– في توجّه الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني للرئيس التركي رجب أردوغان حول معارك ناغورني قره باغ دعوة لتعميم مساعي الثلاثي الروسي الإيراني التركي الذي بدأ في سورية من خلال مسار أستانة بعد تموضع تركيا على خط السياسة، بعدما كانت القاعدة الرئيسية للحرب.
– الآثار المترتبة على معارك القوقاز وما تثيره من ملفات تتصل مباشرة بالأمن الروسي والأمن الإيراني تجعلها بمستوى لا يقلّ عن أهمية مكانة الحرب على سورية، بالنسبة لكل من موسكو وطهران. والموقف التركي المنخرط في الحرب في القوقاز على روسيا وإيران لا يقلّ خطورة عن الموقف التركي الرئيسي في الحرب على سورية.
– ما شهدته الحرب خلال شهر تكفل بإظهار محدودية قدرة أذربيجان رغم الدعم التركي والإسرائيلي والأميركي على تحقيق تغيير في الموازين ما فتح الباب لتحوّل الحرب إلى استنزاف لكل الأطراف وتعريض المنطقة لتوترات واحتقانات واحتباسات، خصوصاً لجهة ما تتعرّض له الحدود الإيرانية من تهديد وسقوط متمادٍ للقذائف على القرى الإيرانية من جهة وتموضع مسلحين تابعين للتنظيمات الإرهابية التي عاثت خراباً في سورية بما يمثلونه من تهديد للأمن الروسي والإيراني من جهة أخرى، ما يجعل الكلام الإيراني أبعد من مجرد تسجيل موقف.
– على مسار آخر تبدو فرنسا في موقع مناظر للموقف التركي على مستوى البحر المتوسط، وفي موقفها مع أرمينيا واليونان، وفرنسا تنفتح على حوار مع إيران وروسيا في ملفات المنطقة من الاتفاق النووي الإيراني، إلى لبنان وصولاً إلى ناغورني قره باغ ويمكن لمسار مشابه لمسار أستانة أن يستقطب حواراً مع فرنسا حول الخلاف التركي الفرنسي، خصوصاً أن فرنسا التي تبدي اهتماماً بغاز المتوسط لم تقرر بعد تشجيع أي من الحلفين، الذي تديره موسكو ويضم تركيا أو الذي تديره واشنطن ويضم “إسرائيل” واليونان، رغم قربها من المحور الثاني أكثر، لكن اهتمامها بلبنان قد يجعلها حذرة تجاهه أكثر.
– الجغرافيا السياسية في أوراسيا التي تتوسطها روسيا وتقف فرنسا على طرف منها وتقف الصين على طرف مقابل، وتشكل إيران بيضة القبان فيها، هي الجغرافيا التي ترسم مسارات السياسة الدولية وتبدو تركيا فيها رغم الرهانات على الانتخابات الرئاسية الأميركية أمام منعطف لا يستقيم مع عنتريات أردوغان.