فليسقط واحد من فوق
يكتبها الياس عشي
تحوّل يوم الثاني من تشرين الثاني، من كلّ عام، إلى يوم مشؤوم، لارتباطه بوعد بلفور الذي منح اليهود حقّ إقامة وطن لهم على أرض فلسطين. ولم يمرّ عام على هذه الذكرى، دون أن تزدحم بعض الشوارع العربية بالمتظاهرين المندّدين بالاستعمار، والمطالبين بإسقاط الوعد.
وحدث مرة أن تجمّع البعض، وخرجوا إلى الشوارع متجهين إلى السراي الحكومي، وكان قائد المظاهرة المرفوع على الأكتاف يصرخ بصوت عالٍ: فليسقط وعد بلفور، فتهدر الجموع: فليسقط وعد بلفور. ومع ازدياد عدد المتظاهرين، واختلاط الحابل بالنابل، وتداخل الأصوات، وصلت التظاهرة إلى السراي، وكان على شرفتها رئيس الوزراء وبعض وزرائه، وكانت قد تحوّلت المطالبة من: فليسقط وعد بلفور، إلى: فليسقط واحد من فوق…
وبعد ساعتين استقالت الحكومة، وبقي بلفور متربعاً على كرسيّه في الثاني من تشرين الثاني من كلّ عام، ينتظر مهزلة أخرى.