صباحات
} 22-10-2020
صباح القدس لأهل القدس ورواد مسجدها يلقنون المطبّعين درساً في التاريخ والجغرافيا
– طالما تنعّم مواطنو الخليج بمعاملة مميزة في اي بلد عربي يدخلونه وطالما كان الفلسطينيون خصوصاً يحرصون على الحذر من توجيه اي إشارة سلبية نحو الخليجيين بما في ذلك حكامهم حرصاً على عدم ترتيب أي تأثير سلبي على قضيتهم وتقديراً لما كانت تؤمنه الأموال الخليجية من دعم لصمود الفلسطينيين.
– الخليجيون يعرفون أن التعامل المميز الذي تمتعوا به لأجيال ليس عائداً لتميزهم عن أي مواطن عربي ولا لمواقف مشرفة لحكامهم تجاه القضايا العربية ولا لنجاح تجاربهم في الحكم بتقديم نماذج تنموية أو ديمقراطية أو تفوق بتحقيق معايير العدالة.
– تميز الخليجيون عند سائر العرب بمعاملة خاصة كما يعرفون ويعرف كل عربي بسبب أموالهم وبسبب فقر سائر العرب وحاجتهم لاسترضاء صاحب المال تحت ضغط قسوة الحياة. وهذا ربما يكون سبباً لاعتقاد حكام الخليج وجماعة التطبيع في الخليج بأن ذلك سيجعل تطبيعهم مع كيان الاحتلال موضوع معاملة خاصة ولن يجرؤ أحد على مقاطعتهم أو استغضابهم خشية خسارة نعمة مالهم.
– ذهب المطبّعون الإماراتيون إلى القدس وزاروا المسجد الأقصى في رسالة تسويقية للتطبيع وبهدف إظهار تميزهم وهم يطبعون لدرجة أن أحداً لن يجرؤ على التنديد بهم كمطبّعين.
– خاب ظن الزوار المطبّعين فلاحقهم الفلسطينيون بالنعال والهتافات المنددة حتى أخرجوهم من المسجد مذعورين مهرولين.
– أخرج المطبّعون أسوأ ما لديهم بمطالبتهم للاحتلال بقمع الفلسطينيين.
– كسر الفلسطينيون الجرة ولن يعودوا الى الوراء وسيكتشف المطبّعون أن كل زيارة تطبيعيّة ستلاقيهم خلالها النعال ولن تنفع أموالهم ولا شرطة الاحتلال لتفادي الأسوأ فليدفعوا ثمن فعلتهم ويتذكروا ان ما مضى قد مضى وأن «زمن الأول تحوَّل» وأن ما راكمه الفلسطينيون وسائر العرب من ذل المراعاة بسبب أموال الخليجيين سيجد طريقه للتعبير باللغة المناسبة بعد التطبيع لأن لا ثمن للكرامة ولا ثمن للقدس وهم لم ينتبهوا أن الناس كانت تراعيهم كي لا يرتكبوا الخطيئة الكبرى. وبعد ارتكابها لا محذور ولا محظور.
– الفلسطينيون يميزون شعب البحرين لأنه ميّز مواقفه بقوة عن حكامه وسيميّزون كل شعب في الخليج يتميّز عن حكامه ومثل الفلسطينيين سيفعل كل العرب.
