تجمُّع جماهيري في حلب استنكاراً للتدخل التركيّ في إقليم قره باغ
مقتل 75 إرهابيّاً من التنظيمات المصدرة لهم نحو ليبيا وأذربيجان.. وعلما «داعش» و«النصرة» يرتفعان قي رأس العين تنديداً بماكرون!
تجمّع المئات من أبناء محافظة حلب في ساحة العزيزية في المدينة استنكاراً للتدخل التركي بالنزاع الدائر في إقليم قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان والدعوة إلى وقف القتال هناك.
وأكدت المهندسة فيرا توماس أمينة سر نادي الشبيبة السورية الثقافي أن الهدف من التجمّع التنديد بالتدخل التركي الذي يخلق المشكلات ويحرّض على سفك الدماء وضرورة التوقف عن تصدير نظام أردوغان الإرهابيين والأسلحة وإذكاء نار الفتن في أكثر من مكان في العالم.
المطران بطرس مراياتي رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك في حلب وتوابعها أوضح أن الوقفة تهدف للتضامن مع الشعب الأرميني والدعوة إلى الحوار والتفاهم وأن يعم السلام أرجاء العالم؛ بينما أشار القسيس عبدالله حمصي راعي كنيسة الاتحاد الإنجيلية في حلب إلى أن التجمع يضم كل الأطياف السورية التي تقف ضد أطماع نظام أردوغان العثمانية وجرائمه بحق الإنسانية.
وعبر عدد من المشاركين في الوقفة عن استنكارهم التدخل التركي في القتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان ومحاولات تأجيج النزاع خدمة للمخطط العثماني حيث قال جورج صدوريان: «نحن اليوم نبرهن على تلاحم النسيج الوطني السوري في محاربة الإرهاب التركيّ والدفاع عن التاريخ وحقوق الإنسان».
الأب انطوان طحان من كنيسة الأرمن الكاثوليك أكد ضرورة الحفاظ على وحدة الوطن والوقوف ضد أي احتلال أو تدخل خارجيّ في سورية وأرمينيا.
ميدانياً، شن الطيران الحربي السوري، صباح أمس، ضربات جوية مكثفة استهدفت معسكراً لتدريب مسلحي تنظيم «فيلق الشام» في منطقة الدويلة في ريف إدلب الشمالي الغربي، ما أسفر عن مقتل العشرات من إرهابيي التنظيم.
ونقل مراسلون عن مصدر ميداني، قوله إن «طائرات الاستطلاع رصدت معسكر تدريب تابعاً للمجموعات المسلحة يحوي على معدات عسكرية وعربات دفع رباعي وأسلحة متنوعة، حيث كانت تعمل المجموعات المسلحة على نقلها باتجاه جبل الزاوية وجسر الشغور».
ويُعَدّ تنظيم «فيلق الشام» أحد أبرز التنظيمات المسلحة المتهمة بتصدير مرتزقة إلى جبهات ليبيا وأذربيجان للقتال ضمن صفوف تنظيم (الإخوان المسلمين) الإرهابي.
وأضاف المصدر أن الطيران الحربي تعامل مع أهداف معادية تم تحديدها بدقة عبر سلسلة من الغارات الجويّة المركزة، والتي أسفرت عن تدمير 8 مقار بينها مستودع ذخيرة وأسلحة ودبابات عدة وعربات مصفحة، وبحسب المعلومات الأولية سُجل حتى اللحظة مقتل ما يقارب 75 مسلحاً وإصابة أكثر من مئة آخرين جراء الغارات.
وأوضح المصدر الميداني أن لا صحة لما يتم الترويج له عبر تنسيقيات المسلحين بأن الطيران الحربي استهدفت مخيمات للمدنيين، مؤكداً أن المواقع التي تم استهدافها تقع على سفح جبلي في منطقة الدويلة كانت حولته المجموعات المسلحة إلى معسكر تدريب ومستودع يحوي على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر.
وبلغت الحصيلة الأولية لعدد القتلى أكثر من 100 قتيل ونحو 200 جريح، معظمهم في حالة حرجة، إضافة إلى تدمير كامل العتاد.
يشار إلى أنه عقب قمة روسية تركية مشتركة لبحث التطورات الأخيرة في ريف إدلب، خلُص اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان في آذار/ مارس الماضي إلى مذكرة تفاهم حول إدلب، ضمنت وقف إطلاق النار وإنشاء ممر آمن بطول 12 كيلومتراً على طول الطريق السريع M4.
إلى ذلك، رفع متظاهرون محسوبون على فصائل المعارضة السورية المسلحة في مدينة رأس العين شرقي الفرات، علمي تنظيمي «داعش» و»النصرة» أثناء مسيرة مندّدة بتصريحات ماكرون الأخيرة حول الإسلام والرسول.
ونشر ناشطون فيديو قالوا إنه من مدينة رأس العين لمتظاهرين يجوبون شوارع المدينة حاملين لافتات وصور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويرددون هتافات تندد بالإساءة للرسول محمد.
يشار إلى أن مدينة رأس العين تقع في منطقة شرقي الفرات، حيث أطلق الجيش التركي في 9 أكتوبر 2019 بمشاركة ما يسمّى بـ»الجيش الوطني السوري» عملية «نبع السلام»، وأعلن حينها أن هدفها تطهير المنطقة من «إرهابيي العمال الكردستاني» و»داعش»، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وفي 17 من الشهر المذكور، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي في 22 منه.
ويقود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة شرسة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر تصريحات تعهد فيها الأخير بتشديد حملته على ما وصفه بـ»الإسلام الراديكالي»، بعد مقتل أستاذ التاريخ الفرنسي صموئيل باتي على يد متشدد.
والأسبوع الماضي، قطع رأس باتي، وهو رب عائلة عمره 47 عاماً، قرب مدرسته حيث يدرس التاريخ والجغرافيا في حي هادئ في منطقة كونفلان سانت – أونورين، في الضاحية الغربية لباريس، علماً أن منفذ العملية قتل برصاص عناصر الشرطة على بعد 200 متر من جثة ضحيته.