17 تشرين أم 14 آذار مكرّر؟
كشف مشهد احتفاليّة مرور سنة على يوم الغضب الشعبي في 17 تشرين أسباب تراجع فعل الشارع في رسم المشهد السياسي مع ظهور التلاعب السياسي الذي قام به القيّمون على إدارة هذا الشارع بقوة الحضور الممنوح إعلامياً لمجموعات منظمة نصبت بدعم خارجي كقيادة للشارع.
المشهد الاحتفالي بعد سنة من يوم الغضب الشعبي ظهر كيوم سياسي من أيام حركة 14 آذار التي تشكل قوة سياسية وشعبية بمكوناتها لا يمكن إنكارها، لكنها ليست مجرد اسم ولو لم يعد لها هيكلية تنظيمية قائمة فهي على قول قائد القوات اللبنانية روح العداء لسلاح المقاومة والابتعاد عن سورية. والقيمة الأساسية لهذا التوصيف تكمن في أنها تفسر انكفاء شارع شعبيّ وسياسيّ كبير كان مشاركاً بقوة في يوم الغضب وبدأ يكتشف تدريجياً حجم الخداع الذي يمثله رفع المطالب الاجتماعية للتغطية على ما كشفه الخطاب السياسي في الاحتفال السنوي ومعنى ضم الكتائب وميشال معوّض الى المؤسسين.
هذا الخداع الذي يفسر تحوّل 17 تشرين من حراك شعبي جامع لشارعَي 8 و14 آذار الى مجرد واجهة لرد الاعتبار لواحد من الشارعين على حساب الآخر هو التفسير الجوهري لتراجع فعل الشارع، ولمن يريد أن يتذكر فإن 14 آذار التي تراجع زخمها لتصبح كما نعرفها اليوم هي حصيلة خداع مشابه حدث بعد انطلاق الشارع الغاضب في 14 آذار بمكوّنين رئيسيين واحد هو ما بقي من 14 آذار للقوى المناوئة للمقاومة وسورية والملتحقة بمشروع دولي إقليمي تتوزع مرجعيته بين واشنطن والرياض، وثانٍ هو شارع التيار الوطني الحر، وقد جمعهما يومها شعار وحدة وحرية واستقلال، على قاعدة لا عداء ولا تبعية لكل من عنجر وعوكر، لينتهي بـ«لا» عدائية جداً لعنجر ونعم تبعية جداً لعوكر، فيخرج شارع التيار الذي وصفه النائب السابق وليد جنبلاط بالتسونامي يومها من مشروع 14 آذار، وينتج مع حزب الله بعد عام تفاهم 6 شباط الذي جاء ثمرة المشهد السياسي الذي حمله مرور سنة على 14 آذار الجامعة.
التذاكي والخداع أسوأ صنّاع السياسة.