} 21-10-2020
صباح القدس بوصلة حياة وصراع – قوة خيار ومحور المقاومة تأتي بالمواقف قبل المواقع – فلا زال الموقف سلاحاً – بينما قوة الخندق الأميركي بكل من فيه وما فيه فهي قوة مواقع مصدرها كثير كثير من المال وكثير كثير من السلاح يقابلها كثير كثير من الإرادة وكثير كثير من الحق – هكذا هم الذين لاحقوا المطبّعين بالنعال في حرم بيت المقدس – هكذا هو الأسير البطل ماهر الأخرس في معركة الأمعاء الخاوية – وفي حدث هذا الأسبوع شاهد عظيم له دلالات تفوق خيال الأميركي على التصديق – لقد سمع الذين تابعوا ملف الحركة الأميركية للإفراج عن رهائن يحتاج الرئيس الأميركي صورة مع واحد منهم على الأقل قبل موعد الانتخابات – الذهول والدهشة الأميركيان من الصلابة السورية – فكيف لدولة لا يعترف أغلب دول العالم بشرعية مؤسساتها رغم عضويتها غير المنقوصة في الأمم المتحدة وتعيش تحت حصار خانق وترزح تحت عبء عقوبات قاتلة وتعرف ناسها صنوفاً من العوز لم تذكر مثلها في تاريخها القريب ولا تزال في قلب حرب دموية تفتك بالأرواح والممتلكات والمعالم المدنية والثقافية ومؤسسات الخدمات وتتلقى عرضاً بالمساعدة في الإفراج عن أحد من تسميهم واشنطن بالرهائن، مقابل رفع العقوبات أن تقول لا، وأن تضع شرط أي علاقة الانسحاب الأميركي من الأراضي السورية واستئناف العلاقات الدبلوماسية وعندها كل شيء ينتظم عبر السفارة الأميركية مع دولة شرعيّة تفتح الباب للتعاون الأمني والسياسي والاقتصادي وما دون ذلك هراء – هذا ما نعنيه بأن الموقف سلاح وبأن المواقف تقابل المواقع. – القدس موقف وليست موقعاً ولذلك ينتصر خيارها.
} 20-10-2020
صباح القدس لكم – صباح ينبض بالحياة ودعوة لتجنب الوقوع في شرك الارتهان لمسار الانتخابات الاميركية حيث لا نكاد نشهد تحليلاً او موقفاً هذه الأيام إلا ويربط أبسط أحداث بلد من بلادنا وصولاً لمستقبل الصراعات الكبرى بمفصل واحد وهو الانتخابات الرئاسية الأميركية، بما يشكل على مستوى الوعي نوعاً من الإسهام في معركة كي الوعي والاستلاب والاستتباع بينما تتكفل العودة لمجريات نصف قرن مضى بالقول إن لا شيء يتغيّر مما يعنينا وما يهمنا في مصائر بلادنا ومستقبل قضايانا مع تغير الرئاسات الجمهورية والديمقراطية. فالحروب شنت علينا في ظل إدارات من الصنفين والدعم لكيان الاحتلال رأس الأولويات الأميركية في ظل رئاسات من الصنفين ونهب ثرواتنا واستعباد شعوبنا والقتل والاستيطان والتهويد وصناعة الفتن ودعم الإرهاب وخطط الاحتلال كلها سمات رؤساء من الصنفين والشيء الوحيد الذي يتغيّر هو ما نغيره نحن، ولأنه باتت لدينا مصادر قوة يقيم الأميركي الجمهوري والديمقراطي لها الحساب فما سيتغيّر يحين أوان تغييره باستبدال رئيس برئيس لملاءمة تكتيكات جديدة بعدما بطلت فعالية تكتيكات سابقة يصعب تغييرها مع التجديد لأصحابها، لهذا جاؤوا بأوباما بعد بوش في تغيير من الحرب المباشرة الى الثورات المفبركة والفتن والإرهاب وليس لأن أوباما وحزبه دعاة سلام وبوش وحزبه دعاة حرب ويجدّدون لرئيس يحتاجون المضي في رهانات كان عنوانها ولا تتجدّد السياسات لأنه فاز بولاية جديدة – لا تغيير في جوهر السياسات مهما تغيّر الرؤساء بل التغيير الممكن هو الذي تفرضه موازين القوى وإن تم تغيير الرؤساء لتسويق التغيير الأعمق، فلأن باتت لنا قوة وقدرة فلنراهن عليهما ونتجنب الوقوع في شرك الكذبة التاريخية التي سوقت للاستسلام – 99% من اوراق اللعبة بيد اميركا – اميركا قوية ولا نعلم كم ستبقى قوية – لكن النقاش يدور حول من هو الأقوى في بلادنا وليس في اميركا ولا على سائر ساحات العالم – صباحكم قدسي يعني صباحكم مقاومة.
