بوتين وماكرون يبحثان النزاع في قره باغ وبيسكوف يؤكد استمرار العمل على مسار المفاوضات
بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، تطورات النزاع في ناغورني قره باغ، مؤكدين «ضرورة الالتزام بالاتفاقات حول وقف إطلاق النار».
وأفاد الكرملين، في بيان، بأن «بوتين وماكرون أجريا، بمبادرة من الجانب الفرنسي، اتصالاً هاتفياً بحثا فيه بشكل مفصل تطورات الأوضاع في منطقة النزاع حول ناغورني قره باغ».
وأضاف البيان أن «بوتين أبلغ ماكرون بالخطوات التي يتم اتخاذها لمنع تصعيد لاحق للأعمال القتالية واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن بهدف تحقيق تسوية سياسية دبلوماسية لقضية ناغورني قره باغ».
وركز بوتين وماكرون خلال المكالمة على «أهمية التزام الطرفين المتناحرين باتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها يومي 10 و17 تشرين الأول».
وشدد بوتين وماكرون على «استعداد روسيا وفرنسا لمواصلة التنسيق الوثيق بينهما باعتبارهما رئيسين لمجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة، وكذلك عبر قنوات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما اتفقا على الاستمرار في الاتصالات الثنائية بين الطرفين».
فيما أكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، أن «العمل على وقف القتال والتحول نحو المفاوضات لتسوية النزاع حول إقليم قره باغ مستمر»، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
جاء ذلك في معرض رد بيسكوف على سؤال صحافي «عما إذا كانت هناك تحضيرات لعقد اجتماع بين الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في روسيا».
وقال بيسكوف: «العمل مستمر بشكل عام من أجل وقف الاشتباكات العسكرية ودفع عملية التسوية إلى المجرى السياسي الدبلوماسي. لا أستطيع أن أقول لكم المزيد».
وأعرب كل من علييف وباشينيان أول أمس الاثنين عن استعدادهما لـ»الاجتماع في موسكو من أجل إجراء مفاوضات حول النزاع في قره باغ».
من جهتها، انتقدت أذربيجان في مذكرة احتجاجية زيارة عدد من نواب حزب «البديل من أجل ألمانيا» في البوندستاغ إلى منطقة النزاع في قره باغ الواقعة تحت سيطرة أرمینیا.
وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن أعضاء «البوندستاغ» (البرلمان الألماني)، شتيفن كوتري، وستيفان كيوتر، وكذلك أعضاء برلمان ولاية براندنبورغ، أندرياس جالاو، وأندرياس كاليتز، زاروا بشكل غير قانوني منطقة الحرب «التي تحتلها أرمينيا».
وقالت الخارجية الأذربيجانية إن «مذكرة الاحتجاج تم إرسالها إلى البوندستاغ الألماني وبرلمان ولاية براندنبورغ».
وكان السياسيون الألمان الأربعة قد أبلغوا سابقاً عن رحلتهم إلى منطقة الحرب على شبكات التواصل الاجتماعي.
في هذه الأثناء، دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى «احترام هدنة جديدة اتفقا عليها في ناغورني قره باغ».
وخلال الاجتماع المغلق الذي عقد بطلب من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، كرّر أعضاء المجلس الدعوة للطرفين باحترام «الهدنة الإنسانية» التي كان يفترض أن تدخل حيّز التنفيذ الأحد الماضي.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن «مجلس الأمن الدولي بحث أول أمس الاثنين تطورات الأوضاع في قره باغ، بالتركيز على ضمان تطبيق نظام وقف إطلاق النار».
وقال نيبينزيا، الذي يترأس هذا الشهر جلسات مجلس الأمن، إنه «منذ لحظة التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار لم يتم الالتزام به والأمر الأكثر ضرورة الآن يتمثل في ضمان تطبيقه»، مشيراً إلى أن «المسألة الأهم لا تزال تكمن في ضمان مراقبة تنفيذه».
ولفت نيبينزيا إلى أن «مجلس الأمن ناقش خلال مشاوراته المغلقة التي عقدت بدعوة من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، موضوع تشكيل آلية لضمان مراقبة وقف إطلاق النار في قره باغ»، مشدداً على أنه «أبدى وحدة بدرجة كافية في مواقفه».
ونوّه إلى «وجود تقارير حول مباحثات لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مع نظيريه الأذربيجاني والأرمني حول هذه القضية»، موضحاً أن «إرسال بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة إلى المنطقة سيتطلب انتداباً خاصاً من قبل مجلس الأمن»، وأكد أن «هذه العملية ليست سريعة ولا بسيطة».
وسبق أن أعلنت أذربيجان وأرمينيا توصلهما إلى اتفاق حول هدنة إنسانية اعتباراً من منتصف ليل الأحد، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقها.
وتمّ التوصل سابقاً إلى هدنة بوساطة روسية بين أرمينيا وأذربيجان، بعد دعوات عدة وجّهها المجتمع الدولي، خصوصاً «مجموعة مينسك» التي ترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وتؤدي دور الوسيط في هذا النزاع.
لكن الهدنة خُرقت أكثر من مرة، فيما يستمر الطرفان في تبادل التهم بارتكاب «جرائم حرب» واستهداف المدنيين في المعارك التي بدأت في 27 أيلول الماضي.
وأدّت الاشتباكات في إقليم ناغورني قره باغ إلى مقتل المئات بحسب مصادر عدة. وعلى الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة روسيا، لم يتم الالتزام بوقف إطلاق نار إلى الآن.