الوزيرة الإسبانية: ندعم لبنان في إصلاحاته وفي أي مجال للنهوض باقتصاده
أكدت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية أرانكا غونزاليس لايا، اهتمام بلادها بـ»الوضع في لبنان ودعمه في التوجهات الإصلاحية التي ينوي اعتمادها والتعاون مع صندوق النقد الدولي وفي أي مجال يراه لبنان للنهوض باقتصاده»، معلنةً أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسباني إلى بيروت الشهر المقبل «تندرج في إطار الرغبة في المساعدة والدعم والتعاون».
مواقف الوزيرة الإسبانية جاءت خلال زيارتها كبار المسؤولين، فالتقت برفقة السفير الإسباني خوسيه ماريا فيري ووفد رفيع المستوى، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا بحضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشارين رفيق شلالا وأسامة خشّاب.
وخلال اللقاء أعرب عون عن أمله في أن «تلعب إسبانيا دوراً مهماً في الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية الأخرى لدعم لبنان ومساعدته في الظروف الصعبة التي يمرّ بها»، مؤكداً أن «العمل قائم على تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات الماثلة على مختلف الأصعدة».
وحمّل عون الوزير الإسبانية تحياته إلى ملك إسبانيا فيليبي السادس والحكومة الإسبانية، على الدعم الذي تلقّاه لبنان من إسبانيا بُعيْد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، ومشاركة رئيس الوزراء الإسباني في مؤتمر «باريس» لدعم بيروت والشعب اللبناني.
وعرض الأوضاع في لبنان والأزمات التي يعاني منها، ولا سيما «تلك التي بدأت بعد الحرب في سورية من خلال نزوح نحو مليون و500 ألف سوري إلى لبنان والتداعيات التي تركها هذا النزوح على القطاعات اللبنانية، والتكلفة التي تكبّدتها الدولة اللبنانية وقد زادت عن 45 مليار دولار».
وأكد أن «تشكيل الحكومة سيتم خلال الأيام المقبلة، بعد توصّل الأفرقاء اللبنانيين إلى توافق حولها، والإصلاحات الواجب اعتمادها للخروج من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد راهناً»، مشدّداً على أن «هذه الإصلاحات أساسية»، وركّز على «دور إسبانيا وأوروبا في مساعدة لبنان من خلال الشراكة اللبنانية – الأوروبية القائمة».
ولفت إلى أن «عملية مكافحة الفساد من الأولويات في الوقت الحاضر، ولا بد من تشكيل حكومة مهمة تُعنى بهذه الأولويات».
من جهتها، أعلنت الوزيرة الإسبانية أن بلادها «تتابع باهتمام الوضع في لبنان وهي على تواصل دائم مع الحكومة اللبنانية للتنسيق»، لافتةً إلى أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسباني إلى بيروت الشهر المقبل «تندرج في إطار الرغبة في المساعدة والدعم والتعاون». وأعربت عن استعداد بلادها «لدعم لبنان في التوجهات الإصلاحية التي ينوي اعتمادها والتعاون مع صندوق النقد الدولي وفي أي مجال يراه لبنان للنهوض باقتصاده»، مشددةً على «عمق الصداقة التي تربط بلادي بلبنان والاهتمام الدائم بتحقيق الاستقرار والأمان والرخاء فيه وتمكينه من تجاوز الظرف الصعب الذي يمرّ به حالياً».
وأكدت أن «إسبانيا ستكون الى جانب لبنان وتقدم له الدعم المطلوب في كل المجالات»، داعيةً إلى «تحقيق إصلاحات ضرورية وفق الإرادة اللبنانية».
كذلك زارت الوزيرة الإسبانية والوفد المرافق، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقت رئيس مجلس النواب نبيه برّي وغادرت من دون الإدلاء بتصريح، ثم انتقلت إلى السراي، حيث التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في حضور نائبته زينة عكر، وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الدبلوماسية السفير جبران صوفان.
وخلال اللقاء، كرّرت الوزيرة الإسبانية استعداد بلادها لمساعدة لبنان في ظل الظروف الحالية الصعبة. كما أطلعت دياب على قرار إسبانيا بناء مدرسة رسمية في لبنان قادرة على استيعاب 500 طالب في منطقة الكرنتينا، ستتولى الحكومة الإسبانية تجهيزها بوسائل التكنولوجيا الحديثة والتمديدات اللازمة.
وأشارت إلى أن بلادها قدّمت للبنان مساعدات إنسانية طارئة، عبر بعض المنظمات غير الحكومية العاملة في لبنان.
من جهته، شكر دياب الوزيرة الإسبانية على زيارتها وعلى المساعدات التي قدمتها إسبانيا إلى لبنان، مشيداً بالعلاقات المميّزة التي تربط بين البلدين.
وزارت وزيرة الخارجية الإسبانية نظيرها اللبناني شربل وهبة وعرضت معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير التعاون. كما التقت غونزاليس نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر وجرى البحث، حسب بيان المكتب الإعلامي في الوزارة «في كيفية مساعدة لبنان من أجل تخطّي أزماته، ولا سيما عقب انفجار مرفأ بيروت وتداعيات النزوح السوري، إضافةً إلى التنسيق والتواصل بين البلدين في العديد من المجالات».
ونوّهت عكر بدور إسبانيا الدائم بدعم ومساعدة لبنان ولا سيما مشاركتها ضمن قوات «يونيفل.»
وعصراً، أطلقت غونزاليس ووزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور طارق المجذوب، مشروع بناء وتركيب مدرسة جاهزة على قطعة أرض في الكرنتينا، تقدمة من الحكومة الإسبانية.