لبنان بعد عام من «الثورة» هل بات أفضل أو أسوأ؟
} عمر عبد القادر غندور*
احتفل اللبنانيون قبل أيام بمرور عام على اندلاع ثورة 17 تشرين الأوّل 2019!
وعادة ما يكون الاحتفال تمجيداً لإنجاز كبير حصل، أو لإحياء ذكرى عزيزة على مستوى الجماعة.
والاحتفال بذكرى مرور عام على انتفاضة 17 تشرين الاوّل كيف نبرّره؟
لا شك انّ انتفاضة 17 تشرين الأوّل، والبعض يسمّونها ثورة لتعظيم شأنها وهي ليست كذلك، هي انتفاضة مطلبية محقة، وأكدنا ذلك في العديد من بياناتنا، ولكنها سرعان ما تشيطنت وتحوّلت الى «بارافان» للميليشيات الحزبية ولبعض الجمعيات عالية التمويل ثم منبراً للشتم وقلة الأدب، ثم الى شراذم من الزعران لتحطيم وتكسير الأملاك العامة والخاصة، واحتلال بعض الوزارات والمحاولات العديدة للوصول الى السراي والمجلس النيابي، بالإضافة الى إشعال الفتنة والتحريض عليها ما اضطر القوى الأمنية الى مواجهتها في مواقع عدة وسقط جرحى وشهيد من قوى الأمن وعشرات الجرحى في صفوف الطرفين!
ولم تمض شهور على «الثورة» كما يسمّيها الإعلام التلفزيوني الرخيص، حتى تحوّلت الى «ثورات» ومنابر ومنصات عجّلت في اضمحلالها وتشتّتها وتناثرها حتى لم يبق منها سوى بعض المنظّرين!
هذا في الشكل، أما في المضمون، فهذه الانتفاضة لم يتهيّأ لها من يحميها من الاستغلال السياسي الذي أوصلها الى ما هي عليه الآن. وفي الأيام الأولى لهذه الانتفاضة على الطبقة السياسية الفاسدة والانحلال الإداري في مرافق الدولة والمحسوبيات والمحاصصات واللصوص وأصحاب الامتيازات وعربدة المصارف الناهبة لأموال المودعين اللبنانيين ومعها المصرف المركزي والوكالات الحصرية لاستيراد الدواء والغذاء والمحروقات كلّ هذه البلايا والرزايا لا يختلف عليها الشعب!
وفي الذكرى الأولى لانتفاضة 17 تشرين الأوّل، ثمة اسئلة بديهية:
– كان سعر صرف الدولار في 17 تشرين الأوّل 2019، 1515 ليرة لبناني واليوم يساوي نحو ثمانية آلاف ليرة؟
– بعد عام على الانتفاضة ماذا بقي من احتياط المصرف المركزي؟
– في عام الانتفاضة جرى السطو على أموال المودعين!
– في عام الانتفاضة فقدت الليرة اللبنانية 70% من فعاليتها الشرائية!
– في عام الانتفاضة جرى تهريب المليارات من الدولارات ولا نتحدث عن الأموال المنهوبة!
– في عام الانتفاضة اختفت الطبقة الوسطى التي كانت تشكل 50% من اللبنانيين وبات ثلث اللبنانيين فقراء!
– في عام الانتفاضة اختفت الأدوية من الصيدليات وتبيّن أنها مكدّسة في مخازن وكالات الاستيراد ولا اعتبار إنسانياً للمرضى المهدّدين بالموت!
– في عام الانتفاضة هل تحرك القضاء للتحقيق في الانتهاكات التي كشفها وزير الصحة؟
– في عام الانتفاضة هل تمّ او بوشر بالإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد؟
– قدّر عجز الميزانية عام 2019 بـ 12057 مليار ليرة فهل تراجع العجز بعد سنة على الانتفاضة؟
– في عام الانتفاضة هل تراجعت هجرة الشباب اللبناني او زادت؟
ما خفي من المواجع هو أدهى بكثير مما أعلن عنه، ومع ذلك تستمرّ كذبة «ثورة 17 تشرين» حتى صار لها احتفالية سنوية وشعلة مضاءة وعراضات مضللة، دون ان تجيب منصة «الثورة» عن السؤال:
هل بات لبنان بعد عام من «الثورة» أقلّ سوءاً من العام 2019 أم أكثر وأدهى؟
أجيبونا يرحمكم الله.