الحريري بـ65 صوتاً رئيساً مكلفاً… والاستشارات اليوم… وباسيل يترأس وفد التكتل/ برّي للتفاؤل بعلاقات الرئيسين والتيارين… وحردان لأولويّة الأمن الاجتماعيّ/ التأليف وامتحان الجمع بين الاختصاصيين والتمثيل السياسيّ الجامع والمنصف/
كتب المحرّر السياسيّ
يطلق الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري اليوم الاستشارات النيابية مع الكتل النيابية وفي قلبها تنطلق أولى جلسات التفاوض بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد قطيعة ممتدة لعام كامل منذ استقالة حكومة الحريري السابقة، وبعدما أدت الاستشارات النيابية التي انتهت بتكليف الحريري، إلى حصيلة تتيح انطلاق التفاوض وفق معادلة لا غالب ولا مغلوب. فالحريري حصد تسمية فاقت نصف نواب المجلس النيابي، وباسيل يملك الكارت الأحمر لتوقيع رئيس الجمهورية على أي تشكيلة حكومية، ومقاطعة القوات اللبنانية لتسمية الحريري وللمشاركة في حكومته، وقدمت له الاستشارات فرصة تأكيد حلفه مع حزب الله الذي كان واضحاً أن عدم تسميته للحريري تعبير عن تضامن مع التيار وفتحاً للباب أمام التفاهم بينه وبين الحريري، وفقاً لما ورد بصورة لا تحتاج للجهد لاستخراجها من كلمة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد.
رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي خرج من اللقاء الذي جمعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ليبث مناخات تفاؤلية حول مستقبل العلاقات بين الرئيسين والتيارين الأزرق والبرتقالي، سيضطلع بدور رئيسي في الوساطة على خط الحريري باسيل، كما قالت مصادر متابعة للملف الحكومي، فيما وضعت الكتلة القوميّة عبر المواقف التي أدلى بها رئيسها النائب أسعد حردان، التسمية في سياق الأولوية ملء الفراغ الحكومي بغياب مرشح آخر غير الحريري للمفاضلة بينهما، والدعوة لتحمل المسؤولية من كل القيادات التي كانت في مواقع المسؤولية عن الحكومات التي تولّدت في ظلها الأزمة إلى مواجهة التحديات التي تضغط على المواطنين وفي طليعتها استحقاقات الأمن الاجتماعي الذي يشكل أولوية تتقدم على الإصلاحات المطلوبة، لأن الأهم هو توفير الحماية للبنانيين من مخاطر المزيد من الأزمات التي تستهدف لقمة عيشهم ودوائهم وكل وجوه حياتهم اليومية التي باتت لا تُطاق.
مسار التأليف لن يكون سهلاً وفقاً للمصادر المتابعة، فالعقد المطلوب فكفكتها كثيرة، وفي طليعتها المواءمة بين تشكيل حكومة اختصاصيين كما يعبر الرئيس المكلف عن توجهاته، وبين أن تكون حكومة قادرة على تحقيق تمثيل سياسي ونيابي جامع ومنصف، فالاختصاصيون المؤهلون لتولي الملفات التقنية متاحون بكثرة من ضمن ترشيحات تطلب من الكتل النيابية ويختار منها الرئيس المكلف لضمان هذه المواءمة، بصورة تحقق إقلاعاً آمناً للحكومة الجديدة عبر تسوية منقحة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وفريق التيار الوطني الحر، لكنها تسوية لا تقوم على إلغاء وتجاهل الآخرين، خصوصاً في ضوء ما قالته الاستشارات النياية لجهة خطورة التهميش والإقصاء كسمتين غلبتا صورة التسوية الرئاسية السابقة، فيما ظهر عبر الاستشارات أن كسر حدة الاستقطاب الطائفي لا يتحقق إلا عبر هذه القوى التي تمّ تهميشها وإقصاؤها، والتي أظهرت أنها رغم كل الضغوط التي تعرضت لها لا تزال تملك قرارها الحر النابع من حسابات المصلحة العليا بعيداً عن الكيدية وردّات الفعل.
الحريري رئيساً مكلفاً بـ 65 صوتاً
أفضت الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون للكتل النيابية إلى تسمية سعد الحريري رئيساً مكلفاً بأكثرية 65 صوتاً، فيما قرر 53 نائباً عدم التسمية أبرزهم تكتل «لبنان القوي» وتكتل القوات اللبنانية وكتلة الوفاء للمقاومة.
وطويت مرحلة التكليف وفتحت مرحلة التأليف وسط أجواء تفاؤلية عبر عنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري من بعبدا عقب لقائه بالرئيس عون وواكبه الحريري بإعلان انفتاحه على الكتل النيابية واستعداده لتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي خطوة تعكس المناخ التفاؤلي، أعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب أن مواعيد الاستشارات النيابية للرئيس المكلف تبدأ اليوم اعتباراً من الساعة الواحدة بعد الظهر في ساحة النجمة.
