رغم إنفاق قياسيّ.. الانتخابات الأميركيّة لعام 2020 لا تزال غير محسومة
مع تضرّر الولايات المتحدة بشدّة جراء كوفيد– 19 والركود الاقتصادي العميق، حطمت انتخابات هذا العام الرقم القياسي السابق لتصبح الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة، في حين قال خبراء إن النتائج ستظل تحسمها على الأرجح بضع ولايات متأرجحة.
ويتقدم المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن بفارق 7.8 نقطة في متوسط استطلاعات «ريل كلير بوليتيكز» الوطنية للرأي حتى يوم السبت، لكن هذا لا يضمن فوزه بالبيت الأبيض. في عام 2016، تقدمت المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون على الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية، لكن انتهى بها الأمر بالخسارة في المجمع الانتخابي.
في الولايات المتحدة، يخصص نظام التصويت لكل ولاية عدداً من أصوات المجمع الانتخابي. وأشار الخبراء إلى أن «قلة قليلة من الولايات التي أصبحت متأرجحة قد تحدد نتيجة هذه الانتخابات التاريخية يوم الثلاثاء المقبل».
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مدير حملة بايدن، جين أومالي ديلون، قوله في وقت سابق من تشرين الأول، إن «هذا السباق أقرب كثيراً.. مما قد يوحي به بعض النقاد»، مضيفاً أنه «في عدد من الولايات المتأرجحة الهامة، نحن متعادلون بشكل أساسي».
وتقترب التكلفة الإجمالية للانتخابات الأميركية لعام 2020، بما في ذلك انتخابات الرئاسة والكونغرس، من 14 مليار دولار أميركي، وهو مبلغ يزيد عما تم إنفاقه خلال الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين مجتمعتين، وفقاً لتقدير من مركز السياسة المستجيبة.
وأظهرت البيانات أن «الديمقراطيين أنفقوا نصيب الأسد من هذا الإجمالي حتى الآن، حيث استهلكوا 6.9 مليار دولار، مقارنة بـ3.8 مليار دولار أنفقها المرشحون والجماعات الجمهورية».
وقالت شيلا كرومهولز، المديرة التنفيذية لمركز السياسة المستجيبة، إن «المانحين ضخوا مبالغ قياسية من الأموال في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، ويبدو أن عام 2020 يمثل استمراراً لهذا الاتجاه – لكن بشكل أضخم».
ويستعدّ بايدن ليصبح أول مرشح في التاريخ يجمع مليار دولار من المانحين، بعد أن حققت حملته الانتخابية رقماً قياسياً بلغ 938 مليون دولار حتى 14 تشرين الأول. وجمع ترامب 596 مليون دولار، وفقاً للتقديرات.
وأفادت كرومهولز أنه «قبل عشر سنوات، كان من الصعب تخيل مرشح رئاسي يجمع مليار دولار. في هذه الدورة، من المحتمل أن نشهد اثنين».
ولفتت مجموعة «أوبن سيكرتز»، وهي جزء من مركز السياسة المستجيبة، في بيان صحافي إلى أن «تدفق التبرّعات السياسية في الأسابيع الأخيرة التي سبقت يوم الانتخابات في 3 تشرين الثاني، كان مدفوعاً بالمعركة الحزبية حول تثبيت مجلس الشيوخ الناجح الآن للقاضية آمي كوني باريت في المحكمة العليا و«للمراقبة عن كثب لسباقات البيت الأبيض ومجلس الشيوخ».
وبينما حث الرئيس السابق باراك أوباما، لدى اتصاله هاتفياً ضمن جهود حملة بايدن الانتخابيّة، بأم لطفل يبلغ من العمر ثمانية أشهر على المشاركة والتصويت فيما سيكون «انتخابات متقاربة حقاً»، أفادت تقارير أن «ترامب أخبر المانحين الجمهوريين بأنه سوف يكون صعباً على الجمهوريين الاستمرار في الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ بعد انتخابات الكونغرس».
ومع تنافس ترامب وبايدن للوصول إلى البيت الأبيض، فإن «جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 و35 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ ستكون مرشحة للانتخابات هذا العام».
ومع هذا العدد التاريخي من الأميركيين الذي يدلون بأصواتهم «ما يقدر بنحو 90 مليون صوّتوا بالفعل في وقت مبكر» قد لا تكون نتائج الانتخابات متاحة بسهولة ليلة الانتخابات.
وقال كلاي رامزي، الباحث في مركز الدراسات الدولية والأمنية في جامعة ماريلاند، لوكالة أنباء «شينخوا» إن أهم الولايات المتأرجحة هي نورث كارولينا وفلوريدا وأوهايو.
وأوضح رامزي أن «السبب الأساسي هو أن كل ولاية من هذه الولايات منظمة للفرز بسرعة وكفاءة، وربما يمكنها الإبلاغ عن مجاميعها الكاملة قبل صباح يوم الأربعاء. بالتالي فإن «هذه الولايات تعتبر المؤشرات المبكرة».
وحتى يوم السبت، كان بايدن متقدماً في نورث كارولينا بمقدار 1.2 نقطة، وفي فلوريدا 1.2 نقطة، والمرشحان متعادلان في أوهايو، وفقاً لمتوسط استطلاعات «ريل كلير بوليتيكز».
وذكر رامزي أنه «إذا كان لدى كل من نورث كارولينا وفلوريدا وأوهايو أغلبية لبايدن، فإن احتمالات فوز بايدن الوطني الواضح عالية للغاية. وإذا كانت النتائج مختلطة، فإن أريزونا (التي من المتوقع أيضا أن يتم الفرز فيها بكفاءة) وأيوا وميشيغان ستكون المجموعة التالية من المؤشرات».
وتصدّر ترامب في ولاية أريزونا بهامش ضئيل نسبته 0.6 في المئة، بينما تقدّم بايدن في ولاية أيوا بنسبة ضئيلة تبلغ 1.2 في المئة، وفي ميشيغان بفارق 6.5 في المئة.
وأردف رامزي أنه «إذا كانت نتائج هذه الولايات مختلطة أيضاً، فإن الولايات المتأخرة في تقديم التقارير، ولا سيما بنسلفانيا، ستكون مهمة للغاية».
كانت استراتيجية ترامب الرئيسية هي الحملة التقليدية من باب إلى باب، في حين ابتعد فريق بايدن عن هذه الطريقة بسبب مخاوف من فيروس كورونا الجديد.
ومنذ آب، قالت حملة ترامب إن متطوّعيها يطرقون أكثر من مليون باب في الأسبوع على مستوى البلاد، بينما أطلقت حملة بايدن حملتها من باب إلى باب في وقت سابق من هذا الشهر.
وراهنت حملة ترامب على أن «الاتصال الشخصي سيمنح الرئيس ميزة، في حين أن حملة بايدن كانت مترددة في تعريض مرشحها البالغ من العمر 77 عاماً للجمهور بسبب المخاوف من الوباء، الذي يؤثر بشكل غير متناسب على كبار السن».
ويعكس هذا اختلافاً أساسياً في الفلسفة إزاء الفيروس، حيث يعتقد ترامب والعديد من أنصاره أن الأميركيين يجب ألا يسمحوا للوباء بالسيطرة على حياتهم، بينما يفضل بايدن والعديد من أنصاره الالتزام في المنزل.
ومع ذلك، كان كلا المرشحين يتقدمان في الحملة الانتخابية في الأيام الأخيرة من السباق الحاسم.