مواقف مندّدة بالإساءة إلى النبي محمّد وبجريمة نيس: للتنبّه من الموساد والمخابرات الغربية وعدم استبعاد تورّطهم
ندّدت قوى وأحزاب شخصيات سياسية، بالإساءة للنبي محمّد وبالهجوم الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرج آخرين.
وفي هذا السياق، وجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، برقية تعزية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدان فيها الإعتداء الارهابي في نيس، مؤكداً «وقوف لبنان إلى جانب فرنسا بمواجهة هذه المحنة المستجدة».
بدوره، غرّد الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري عبر «تويتر»، قائلاً «أشدّ الإدانة والاستنكار للهجوم الإجرامي الشنيع على كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية»، مضيفاً «الإرهاب لا دين له، وجميع المسلمين مدعوون لنبذ هذا العمل المجرم الذي لا يمتّ للإسلام ولا لنبي المحبة في ذكرى مولده الكريم، بأي صلة دينية واخلاقية وإنسانية».
وقال وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عماد حب الله، عبر «تويتر»: «… ونحن مع حرية التعبير الحقيقية، ولا نرضاها أن تكون مطيّة تتسلّل عبرها الأحقاد الدفينة والرغبات بالإهانة والتحقير لمعتقداتكم ورسلكم ورموزكم، أو لمتعقداتنا ورسلنا ورموزنا، أو لأي مجموعة أخرى. طبّقوا معايير الحريات نفسها على الجميع ولنحم كل مجتمعاتنا. مع التأكيد: لا تبرير للأعمال الهمجية».
كما غرّد رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل عبر «تويتر»، قائلاً «احترام الأديان واجب، وعدم المسّ برموزها من المقدّسات. حرية الاختلاف في الرأي تصونها شرائع الأرض والسماء التي تحرّم قتل النفس». وتابع «لا تشوّهوا الأديان فهي لا تحلّل القتل بل تدعو إلى الرحمة والتآخي بين كل البشر. كل التضامن مع فرنسا».
ورأى رئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي، أن «الجريمة البغيضة التي تعرّض لها الآمنون في مدينة نيس الفرنسية، مستنكرة ومستهجنة ومدانة بكل المقاييس الإنسانية والدينية، فليس في الإسلام ما يبيح قتل الأبرياء والآمنين». أضاف «كم نحن بحاجة اليوم إلى مزيد من العمل لنشر وتعزيز خطاب المحبة والتعايش مقابل خطاب الكراهية الذي لا تحمد عقباه».
وكتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط عبر «تويتر»، شاجباً «جريمة نيس ضد الشعب الفرنسي»، لكنه دعا «إلى التمييز بين الإرهابيين والإسلام حتى لا يقعوا في فخ المتطرفين من كل الجهات الذين لا يهدفون إلاّ إلى إيقاظ بركان الانتماءات الضيقة التي لا تؤدي إلاّ إلى الحرب».
واتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، بوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مستنكراً «العمل الإرهابي الذي استهدف أبرياء بالقرب من كنيسة في مدينة نيس». وشدّد على أن «الإرهاب يهدف لاستغلال الدين لأهداف لا تخدم المجتمعات الإسلامية المندمجة مع نظيراتها المسيحية بتآخ وسلام منذ قرون، وعلى استنكار الإرهاب بكل أشكاله لأنه لا يمتّ بصلة إلى تعاليم الدين الإسلامي، وعلى أهمية تعزيز العلاقات المسيحية – الإسلامية لتوحيد النظرة في مواجهة موجات الإرهاب في فرنسا».
وعلّق الوزير والنائب السابق محمد الصفدي على الهجمات الإرهابية التي حصلت في فرنسا خلال هذا الأسبوع قائلًا: »كما أنّ الممارسات الإرهابية التي ترتكب زوراً باسم الإسلام هي مستنكرة، كذلك لا يجوز تحميل الجاليات الإسلامية نتائج ارتكابات فردية، والنتيجة أنّ العالم يمرّ بامتحان جديد يتمحور حول صناعة السلام بين الشعوب، أملنا أن تنتصر فيه الإرادات الخيرة.»
ودان رئيس «الرابطة المارونية» النائب السابق نعمة الله أبي نصر جريمة نيس، ووصفها بـ»الجريمة الإرهابية التي تطاول المسيحيين في هذه الدولة التي فتحت أبوابها، وعاملت غير المسيحيين على أرضها، خصوصا المسلمين، معاملة الفرنسيين أنفسهم، ووفّرت لهم أسباب العيش الكريم والحرية».
وقال في تصريح «إننا إذ نجلّ الأديان السماوية وأنبياءها كافة، داعين إلى احترام مشاعر اتباعها، فإننا نعتبر ما حصل في الأيام الماضية وأدّى إلى سقوط قتلى من المسيحيبن، يدلّ إلى وجود مخطط إرهابي خبيث وخطر هدفه الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين، يتولاه إرهابيون يسيئون إلى الدين الحنيف، ويعملون باتجاه صراع الأديان والحضارات. وأنه يتعيّن على المرجعيات الدينية الإسلامية، وفي مقدمها الأزهر، الإسهام في التصدي لهذه الظاهرة، وإعطاء الدليل على سماحة الإسلام وقدرته على العيش مع الآخر المختلف».
من جهته، دان لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، في بيان «الإساءة التي طالت «رسول الإنسانية ونبي الإسلام، من خلال الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية».
ورأى اللقاء أن «هذه الإساءة هي دليل سقوط أخلاقي وإنساني ولا تمتّ إلى حرية التعبير بصلة، لأنها تستهدف القيم الأخلاقية والإنسانية العظيمة التي تميّز بها النبي الكريم، والتي شهد بها العديد من أهل العلم والأدب على مدى عقود من الزمن».
وأكد اللقاء «ضرورة احترام جميع المقدسات وعدم التساهل مع كل من يحاول الإساءة لرموز جميع الديانات على السواء». وفي هذا السياق استنكر اللقاء «الموقف الرسمي الفرنسي، الذي حاول تبرير الإساءة بذريعة حرية الرأي والتعبير، لأن الحرية تقف عند حدود احترام القيم الأخلاقية والإنسانية واحترام مشاعر أتباع الديانات والأنبياء وجميع المقدسات والمعتقدات».
كما استنكر «الجريمة الإرهابية التي استهدفت مدنيين أبرياء في فرنسا»، مؤكداً أن «منفذيها بعيدون كل البعد عن القيم الإسلامية، لأن الإسلام دين الرحمة والمحبة»، مكرراً رفضه المطلق «لأي عمل إرهابي يستهدف المدنيين الأبرياء»، لافتاً إلى أن «الجريمة التي حصلت يتحمل مسؤوليتها منفذوها أولاً، وكل الدول التي دعمت الإرهاب في منطقتنا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية، ومنها فرنسا التي سمحت وساهمت في إرسال الإرهابيين إلى سورية وليبيا وكل دول منطقتنا».
واستغرب اللقاء «التزامن المريب بين ما يحصل من تطبيع مع الكيان الصهيوني والإساءة المتعمدة للنبي محمد، والجرائم التي تُرتكب في فرنسا، وتصويرها على أنها رد فعل على الإساءة، في محاولة لتحريض الرأي العام على العرب والمسلمين»، مشيراً إلى «ضرورة التنبّه من أصابع الموساد والمخابرات الغربية، وعدم استبعاد تورطهم في ما حصل».
وتوجه اللقاء «إلى الشعب الفرنسي بالعزاء والمواساة»، وطالب بـ»ضرورة محاسبة المسؤولين الذين يعملون على التحريض على الكراهية بين الأديان».
بدوره، دان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان «كل أنواع الإرهاب، ومنه الإرهاب الفكري والسياسي والعسكري والمالي، وذاك المقنّع بالدين، سواء كان إرهاب دولة أو إرهاباً فكرياً». وفي هذا المجال، دان بشدّة «العمل الإرهابي في مدينة نيس، ونتبرأ منه ونقف مع الشعب الفرنسي وكل شعب يتعرض للمظلومية والاضطهاد»، مؤكداً «أن رسول الله، نبيّ الرحمة والسلام والإنسان، والعقل والوعي والإلفة والمحبة والحقوق، ولسنا مسؤولين أبداً عن طاعون العقول المتحجّرة والأفكار المسمومة بالانحراف الدموي والهوس الانتقامي».
ورأى «تجمّع العلماء المسلمين»، في بيان أن محور الشرّ الصهيوأميركي يسعى إلى نشر الفتن في أرجاء العالم الإسلامي، بل تعداه إلى العالم ككل، لافتاً إلى أن «هذه الفتن تأخذ أشكالاً مختلفة، فمن جهة هي فتنة طائفية ومن جهة أخرى مذهبية ومن جهة ثالثة قومية وعرقية»، واعتبر أن أبشع ما في هذه النكسات هو قيام الرئيس ماكرون بالإساءة إلى النبي محمد «عبر تشجيعه على رسم الكاريكاتورات المسيئة لهذه الشخصية».
وأوضح التجمّع أن «هذا لا يعني إقرارنا للأسلوب الذي اعتمده أحد المتطرفين بقطع رأس من قام بعرض الصور المسيئة للرسول»، معتبراً في الوقت نفسه أن ما قام به ماكرون «هو رد فعل يشابه ما قام به هذا المتطرف، وهو تصرّف لا عقلاني لأنه سيؤدي حتماً إلى تصاعد العصبية، ما يجعلنا نشكّ بأن هذا الردّ هو استكمال للمخطط الذي ابتدأ بنشر هذه الصور وصولاً إلى فتنة كبيرة تعم كامل أوروبا بل العالم ولا تقتصر على فرنسا».
وأيّد رئيس اتحاد الأدباء والمثقفين المغتربين اللبنانيين وعميد الجالية اللبنانية في الكونغو برازافيل طلعت العبدالله في تصريح ، بيان الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في شأن مواقف الرئيس ماكرون «التي أساء فيها إلى الإسلام»، مؤكداً «أن الإسلام، كما المسيحية وغيرها من الأديان رسالات سماوية تدعو إلى المحبة والتسامح والسلام ورفض القتل والاعتداء والإرهاب تحت أي عنوان كان وفي أي زمان ومكان وإلى أي جهة أو دين أو طائفة إنتمى المنفذون والمجرمون».
وشدّد على «أن الإرهاب حديثاً وقديماً، وحاضراً وماضياً لادين له ولا طائفة ولا هوية وهو مدان ومرفوض جملةً وتفصيلاً».
ووصف العبدالله خطاب ماكرون بـ»العنصري والمتغطرس والمسيء للإسلام من دون وجه حق»، مؤكداً «إدانته وشجبه ورفضه، لأنه إتهم الإسلام بما ليس هو فيه ولأنه يأتي في مرحلة يتكاتف فيه العالم الحرّ لاجتثاث الإرهاب من أي نوع كان و في أي منطقة». وقال «إن الإسلام ليس كما قال وإدعى الرئيس الفرنسي إنه يعاني من أزمات، لأنه دين الحق والعدل والمساواة والإنسانية ورحمة للبشرية والأزمات هي في الدول التي استعمرت وقتلت ونهبت خيرات الشعوب الفقيرة وقمعت وخنقت الحريات وحكمت بعنصرية وتفرقة لعقود من الزمن وهي في أزمة فعلية لأنها طُردت من الدول التي استعمرتها وتحنّ للعودة إليها من دون طائل».
واستغرب «صمت البعض على إهانات ماكرون وإساءاته للاسلام دين الله»، داعياً إلى «حملة إدانة واستنكار لمواقفه المثيرة للدهشة والاستغراب حتى لا يستسهل الأمر ويكرّر مواقفه المسيئة والمرفوضة»، مؤيداً مطالبة الأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب باعتذار من ماكرون وحكومته رسمياً عن ما تضمنه خطابه.