الجعفريّ: تركيا تواصل ممارسة التهجير والتتريك والسرقة في المناطق التي تحتلها
المندوب الروسيّ يسأل زملاءه الغربيين: مَن تحاولون حمايته بسورية؟.. والاحتلال الأميركيّ يسرق النفط السوريّ من جديد
قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في كلمة له في مجلس الأمن، إن محاولة بعض الدول وضع جداول زمنية غير مقبولة، ولن تخدم عمل اللجنة الدستورية، مشدداً على وجوب أن تجري مداولات اللجنة بقيادة وإدارة سورية.
كما أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أهمية نجاح عمل اللجنة الدستورية، «الأمر الذي يستلزم احترام قواعد إجراءاتها التي جرى التوافق عليها، بما في ذلك عدم السماح بأي تدخل خارجي أو ضغوط تعرقل عملها»، وفق قوله.
ودعا إلى دعم المؤتمر الذي سيعقد في دمشق في العاشر من الشهر المقبل لعودة المهجّرين، مشيراً إلى أن بعض الدول تسعى إلى عرقلة عودة اللاجئين من خلال وضعها فيتو على إعادة الإعمار، وفرضها شروطاً مسيّسة على العمل الإنساني في سورية.
وقال: «أعلمكم بقرار الحكومة السورية عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين في دمشق، يومي الحادي عشر والثاني عشر من الشهر المقبل، وستكون المشاركة في هذا المؤتمر متاحة، سواء بالحضور شخصياً أو افتراضياً، لممثلي الدول الأعضاء والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وذلك بهدف متابعة الدعوة التي أطلقتها سورية في العام 2017 لعودة اللاجئين والمهجرين السوريين، ومطالبتنا آنذاك المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدعم عملية العودة وخلق البيئة المناسبة للعائدين».
واتهم الجعفري تركيا باستغلال قضيّة اللاجئين بهدف ابتزاز أوروبا، مشدداً على أن التعدي التركي على الأراضي السورية لن يغير من الواقع القانوني للأراضي التي تحتلها أنقرة.
وقال: «طالبنا هذا المجلس مراراً وتكراراً بمساءلة نظام إردوغان عن انتهاكاته للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والتزاماته التعاهدية، وعن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها ضد بلادي»، مضيفاً: «النظام التركي تنصّل من التزاماته وتعهداته بموجب مخرجات اجتماعات أستانا وتفاهمات سوتشي بشأن منطقة إدلب، وقام ببناء ما يسمى بالجدار الفاصل على أجزاء من أراضينا والتلاعب بمواقع أحجار التثبيت المؤقتة لحدودنا المشتركة، ونحن نؤكد أن جرائم الاحتلال التركي لن تؤدي بأي شكل من الأشكال إلى المساس بالحقوق القانونيّة والسيادية لسورية».
من جهته، بالإشارة إلى رواية «قلب الكلب»، نصح مندوب روسيا بالأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا نظيره الألماني كريستوف هيوسغن بعدم قراءة صحيفة «نيويورك تايمز» قبيل اجتماعات مجلس الأمن حول سورية.
بدأ الأمر باتهام روسيا بقصف إدلب من قبل بعض الدول الغربية في اجتماع لمجلس الأمن، حيث قال المندوب الألماني إن صحيفة «نيويورك تايمز» كتبت عن ضحايا في صفوف المدنيين جراء هذا الهجوم.
وصرّح هيوسغن بأنه «إذا تبين أن هذا الأمر صحيح، فهو غير مقبول. وهو انتهاك آخر للقانون الإنساني الدولي».
بدوره، رد نيبينزيا على نظيره الألماني مقتبساً أسطراً عدة من قصة الروائي ميخائيل بولغاكوف «قلب الكلب».
وقال المندوب الروسي الدائم في مجلس الأمن: «حدث ذلك مباشرة بعد الثورة، حين كان البلاشفة في السلطة. يتناول البروفيسور بريوبراجينسكي الغداء مع مساعده على الطاولة، وهو ينتمي إلى قسم من مجتمع النظام القديم. ويقول لمساعده: فليحفظك الرب، لا تقرأ الصحف السوفياتية قبل الغداء، فهي تفسد الشهية. لذا فليحفظك الله يا كريستوف، لا تقرأ نيويورك تايمز قبل اجتماع مجلس الأمن حول سورية».
ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو علقت مراراً على مقالات صحيفة «نيويورك تايمز» التي نشرت معلومات مزيفة «حول موضوع روسيا».
وصرّح نيبينزيا قائلاً: «نحن لسنا مندهشين لأنكم استخدمتم اليوم هذا المصدر للمعلومات.. وبالنظر إلى أنه لا تجري في البلاد أية عمليات عسكرية عدا مكافحة الإرهاب، يبرز لدينا المزيد والمزيد من الأسئلة لأولئك الزملاء الغربيين الذين ينادون بوقف إطلاق النار في سائر سورية، لدينا سؤال، مَن تحاولون حمايته؟».
وأشار المندوب الروسي إلى أن النشاط الإرهابي في تصاعد أيضاً في أجزاء أخرى من سورية، بما في ذلك الشمال الشرقي.
وخلص نيبينزيا إلى أن «الإفراج الأخير عن 600 عنصر من عناصر داعش من قبل الإدارة الكردية أمر مقلق. والعواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة جلية. إننا نتلقى بالفعل معلومات عن زيادة عدد العمليات الإرهابية التي ينفذها متطرفون يتسللون إلى مناطق سيطرة دمشق ويقاتلون الجيش السوري».
ميدانياً، استشهد 3 مدنيين وأصيب 4 آخرون بجروح نتيجة انفجار لغم من مخلفات الإرهابيين في مزارع ناحية خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وذكر مراسل سانا في حماة أن «لغماً زرعه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة في الأراضي الزراعية بمحيط مدينة خان شيخون أثناء قيام إحدى الورشات بأعمال زراعية تسبب باستشهاد 3 عمال وإصابة 4 آخرين بجروح أحدهم إصابته بليغة».
وأصيب مدني أول أمس، بجروح جراء انفجار لغم من مخلفات التنظيمات الإرهابية في بلدة طيبة الامام في ريف حماة الشمالي.
وعمدت التنظيمات الإرهابية قبل اندحارها إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة في أماكن انتشارها واخفائها في القرى والبلدات وفى الأراضي الزراعية لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالأهالي الذين يعودون إلى مناطقهم بعد تحريرها من الإرهاب.
إلى ذلك، أخرجت قوات الاحتلال الأميركي رتلاً جديداً محملاً بالنفط السوري المسروق من الأراضي السورية إلى شمال العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي.
وذكرت مصادر أهلية من منطقة السويدية من ريف الحسكة لمراسلة سانا أن رتلاً مؤلفاً من 37 صهريجاً محملاً بالنفط السوري المسروق خرج مساء الثلاثاء عبر معبر الوليد الحدودي غير الشرعي متجهاً إلى الأراضي العراقية.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من سيارات الحراسة لميليشيا «قسد» العميلة ومدرعات تابعة للاحتلال الأميركي رافقت الرتل أثناء سيره وصولاً إلى معبر الوليد.
وتسيطر قوات الاحتلال الأميركي بالتواطؤ مع ميليشيا «قسد» على غالبية حقول النفط في منطقة الجزيرة السورية بهدف سرقتها وأدخلت على مدى الأشهر الماضية آلاف الشاحنات المحملة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى محيط آبار النفط.