} 19-10-2020
صباح بنور القدس تأتي فيه المتغيرات بمواقيتها مع تحقيق محور المقاومة من خلال ايران انتصاراً سياسياً كبيراً سيرسم مسار العلاقات الدولية في ملفات كثيرة. فالذي يجري ان 18 تشرين الأول 2020 ليس يوماً لإيران وحدها وهو يوم بدء سريان القرار الأممي المرافق لإبرام الاتفاق النووي بتحديد موعد سقوط الحظر على السلاح بيعاً وشراء بالنسبة لإيران وقد شكل خلال سنوات ما بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق جوهر المواجهة الدائرة في كواليس العلاقات الدولية وربحته إيران وفشلت أميركا بالفوز بالمعركة في عرينها الأممي لأول مرة مشهودة وكان واضحاً ان إيران بذلت جهوداً دبلوماسية معاكسة للجهود الأميركية مع أوروبا تضمنت ضبط إيقاع المواقف الإيرانية من الاتفاق النووي بما يحفظ بقاءه كإطار دبلوماسي قانوني على قيد الحياة، وقد كانت فرصة اللقاء الذي جمعني مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في مطلع العام بعد نهاية زيارة مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل إلى طهران، مناسبة لسماع موقف إيراني عنوانه، انتظروا 18 تشرين، إنه الموعد الفاصل بين مرحلتين، والفوز الإيراني بحلول هذا الموعد وتثبيت حق إيران بسقوط حظر السلاح عنها، سيكون فاتحة مرحلة جديدة نوعيّة، يتقاطع انطلاقها زمنياً من باب الصدفة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الأميركي، وستشهد المنطقة ومعها العالم تبدلات تعبر عن هذا التحول الاستراتيجي الكبير على الصعيد الدولي وستكون للصراعات في المنطقة ثمار منه أولها تدفق اسلحة إيرانية نوعية على سورية بصورة رسميّة تغير التوازن الحاكم لجبهة المواجهة مع كيان الاحتلال، ولم يعد خافياً ان مصير هذا التوازن هو الذي سيقرر مصير البقاء الأميركي وبالتالي التركي ومصير الكانتون الكردي – ليس وهماً ولا حلماً بل حقيقة ستظهر نتائجها التطورات الساخنة المقبلة تفسر وحدها جليد الانتظار القاتل خلال شهور – صباح المتغيرات المقبلة.
} 18-10-2020
صباحكم بنور القدس وهو نور الحقيقة المطلقة الوحيدة في منطقتنا منذ عقود يحكم ما سواه ولا يحكم من سواه ومنذ حرب تشرين عام 73 وبصورة أشد منذ حرب تموز 2006 صار كيان الاحتلال محمية أميركية عسكرياً ومالياً وصارت أميركا هنا وبالنسبة لكل بلد عربي داخل الحدود أو على الحدود والاستراتيجية الاميركية مبنية منذ تلك العقود على ثنائية مصادر الطاقة وأمن الكيان وقد صار لكليهما عنوان جديد هو لبنان في ظل المقاومة وثروات الغاز وترابطهما وبفضل ثبات المقاومة وتنامي قدراتها وفشل السياسات الاميركية لتحييد سلاحها وتقييده بعد فشل محاولات نزعه تقترب المقاومة من انتزع نصر يشبه نصرها عام 2000 بتحرير جديد ليصير الإفراج عن الثروات اللبنانية، كما من قبله الإفراج عن الأراضي اللبنانية المحتلة عام 2000 طريقاً أحادياً تفرضه قوة المقاومة، للاستقرار، فيما يصف جيفري فيلتمان ما يجري بجملة معبرة، بقوله، سيحتفظ حزب الله بكعكته وسيأكلها في وقت واحد، فسيحصل للبنان على ثروات وافرة، ويحفظ سلاحه، ليصح القول إن لبنان في طريق التحرير الثالث وربما الأهم. فإلى اي مدى سينتبه مؤيّدو المقاومة الغارقون في نقاشات هامشية حول التفاوض، الى ان المقاومة تحقق نصراً استراتيجياً سينعكس تسريعاً وحذراً في التفاوض لعدم استفزاز المقاومة؟ والى أي مدى يدرك حلفاؤها أنها تتحوّل من مصدر نقمة كما يخشون الى مصدر نعمة وهم لا يعرفون؟ والى أي حد يشكل الإفراج عن الفرصة الحكومية الجديدة دولياً تعبيراً عن هذا التحول، حيث لم يعد الانهيار اللبناني مفيداً، بل صار مصدر خطر، ومع الحكومة الجديدة سنكون على الأرجح مع تعويم مالي لضمان الاستقرار بعكس مسار الانهيار، ليس لأن شخص رئيس الحكومة موضع ثقة، ولا لأن الخطة الإصلاحيّة تستجيب للشروط التقنية للمؤسسات الدولية، ولا لأن المبادرة الفرنسية حققت اختراقاً بعدما اخترقوها مراراً، بل لأن معركة تحييد وتقييد سلاح المقاومة قد انتهت لصالح تثبيت موقع هذه المقاومة في معادلات المنطقة، كلاعب إقليميّ كبير، لا تصدّه دعوات حياد كانت موضع تشجيع أميركيّ في مرحلة الاشتباك وصارت طلقة صوتيّة مع نهاية هذا الفصل من هذا الاشتباك – صباح الانتصارات.
} 16-10-2020
صباح القدس ونور القضية المتوهجة لا يعني الا الصبر وبذل الجهد لاحتواء كل خلاف واستيعاب كل خصوصية وعدم استسهال الخروج من اي تحالف وهذا احد مصادر قوة المقاومة بخلاف مطلب المتسرّعين والمنفعلين ومثال الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر لا يؤخذ بنظر المقاومة من باب المواقف بذاتها وموازين القوى والحاجة وعدم الحاجة وكلفة التحالف وعائداته، بل من باب الإجابة عن سؤال، الا يعني فشل هذا التحالف الذي يشكل افضل فرص التلاقي بين طرفين يمثلان شرائح واسعة بين اللبنانيين فشل مشروع وطن اسمه لبنان والفشل في إنجاح مشروع الوحدة الوطنية يعني الاستعداد لفشل مشابه في مواقع أخرى لقوى المقاومة بما يعني تفكك الكيانات الوطنية واشتعال أزمات حول سلمها الأهلي وهذا نقيض مشروع المقاومة؟ لذلك يصير الخيار وحيداً النجاح او النجاح في صيانة التحالف والتغلب على الخلاف وتصغر التضحيات اللازمة لتحصين الوحدة أمام معانيها وتهون التنازلات التي لا تمس جوهر المقاومة وقضيتها كما يهون تحمل قسوة الخلاف لتثبيت الوضوح في ما يمس قضية المقاومة وكله تحت سقف ان امتحان الوحدة الوطنية في الكيانات الوطنية هو جزء من معركة شرعية ومشروعية قدرة ثقافة المقاومة على جعل الصراع مع العدو بوصلة واحدة في ساحات المواجهة وتضميد كل جروح أخرى لحساب تظهير هذا الوجه الحاكم والحاسم من الصراع والذي يجب الا يعلوه وجه آخر او صراع آخر – صباح الصبر على الوحدة فكلفة صيانتها على قوى المقاومة وقضية المقاومة ومسؤوليتها عن قضايا شعبها وأمتها اقل بكثير من أكلاف استسهال الخروج الغاضب منها.