بومبيو يعترف بأن دمشق رفضت طلباً أميركياً خلال «زيارة سريّة» لمسؤول.. ووقفتان احتجاجيّتان في القامشلي والحسكة
موسكو: سنتصدّى لمشروع أميركيّ حول سورية في مجلس الأمن
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أن الولايات المتحدة تحاول تقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي ضد سورية على أساس تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولا يمكن لموسكو الموافقة على هذه الوثيقة.
وقال فيرشينين، أمس، «بالأمس تلقى مجلس الأمن والجمعية العامة تقريرًا من لاهاي، من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تقريرًا عن سورية… لاتخاذ قرار غير مقبول على الإطلاق. مشروع قرار حول الكيميائي على أساس التقرير من لاهاي موجّه ضد سورية، ومن الواضح إلى أين سيقودنا هذا، لا يمكننا أن نسمح بهذا ولا يمكننا أن نتفق مع هذا».
ووفقاً له، سيعمل الدبلوماسيون الروس الآن بنشاط في العواصم. وقال: «من أجل منع الأميركيين من الحصول على الأغلبية. إذا لم ينجح ذلك، فإن إجراءات أفعالنا واضحة».
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، أكد في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أن ممثلي بعض الدول الغربية في مجلس الأمن يعمدون لمحاولة تشويه الحقائق العلمية وفبركة الأكاذيب بشأن ملف الكيميائي في سورية، مشدداً على ضرورة إغلاق هذا الملف نهائياً.
ونقلت وكالة «سانا» السورية للأنباء، أنه خلال اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن عقد عبر الفيديو وفق صيغة (أريا فورمولا) حول ملف الكيميائيّ في سورية، تنويه الجعفري إلى «المخالفات الخطيرة والعيوب الجسيمة التي طغت على عمل مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».
وشدّد على أن «سورية تعاونت مع الأمم المتحدة ومنظمة الحظر للتخلص من أسلحتها الكيميائية وتسوية المسائل العالقة، ما يتطلب وقف التلاعب بهذا الملف وإغلاقه في أقرب وقت لكون سورية أوفت بالتزاماتها بموجب انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في عام 2013 ودمّرت كامل مخزونها منذ حزيران عام 2014».
اعترف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تعليقاً على «زيارة سرية» قام بها مسؤول من البيت الأبيض إلى دمشق، بأن السلطات السورية رفضت طلب واشنطن حول مواطنين أميركيين محتجزين لدى سورية.
وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء في مقر الخارجية الأميركية، رداً على سؤال حول زيارة المسؤول الأميركي إلى دمشق، إن الولايات المتحدة تسعى إلى دفع الحكومة السورية للإفراج عن الصحافي الأميركي المحتجز، أوستين تايس.
وأوضح: «عندما نعمل على قضايا معتقلين نركز اهتمامنا على هذا الموضوع. طلبنا يتمثل في إفراج السوريين عن السيد تايس والكشف لنا عما يعلمون. لكنهم اختاروا عدم فعل ذلك».
ويأتي هذا التصريح بعد أن نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأحد الماضي، استناداً إلى مصادر في إدارة الولايات المتحدة، أن نائب مساعد الرئيس الأميركي، كاش باتيل، الذي يعد مسؤولاً بارزاً معنياً بمكافحة الإرهاب بالبيت الأبيض، زار دمشق في أوائل العام الحالي لعقد اجتماعات سرية مع المسؤولين السوريين.
ولم تكشف المصادر عن المسؤولين الذين التقى بهم باتيل، لكنها أوضحت أن المحادثات أجريت بهدف التوصل إلى «صفقة» ستؤدي إلى الإفراج عن الصحافي الأميركي المستقل، أوستين تايس، الذي سبق أن خدم في قوات المشاة البحرية واختفى خلال تغطياته التطورات في سورية عام 2012، والطبيب الأميركي السوري، ماجد كمالماز، الذي اختفى بعد احتجازه في نقطة تفتيش للقوات الحكومية السورية عام 2017.
أمهلت إحدى عشائر قبيلة «الجبور» العربية في محافظة الحسكة شمال شرق سورية مسلحي تنظيم «قسد» مدة 48 ساعة، للإفراج عن أحد وجهاء العشيرة، بعد أن اعتقلوه منذ عصر الثلاثاء.
وقال أحد وجهاء عشيرة البوخطاب إن عشيرته والعشائر العربية الأخرى في بلدة تل براك وريفها شمال شرقي الحسكة، أمهلوا مسلحي التنظيم الموالي لجيش الاحتلال الأميركي مدة 48 ساعة للإفراج عن الشيخ عبد الرحيم سليمان المصلح.
ولم يوضح المصدر الخطوات التي سيتم اتخاذها، حال انتهاء المدة الممنوحة لمسلحي تنظيم «قسد».
وتابع المصدر بأن الشيخ المصلح خرج من منزله في قرية طفلة شرقي تل براك قبل يومين، وسلك طريق تل براك – الحسكة لينقطع الاتصال به. وبعد ساعات طويلة، تمت معرفة مكانه في منطقة المعهد البيطري سابقاً، الذي حوّله الجيش الأميركي والميليشيات الموالية له إلى سجن، حيث اعترف مسلحو تنظيم «قسد» بوجوده عندهم بعد نفيهم ذلك سابقاً.
وتشهد مناطق شرقي سورية حالة من الغليان الشعبي والانتفاضة العشائرية ضد ممارسات جيش الاحتلال الأميركي والمسلحين الموالين لها من تنظيم «قسد»، والتي تتركّز على الاعتقال التعسفيّ، والخطف، وتجنيد الشبان، وفرض الضرائب، وسرقة النفط في المنطقة.
وفي السياق، نظم أهالي مدينة القامشلي أمس، وقفة احتجاجية ضد الاحتلالين الأميركي والتركي ورفضاً لممارسات ميليشيا «قسد» واستيلائها على المدارس ومنازل الأهالي بالقوة بالتوازي مع وقفة مماثلة نظمتها الكوادر التربوية وطلاب مدارس مدينة الحسكة استنكاراً لإغلاق الميليشيا معظم مدارس المدينة وحرمان آلاف الطلاب من التعليم.
ففي حي طي في مدينة القامشلي تجمع المئات من أبناء مدينة القامشلي للتنديد بالانتهاكات التي تمارسها ميليشيا «قسد» مطالبين بطرد الاحتلالين الأميركي والتركي اللذين يدعمان الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
ورفع المشاركون في الوقفة علم الوطن ويافطات تدعو إلى مقاومة الاحتلالين الأميركي والتركي وتطالب بطردهما من الجزيرة السورية التي يسرقون نفطها وقمحها ومنازل أهلها لحرمان أبناء الوطن من خيراته مؤكدين وقوفهم خلف الجيش السوري للقضاء على الإرهاب ودحر الاحتلال الذي يعمل على زعزعة الامن والاستقرار والاستمرار بنهب ثروات سورية.
وفي مدينة الحسكة طالبت الكوادر الإدارية وطلاب المدارس خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذوها أمام المركز الثقافي العربي في المدينة بوقف ممارسات ميليشيا «قسد» وإنقاذ العملية التعليمية من النزعات الانفصالية التي تريد الميليشيا فرضها بقوة السلاح رغم رفض معظم الأهالي لها.
أول دعوى قضائيّة في المحاكم الفلسطينية ضد بريطانيا بسبب «الانتداب» و»وعد بلفور» ولمواجهة «صفقة القرن»