روحاني يوضّح كيفية تعاطي طهران تجاه انسحاب أميركا من الاتفاق النووي
أكدت إيران، أمس، أنها ليست مهتمة بمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في الثالث من تشرين الثاني المقبل.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اجتماع لمجلس الوزراء: “لا يهمنا على الإطلاق أي حزب سيفوز في الانتخابات الأميركية”، مشيراً إلى أنه “يجب على أي شخص يصل إلى السلطة في الولايات المتحدة أن يستسلم للشعب الإيراني”.
وأكد روحاني أن «تعاطي طهران تجاه انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وخفض تعهداتها خطوةً خطوة حيال الاتفاق كان مدروساً ومعقداً للغاية إلا أنه أثمر عن نتائج إيجابية لدرجة لم يتمكن أطراف من توجیه انتقاد لنا».
وبيّن أن «كل آمال الولايات المتحدة أن تقوم إيران بترك الاتفاق النووي، حتى يتم استعادة عقوبات مجلس الأمن ضد إيران بالكامل، لكن السيادة كانت مهمة واتخذنا سياسة معقدة ونأينا بأنفسنا بطريقة ما عن التزامات الاتفاق النووي، لكن خطوة بخطوة وبطريقة لا يستطيع الصديق والعدو الاعتراض على عمل إيران، والجميع قال إن عمل إيران يتم وفق القانون الدولي».
وحول موضوع انتهاء حظر الأسلحة عن إيران، الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، أشار روحاني بأن “إنهاء حظر الأسلحة مهم جدا، ليس بسبب حرية شراء وبيع الأسلحة وفقاً لقوانين الأمم المتحدة فقط، بل بسبب فوز منطق الحقيقة والقانون والعقلانية على منطق القوة والبلطجة”.
وتابع أن “الأميركيين يحاولون منذ سنوات حرمان الشعب الإيراني من حقوقه، لذا لا يهم كم نشتري أو نبيع من الأسلحة بل المهم أن نحصل على حقوقنا”، مشيراً إلى أن “أميركا سعت من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إجبار مجلس المحافظين والوكالة على الانضمام لمؤامرات النظام الصهيوني وإصدار قرار ضدّنا، لكن كل خططهم فشلت”.
وقال مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، في وقت سابق، إن “الحفاظ على الاتفاق النووي أصبح أكثر صعوبة”، بعد ما وصفه بـ”إجراءات أميركا التخريبية ووضعها العراقيل أمام خطة العمل المشتركة الشاملة”.
على صعيد آخر، انطلقت في إيران أمس، تدريبات الدفاع الجوي “المدافعون عن سماء الولاية 99” المشتركة بين الجيش وحرس الثورة.
وقال قائد تدريبات الدفاع الجوي العميد قادر رحيم زادة، إن “التدريبات ستجري ضمن منطقة تزيد مساحتها على نصف مساحة البلاد”، مشيراً إلى أن “التدريبات تهدف إلى الإرتقاء بمستوى الجاهزية القتالية، كما سيجري فيها ولأول مرة استخدام الجيل الجديد من المعدات والأسلحة المحلية الصنع، وتطبيق أساليب تكتيكية جديدة في مجال الدفاع الجوي والرصد».
وستتم محاكاة مواجهة مختلف التهديدات الجوية، منخفضة ومتوسطة وعالية المدى.
وبحسب زادة، فإنه “في هذه المناورات التي ستقام في إطار عملية مشتركة بهدف تنسيق الدفاع الجوي للقوات المسلحة، ستستخدم مجموعة متنوعة من منظومات محلية الصنع من الصواريخ، وأنظمة الرادار، ومعلومات الاستطلاع، والحرب الإلكترونية، وأنظمة الاتصالات، وشبكة الرصد للجيش والحرس الثوري بتوجيه وسيطرة عملياتية لمقر الدفاع الجوي في البلاد وبإشراف مباشر للخبراء في مقر (خاتم الانبياء (ص) المركزي)، لمواجهة أنواع مختلفة من التهديدات الجوية بأهداف منخفضة ومتوسطة وعالية وطويلة المدى في ظروف تشغيلية كاملة بناء على مشهد معركة حقيقية”.
وأكد زادة أنه “في هذه المناورات، ستؤدي القوة الجوية للجيش دوراً كبيراً في الدفاع الجوي عن البلاد عبر تحليق جميع أنواع الطائرات المقاتلة الاعتراضية والقاذفات والطائرات المسيرة في مهام الهجوم والدفاع”.
وتعد هذه المناورات الأولى بعد انتهاء حظر الأسلحة الذي فرض على إيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد علق على انتهاء حظر الأسلحة بالإشارة إلى أنه “ليس غريباً أن تعارض بلاده التسلح العشوائي فالسلاح في إيران لطالما كان دفاعياً لم يفتعل الحروب ولم يعث فساداً كما يفعل الآخرون”.
ولفتت الخارجية الإيرانية إلى أنه في التاريخ المعاصر “لم تكن إيران البادئة في أي حرب”.
يذكر أن الجيش الإيراني أجرى الشهر الماضي مناورات “ذو الفقار 99” على سواحل مكران في جنوب البلاد، لاستعرض جانباً من قدرات واستعدادات الجيش الإيراني للمواجهة على المستوى الحقيقي.
وأجرت طهران خلال مناورات “ذو الفقار99” تجارب ناجحة على صواريخ كروز، وطائرات مسيرة من دون طيار.
كما أجرت إيران في تموز الماضي مناورات “الرسول الأعظم” في المنطقة العامة للخليج ومضيق هرمز.