعوم في سراقب لم يكن سوى استفزاز كيميائي جديد من قبل المعارضة».
إلى ذلك، أفاد مركز استقبال وتوزيع وإقامة اللاجئين في سورية، أمس، بعودة أكثر من 500 مهجّر إلى سورية من أراضي لبنان، خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وقال المركز في نشرة إخبارية بهذا الشأن نُشرت على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية: «خلال الـ24 ساعة الأخيرة عاد 511 لاجئاً (منهم 153 امرأة و261 طفلاً) إلى سورية، من أراضي لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ الحدوديين، بينما لم تجر عودة لاجئين من أراضي الأردن عن طريق معبر نصيب الحدودي».
وبحسب المركز، لم يعد أحد من النازحين خلال الفترة ذاتها إلى مكان إقامته الدائمة داخل البلاد.
وقامت الوحدات الفرعيّة التابعة لسلاح الهندسة العسكرية للجيش السوري، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بتطهير أراضٍ من الألغام في مدينة دوما بريف دمشق ومدينتي جاسم والحارة بريف درعا على مساحة 1.9 هكتار، بالإضافة إلى قيام خبرائها باكتشاف وتدمير 22 عبوة ناسفة.
ميدانياً، أقدمت ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي على اختطاف عدد من الشبان في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي لسوقهم وإجبارهم على القتال في صفوفها.
وذكرت مصادر محلية أن مسلحين من ميليشيا «قسد» طوقوا أبنية عدة في عدد من أحياء مدينة الشدادي وداهموا منازل فيها وأقدموا على اختطاف مجموعة من الشبان وسوقهم تحت تهديد السلاح إلى معسكرات تدريب لزجهم في القتال في صفوف الميليشيا قسراً.
وكان المئات من أهالي منطقة الشدادي خرجوا الثلاثاء الماضي في مظاهرة احتجاجيّة تنديداً بجرائم ميليشيا «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي ضدهم.