لكن تساؤلات عدة طُرحتْ… ماذا بعد تكليف الحريري؟ هل سنكون أمام ولادة سريعة للحكومة انطلاقاً من الأجواء التفاؤليّة التي عبر عنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري من بعبدا، أم أنها ستمر بمخاض طويل ما يؤخر الولادة؟ وهل الظروف الدولية والإقليمية مؤاتية أم أن الأمر مرتبط بالانتخابات الرئاسية الأميركية؟ ووفق أي قواعد ومعايير سيجري التشكيل؟ وهل لبنان قادر على مزيدٍ من الصمود حتى ولادة الحكومة؟
أوساط بعبدا لـ»البناء» أشارت «إلى أن استحقاق التأليف لن يكون كما التكليف الذي له أصول وقواعد دستورية وهذا رهن تصرّف الرئيس المكلف، ولكن رئيس الجمهورية لن يوقع مرسوم حكومة لا تراعي التوازنات السياسية والنيابية والطائفية.
الحريري: إنّها البداية
موقف بعبدا والتيار الوطني الحر وحزب الله و»التكليف الهزيل» للحريري، كما أسماه النائب جبران باسيل، سيدفعانه لفتح مروحة مشاورات واسعة مع الكتل النيابية للتفاوض معها على تفاصيل الحكومة، وهذا ما ظهر بين سطور بيان تيار المستقبل وتصريح الحريري بعد وصوله مكلفاً إلى بيت الوسط بقوله: «إنّها البداية واذا كانت مصلحة البلاد تتطلب تفاهماً مع الجميع فمن المفترض تغليب مصلحة البلد». فيما علمت «البناء» من مصادر سياسية متابعة أن التيار الوطني الحر لن يكون بعيداً عن «التسوية» الحكومية الجديدة التي تترافق مع مناخ دولي – إقليمي مؤاتٍ لتسهيل الحل في لبنان لا سيما مع انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود والإيجابية التي أبداها المسؤولون الأميركيون خلال زيارتهم إلى لبنان مؤخراً معطوفة على تلك التي نقلها اللواء عباس إبراهيم من واشنطن.
حزب الله: سنسهّل ضمن شروط
وأوضحت مصادر كتلة الوفاء للمقاومة لـ»البناء» أن موقف الكتلة بعدم تسمية أحد كان انسجاماً مع المصلحة الوطنية وموقف الحزب التاريخي والمبدئي في استحقاق التكليف منذ مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمرّ مع الرئيس سعد الحريري، فلم يسمِ الحزب الحريري في كل الحكومات السابقة التي ترأسها وفي الوقت نفسه بحسب المصادر لا يمكن اعتبار هذا الموقف رسالة سلبيّة للحريري، بل الحزب مستعدّ لتقديم التسهيلات لتأليف الحكومة الجديدة ضمن سقف الشروط التي وضعها في السابق وهي تسمية الكتل النيابية لممثليها في الحكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين وغير ذلك سيُعقّد الأمور، وبالتالي موقفنا من التأليف متوقف على الأسس التي سيعتمدها الرئيس المكلف في عملية التشكيل والتوازنات السياسية والنيابية والطائفية والبيان الوزاري الذي يتحدّد من خلالها موقفنا من استحقاق الثقة النيابية للحكومة. أما في ما خصّ السياسة المالية والاقتصادية للحكومة بحسب المصادر فكل شيء خاضع للنقاش والتفاهم ولن نبصم على بياض على طلبات وشروط صندوق النقد الدولي بل سنتعاطى في هذه الملفات على «القطعة»، فسنعارض ما نراه يضرّ بمصلحة اللبنانيين ونؤيد أي إجراء يساهم في تخفيف الأعباء الاجتماعيّة والمعيشيّة عن كاهل المواطنين.
وإذ لفتت المصادر إلى أن توقيت ولادة الحكومة متوقفة على أداء الرئيس المكلف مع الكتل النيابية، رجحت أن يتم تذليل العقد القائمة من خلال تعاون الجميع لتسهيل تأليف الحكومة لإنقاذ لبنان من الانهيار التي تسعى جهات خارجية إلى جرنا إليه خدمة لأهداف مبيتة.
وعن مدى قدرة الحريري عن إدارة هذه المهمة، لفتت إلى أن إنقاذ لبنان يستوجب تعاون الجميع.
