أخيرة

بعد عام من الحراك…

} الياس عشّي

اليوم، وبعد مرور عام على انطلاق الحراك الشعبي في لبنان، نتساءل: لماذا لم يستطع السياسيون أن يخترقوا قناعات الناس رغم كلّ ضجيجهم المالئ الشاشات والمنابر؟

اليوم، والحراكيون يطفئون شمعتهم الأولى، تأكد للجميع أنّ المشهد لم يتغيّر :

فالأكثرية بقيت أكثرية قطيع، والأقلية بقيت أقلية.

والسبب أنّ معظم اللبنانيين تحوّلت عقولهم إلى زنزانات، ورفضوا الخروج إلى مِساحات أوسعإلى عالم يتغيّر من حولهم مع كلّ شروق شمس.

ورغم ذلك، بل على الرغم من كلّ ذلك، ما زالوا يتشبّثون بطوائفهم، ومذاهبهم، وإقطاعاتهم السياسية، وتقاليدهم المهترئة، وانهزاماتهم، ويمشون، في طقوسية جاهزة، إلى أسوأ انتحار جماعي، قبل أن يكتشفوا أنّ خارج تلك الأسوار العتيقة المحبوسين وراءها، مساحاتٍ من الحوار والتجدّد والإبداع.

وإذا انحبس العقل في زنزانة، أصيب بالشلل، وفقد موضوعيته، وتحوّل، مع الزنزانات الأخرى، إلى قطيع غير قادر على الخروج من الغريزة إلى الإبداع، ومن سطحية التجمهر إلى إشكالية المجتمع.

وهذه الفئة من الناس بعيدة عن كلّ أشكال الصراعات، إنها في حالة من السكون والاستنقاع والتقاعد، لدرجة أنّ كلّ ما تقوله هي، أو ما يُقال لها، أو يُقال عنها، لا يتجاوز الآذان، وهي لا تفهم «أنّ الصراع الدائم بين الرأس وهراوة الحاكم ينتهي غالباً لصالح الهراوة، على الأقلّ في المدى القصير» كما يقول المفكر جرونفلد.

وبعد عام، وقد حدث ما حدث من خراب على كلّ الأصعدة، نتساءل: ما هو الحلّ؟

الحلّ هو في تغيير الأسلوب، طالما أنّ «الأسلوب هو الرجل»، وفي وضع خطة نظامية، كي تسقط الأسوار، والأقنعة، ويتحرّر العقل من الأسر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى