الوطن

الاحتلال الأميركيّ يوعز لميليشيا «قسد» بتهجير عوائل من منازلها في الحسكة

مقتل عدد من مرتزقة الاحتلال التركيّ جراء الاقتتال في ما بينهم في رأس العين.. والاغتيالات مستمرة في ريف دير الزور

 

في عملية متجدّدة لتهجير السكان من محيط القواعد الأميركية، اقتحمت مجموعة كبيرة من مسلحي ميليشيا «قسد» العميلة للاحتلال الأميركي منازل مواطنين سوريين وقامت بتهجيرهم منها، في حي يقع تحت سيطرة جيش الاحتلال، ويطل على قاعدته اللاشرعية. التي أنشأها في منطقة (تجمّع المؤسسات الحكومية السورية) في مدينة الحسكة.

وعلى التوازي، قام مسلحو «قسد» بإنذار مئات العوائل بإخلاء منازلهم في مساكن (جمعية ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش العربي السوري)، في حي العمران في مدينة الحسكة.

وأفاد مراسلون في محافظة الحسكة أن مجموعة كبيرة من مسلحي تنظيم «قوات الاسايش»، وهو الذراع الأمني لتنظيم «قسد»، اقتحموا السبت، مجمعاً سكنياً يقطنه عدد كبير من عائلات المدنيين والاستيلاء عليه ومنحه لعناصرهم بذريعة أن المبنى مساكن عامة يتبع للحكومة السورية.

ويقع المجمع السكني المذكور قرب تجمع المؤسسات الحكومية الذي استولى عليه الجيش الأميركي واتخذه مقراً له، ويمكن لسكانه معاينة عمليات نقل الأسلحة والمعدات العسكرية وغير ذلك من العمليات التي تجريها القوات الأميركية في المنطقة.

وتابع المراسل بأن المسلحين الموالين للجيش الأميركي هددوا سكان المجمع أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، وطالبوهم بإخلاء المنازل وتسليمها لهم، تمهيداً للاستيلاء عليها وإسكان عوائلهم فيها.

وقال مصدر حكومي سوري، إن الأبنية السكنية المستهدفة، تقع في حي النشوة الشريعة في مدينة الحسكة، وهي من أملاك شركتي المشاريع المائية والطرق والجسور الحكومتين في محافظة الحسكة.

وأوضح المصدر بأن مسلحي تنظيم «الأسايش»، اقتحموا الأبنية السكنية بقوة السلاح، وأجبروا الموظفين على إخلاء المنازل فوراً تحت التهديد باستخدام القوة المسلحة ضدهم وضد عوائلهم، مؤكدين لهم بأن هذه تعليمات مباشرة من جيش الاحتلال الأميركي.

وتابع المصدر بأن عدد العوائل التي تسكن في البناء يبلغ 20 عائلة، وهم يسكنون في المنازل منذ عشرات السنين، وهم موظفون حكوميون، معتبراً أن هذا العمل غير إنساني وغير أخلاقي، خصوصاً بأنهم من ذوي الدخل المحدود وفي ظل ارتفاع إيجارات المنازل وقلتها، ما يجعلهم مهدّدين بالتشرد.

وفي السياق نفسه قامت ميليشيا «الأسايش» السبت باقتحام مساكن جمعية ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش العربي السوري في حي العمران في مدينة الحسكة، والبالغ عدد شققها (100 شقة سكنية) وقامت بإنذارهم بإخلاء منازلهم خلال 48 ساعة، وإلا سيتم اقتحامها هي الأخرى بقوة السلاح والاستيلاء عليها.

وبين أحد الضباط المتقاعدين من الجيش السوري والقاطنين في المساكن في الحسكة أن منازلهم تعود ملكيتها لهم، وذلك لأنها وفق نظام الاستكتاب السنوي، ولديهم أوراقهم التي تثبت ملكيتهم الخاصة لها، موضحاً أن عدد الشقق يصل إلى 100 شقة ضمن عدد من المحاضر.

وبيّنت مصادر أهليّة مقربة من الميليشيات في مدينة الحسكة أن قوات الاحتلال الأميركي أمرت ميليشيات «قسد» بالاستيلاء على جميع المنازل الخاصة والعامة والتعاونية القريبة من مقار قوات الاحتلال أو الميليشيات وسجونها في جميع أحياء مدينة الحسكة.

يذكر أن الأبنية السكنيّة التي تتبع للدولة السورية في محافظة الحسكة، يشملها اتفاق سابق بين قيادة «الوحدات الكردية» والجيش العربي السوري والذي تمّ برعاية روسية في قاعدة حميميم في نهاية عام 2016، والذي نصّ على عدم المساس والاقتراب من المساكن التي تتبع الدولة.

وكانت مجموعات مسلحة من تنظيم «قسد» اقتحمت عدداً من الأبنية السكنية في حي السكن الشبابي (حي الزهور) وغويران في مدينة الحسكة، واستولت بقوة السلاح على عدد كبير من المنازل بعد طرد القاطنين فيها واختطاف عدد من السكان بينهم نساء واقتيادهم إلى جهات مجهولة، بعد استيلائها على عدد كبير من المؤسسات والدوائر الحكومية وأملاك الدولة السورية.

وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات بين مرتزقة الاحتلال التركي في مدينة رأس العين المحتلة بريف الحسكة الشمالي الغربي وذلك في ظل الفوضى التي تشهدها المناطق التي يحتلها النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية ما أدى إلى مقتل عدد من هؤلاء المرتزقة.

وذكرت مصادر محلية أن اقتتالاً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة دار بين ارهابيي ما يُسمّىالفرقة 20» وإرهابيي ما يسمىالسلطان مراد» المدعومين من قوات الاحتلال التركي في مدينة رأس العين بريف الحسكة.

ولفتت المصادر إلى أن الاشتباكات أدت إلى مقتل عدد من الإرهابيين من الطرفين وإصابة آخرين وتسببت بحالة من الخوف والهلع بين المدنيين الذين انهكتهم الممارسات الإجرامية لمرتزقة الاحتلال التركي من سرقات ونهب خيرات المنطقة فضلاً عن فرض الأتاوات على الأهالي وسكان المناطق المحيطة.

وتشهد مناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته حالة من الفوضى والاقتتال بين الإرهابيين الذين يتحكمون بمصير الأهالي في تلك المناطق، حيث سجل العديد من عمليات التصفية والاغتيالات بين قادة المرتزقة الإرهابيين بسبب الخلاف على المسروقات وطرق التهريب التي يتم فرضها على الأهالي.

إلى ذلك، تتواصل حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» في ريف دير الزور الشرقي، مع استمرار موجة الاغتيالات اليومية في المنطقة.

واغتال مجهولون يستقلون دراجة نارية، مسؤول المحروقات في مجلس دير الزور المدني، التابع لـ»الإدارة الذاتية الكردية»، خالد خليف الحمادي، بإطلاق الرصاص عليه، بالقرب من بلدة الصبحة شمال شرق دير الزور.

كما طالت موجة الاغتيال، أحد عناصر «قسد»، المدعو محمود عواد الهايس، بإطلاق الرصاص عليه في قرية حويجة حميفان بالقرب من بلدة البصيرة بالريف الشمالي لدير الزور.

كذلك أقدم مجهولون على قتل المدني عبود المناور العلي، بإطلاق الرصاص عليه، في بلدة الشحيل بالريف الشرقي لدير الزور.

من جهة أخرى، اكتشف عدد من أهالي بادية الجمة بريف دير الزور الشرقي، مقبرة جماعية، ضمت رفات عدد من المدنيين من عشيرة الشعيطات، الذين اغتالهم تنظيم داعش، خلال سيطرته على المنطقة في العام 2014.

ووفق مصادر محلية، فإن فرق الدفاع المدني التابعة لقسد قامت بانتشال 26 جثة لمدنيين من عشيرة الشعيطات، وقام الأهالي بالتعرف على بعضهم وتم تسليمهم لذويهم.

يشار إلى أن تنظيم داعش هاجم في شهر آب/أغسطس من العام 2014 قرى الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، وقتلوا أكثر من 1500 من أهالي المنطقة بينهم نساء وأطفال، مع اختطاف أكثر من ألف آخرين لا يزال مصيرهم مجهولاً، وذلك نتيجة لرفض أبناء العشيرة مبايعة التنظيم آنذاك.

وتتواصل الاحتجاجات الشعبية ضد أسلوب وطريقة إدارة «قسد» والإدارة الذاتية الكردية لمنطقة شرق الفرات، بالتوازي مع استمرار موجة الاغتيالات، والهجمات المجهولة.

وخرج العشرات من أبناء بلدة الحصان في ريف دير الزور الغربيّ في تظاهرة مناهضة لـ»قسد»، ويطالبون بفكّ حجز آليّاتهم وإعادتها إلى أصحابها. ونشبت على خلفيّة قيام ما يسمّى «شرطة المرور» التابعة لـ «قسد» باحتجاز عددٍ من آليات الأهالي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى