تدنيس العقول!
} رنا محمد صادق
في فلك يسبح كلٌّ على هواه بين الحياة والموت، على نسق الخير والشرور تلقي تلك الأفعال البشرية بظلالها على ما هو خام، تجرّده، وتحوّله إلى رماد بلا معنى ولا لون. وهذا الفعل البشري قائم بالدرجة الأولى على عقله. الذي باعتقاد الناس والمثقفين هو أداة تتطوّر وتتجدّد مع بروز مفاهيم ومعتقدات جديدة على المجتمع.
هذا المقال ليس فلسفياً أو فزلكياً، بل هو لا يعدو أن يكون سوى رأي حرّ لما يجري من أحداث وتغييرات في عملية تدنيس العقل. وأبرز هذه التغييرات يرجعها البعض إلى التطور الفكري والثقافي. فهل الثقافة هي التي تفكك المفاهيم وتجزئها أم أنه العقل الذي يقود هذه الثقافة المتجددة نحو الهلاك!؟
مفاهيم كثيرة كانت بعيدة التحقيق ولم يكن بمقدور العقل أن يفهمها لكنها آلت إلى نقطة انطلاق وتنفيذ حينما تقبّلها الإنسان.
هذا الشر الموجود في تنفيذ الأفكار المتجددة كتلك التي تدعو إلى نبذ كل أشكال العنصرية والتفرقة، أو تلك التي تقوم على عدم التمييز وتقبّل الآخر، أو الانفتاح القائم على ازدواجية الجنسين، تقبّل مظاهر الإساءة العامدة إلى تهميش طبقة من دون أخرى، أم أن هذه الثقافة المنفتحة تكمن في تقبّل تدنيس العقول بمعتقدات أقل ما يمكن القول عنها لا إنسانية.
وفي جولة صغيرة، حتى يكتمل المعنى، على وسائل التواصل الاجتماعي التي تصدح بالإساءة والتنمّر بعضاً على بعض، أو نشر الأخبار والفضائح بهدف الشهرة والبروز.
وفي جولة أخرى، يتراءى لك أن الجيل المقبل يعمد على تركيب شخصية واحدة غير مستقرة أو مستقلة، تختلف بالشكل وتتطابق في التصرف والتكوين، ما يرسّخ صورة استثنائية أشبه بالدمى، تنبذ معها كل اختلاف او تشويه.
ويكمن هنا السؤال في هل العقل البشري تطوّر فعلاً أم أحداث الأفعال جعلته يصدق أنه فانٍ غير قابل للتلف؟ أو بات أداةً تحكّمت بها الرغبات والشهوات لضمان بقائه؟!