وجاء موقف كتلة الوفاء للمقاومة بالتنسيق مع التيار الوطني الحر انطلاقاً من التحالف بين الطرفين. فيما أشارت أوساط التيار لـ»البناء» إلى أن التيار مقتنع بأن الحزب لن يتخذ موقفاً يؤدي إلى تصدّع العلاقة بين الحليفين لذلك كنا على علم بموقف الحزب بعدم تسمية الحريري.
لقاء الحريري – باسيل
وفيما يعوّل مطلعون على الملف الحكومي على اللقاء بين الحريري ورئيس التيار النائب جبران باسيل اليوم في إطار مشاورات التأليف لترطيب العلاقة بينهما. أكد عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون لـ»البناء» أن باسيل سيشارك في استشارات مجلس النواب، وبالتالي سيلتقي بالحريري كسائر الكتل النيابية الأخرى، وسيطرح مقاربة التيار للحكومة الجديدة.
وعن كلام بري التفاؤلي على خط بيت الوسط – ميرنا الشالوحي، لفت عون إلى أن كلام باسيل أمس، لم يكن بعيداً عن مناخ الانفتاح والتوصّل إلى حلّ لتسهيل ولادة الحكومة لكن ألا تكون الحكومة وفق نظرة الحريري. فلا يمكن تأليف حكومة اختصاصيين ورئيسها سياسي بامتياز.
ورأى عون أن الحل بتشكيل حكومة تكنوسياسية مع أوسع تمثيل ممكن تكون فاعلة قادرة على مواجهة التحدّيات الكبيرة وتطبق الورقة الإصلاحيّة التي تضمّنتها المبادرة الفرنسيّة وفي حال اقتناع الحريري بذلك فنحن مستعدّون للمشاركة في الحكومة، أما إذا أصرّ على حكومة اختصاصيين من دون استشارة الكتل فسيصعّب المهمة على نفسه ولن نرى حكومة في الأفق. وبالتأكيد لن نوقع له «على بياض» فمشاركتنا في الحكومة متوقفة على أداء الحريري ورؤيته لطبيعة الحكومة ووظيفتها. فالحريري لن ينال ثقتنا النيابية وثقة حلفائنا إذا لم يأخذ بعين الاعتبار العملية التمثيلية الشاملة للكتل والطوائف.
وعن خيار بقاء التيار في المعارضة فيما يتولى رئيس الجمهورية حفظ حصته بتسمية أغلب الوزراء المسيحيين، أوضح عون بأن حصة التيار مختلفة عن حصة رئيس الجمهورية الذي لا يدخل بتفاصيل حصص الكتل، مؤكداً أن مشاركتنا ستكون واضحة بأسماء اختصاصيين أكفاء غير حزبيين يمثلون التكتل كسائر الكتل النيابية.
بري على خط الوساطة
ودخل الرئيس بري على خط الوساطة بين الحريري وباسيل، ونقل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم عن رئيس المجلس تفاؤله بالمرحلة المقبلة وإمكانية الوصول إلى حكومة بأسرع وقت، كما أكد هاشم بأن حديث بري في بعبدا كان انعكاساً للقاء بين الرؤساء الثلاثة، وما أبداه عون والحريري من حرص على التعاون لمصلحة البلد.
وعن دور لبري في هذا الصدد، شدّد هاشم على أن دور الرئيس بري حاضر دائماً في السعي والعمل لتقريب وجهات النظر وإزالة الشوائب والعقبات من أمام تسوية العلاقات بين القوى السياسية خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان والمنطقة.
وقائع الاستشارات
وكانت الكتل النيابية أدلت بموقفها وبأصواتها في الاستشارات، فيما سمت الحريري كتل المستقبل والتنمية والتحرير واللقاء الديمقراطي وميقاتي والمردة والأرمن والكتلة القومية، إضافة الى النائب جهاد الصمود وعضو اللقاء التشاوري النائب عدنان طرابلسي، وعضو كتلة القوات النائب جان طالوزيان، فيما لم تسمِ الحريري كتل الوفاء للمقاومة ولبنان القوي واللقاء التشاوري وضمانة الجبل والقوات اللبنانية وعدد من النواب المستقلين.
وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة أنها لم تسمّ أحداً لتشكيل الحكومة العتيدة. ولفت النائب محمد رعد باسم الكتلة إلى انه “مثلكم نحن، لن نتعب ولن نملّ ولن نيأس ولأننا نرى أن التفاهم الوطني هو الممر الإلزامي لحفظ لبنان، ولأن نجاح العملية السياسية في البلاد وتحقيق مصالح لبنان عموماً يتوقف على هذا التفاهم لم نسمّ أحداً لتشكيل الحكومة».
أعرب رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب أسعد حردان عن قلقه على مصير البلد، وشدّد على أن تحقيق الأمن الاجتماعي أولوية قصوى.
وبعد لقاء الكتلة القومية الاجتماعية برئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إطار الاستشارات النيابية، قال حردان: نحن قلقون جداً على مصير البلد على المستويات كافة، فإلى المشكلات السياسية والطائفية والمذهبية، هناك الأمن الاجتماعي والأمن الغذائي وهما في خطر، والمواطن يئن من انهيار الوضع الاقتصادي، ونسمع صرخة يوميّة، وأنتم كإعلاميين متصلون بالمجتمع تعرفون المعاناة من جراء تفاقم الوضع الاقتصادي.
اضاف: ما من أحد يقدّم الحلول بل يوصف الوجع، نحن لا نريد توصيفاً للوجع بل نريد حلولاً، والحلول يفترض أن توفرها الحكومات، ولذلك مطلبنا تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن، حتى تلبّي مطالب الناس وتضع الملف الاجتماعي على رأس سلم الأولويات.
وتابع: يتحدثون عن الإصلاحات، نعم أن الإصلاحات أولوية، ولكن الأهم أن تعيش الناس لتستفيد من الإصلاحات. الإصلاحات ضرورية، ولكن الأمن الاجتماعي ضروري أيضاً وهو أولوية.
وختم: في التداول مع فخامة الرئيس وسؤالنا له عن المرشح لرئاسة الحكومة، قال لدينا مرشح واحد هو دولة الرئيس سعد الحريري، فقلنا فليتفضل ويتحمّل مسؤولياته وسمّيناه.
وأعلن تكتل لبنان القوي انه لم يسمّ أحداً لتشكيل الحكومة. ولفت باسيل باسم التكتل إلى أن «هناك مرشحاً واحداً طرح نفسه مع العلم أنه غير اختصاصي وسياسي بامتياز قرّرنا أن لا نسمّيه”. مؤكداً ان “موقف في التيار هو سياسي بالكامل نابع دائماً من اعتماد معايير واحدة بتأليف أي حكومة، ونحن لم نتكلم يوماً عن الميثاقية بالتكليف، انما هذا الأمر لا يعني ان هذا التكليف مشوب بضعف أو بنقص تمثيلي”.
وبُعيد تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة ولدى مغادرته القصر الجمهوري، ادلى الحريري بتصريح مقتضب، جدّد فيه تأكيد أن الحكومة ستكون من اختصاصيين غير حزبيين. وقال: «أتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات الى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت، وأنني سأنكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة».
ولاحقاً أعلن المكتب الاعلامي للحريري في بيان بأن الحريري «أجرى اتصالات هاتفية برؤساء الحكومة السابقين سليم الحص، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام وحسان دياب. وتوافق معهم على الاكتفاء بالتشاور الهاتفي استثنائياً لدواع أمنيّة، وتمنوا له التوفيق في مهامه لتشكيل حكومة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت».
أما في المواقف الدولية، فقد علّق دبلوماسي أميركي كبير على تكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، وشدد في حديثٍ لوكالة عالمية على أنه «يجب أن تلتزم حكومة لبنان الجديدة بالإصلاح وإنهاء الفساد».
بدوره، لفت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الى أننا «لا زلنا نقف مع الشعب اللبناني ومصرّين على ضرورة الإصلاح والشفافية وأن تكون هناك محاسبة للجرائم التي تم ارتكابها». وتابع: الولايات المتحدة قالت إن هناك مبادئ مهمة مثل الإصلاح والشفافية ومكافحة الفساد وأياً كانت الحكومة التي ستتولى الأمر في لبنان فإذا أرادت أن تُخرج البلاد من الأزمة ينبغي الوفاء لكل هذه المتطلبات من أجل الحصول على المساعدات الدولية وإعادة لبنان إلى المسار الصحيح». وأكد شينكر أن «الولايات المتحدة ستستمر في فرض العقوبات ضد حزب الله وحلفائه كما ضد من ينخرط في الفساد وإساءة استخدام السلطة».
وفيما لفتت مصادر في تيار المستقبل إلى أن تكليف الحريري يشكل فرصة جديدة للبلد تشبه ما كان عشية تسلم والده رفيق الحريري رئاسة الحكومة عام 1992 انعكس تكليف الحريري على سوق الصرف حيث شهد سعر صرف الدولار في السوق السوداء انخفاضاً تدريجياً متتالياً، إذ سجّل تدنياً مساء أمس وتراوح بين 6950 للشراء و7050 للمبيع.
وفيما سجلت بعض الاحتفالات في الطريق الجديدة وإطلاق للنار في طرابلس احتفاءً بإعادة تكليف الحريري أدت الى سقوط عشرات الجرحى، شهد جسر جل الديب احتجاجاً على تكليف الحريري.