ما هي تغييرات السياسة الأميركيّة في حال خسارة دونالد ترامب
باريس – نضال حمادة
تظهر النتائج شبه النهائية للانتخابات الرئاسية في أميركا تقدّم المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وإنْ كان بفارق ضئيل يجعل ترامب يحاول عرقلة هذه النتيجة عبر الاعتراض وتقديم الشكاوى، دون أن يكون لذلك تأثير مباشر على عملية الانتقال في الحكم التي سوف تحصل بعد شهرين من الآن في حال ثبتت النتائج الحالية بفوز بايدن.
الآن ومع اقتراب موعد ذهاب ترامب كما تشير صناديق الاقتراع، ما الذي سوف يتغيّر في السياسة الأميركية في العالم وفي الشرق الأوسط بخاصة؟
لا شك في أنّ أوّل المتغيّرات سوف يكون في السعودية على صعيد صراع أطراف آل سعود على السلطة ودعم ترامب المباشر لمحمد بن سلمان الذي مكّنه من السيطرة على مقاليد الحكم في السعودية وزجّ كلّ أطراف آل سعود الأقوياء من أبناء عمومته في السجون، ودعمه لإبن سلمان في حرب اليمن التي ربما لن تغيّر إدارة بايدن الموقف منها بقدر ما سوف تسحب الدعم الكبير داخلياً لإبن سلمان في وجه أبناء عمومته الذين يتحيّنون الفرص للثأر منه.
تركيا سوف تتأثر بسبب كره جو بايدن الشخصي لأردوغان، وهو لم يتورّع (أيّ بايدن) عن التصريح مرتين أنّ أميركا يجب أن تعمل على إسقاط أردوغان من حكم تركيا، وهذا ما سوف يزيد اعتماد أردوغان على روسيا وقد يخلق أجواء إيجابية أكثر في سورية.
روسيا سوف تفتقد ترامب الذي حفلت ولايته بتعاون بينه وبين بوتين في أكثر من مكان، منها سورية التي قرّر ترامب مغادرتها لكن ضغوط الجمهوريّين عليه وأموال العرب التي دفعت له جعلته يتراجع عن قراره هذا ثلاث مرات.
إيران التي وعد بايدن بإعادة العمل بالاتفاق النووي معها، وقد تكون غلطة ترامب القاتلة إلغاء هذا الاتفاق من دون إعطاء أيّ بديل عنه للعالم ولإيران، التي ترى أنّ بايدن بعكس ترامب لن ينسحب من سورية ولا من أفغانستان ولا من العراق، وبالتالي فإنّ أجواء التوتر مع أميركا في ظلّ حكمه سوف تستمرّ، كما أنّ كلام بايدن عن ضرورة إسقاط أردوغان لا يصبّ في مصلحة إيران التي ترى أنّ أميركا سوف تعود من باب إسقاط أردوغان إلى سياسة إسقاط الأنظمة في المنطقة.
في سياسات الحصار التي عمل عليها ترامب لا شيء يوحي أنّ بايدن سوف يوقف العمل بها أو بجزء منها من دون مقابل، هو طوال حملته الانتخابية لم ينتقد قوانين الحصار التي فرضها ترامب على إيران وسورية وغيرها من البلدان، وبالتالي لن يكون التخلي عن هذه السياسات من دون مقابل.
على صعيد دول الغرب تترقب كلّ من ألمانيا وفرنسا بفارغ الصبر ذهاب ترامب الذي عمل على تفكيك أوروبا ودعم بوريس جونسون في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكانت علاقات ترامب مع ماكرون وميركل سيئة على الصعيد الشخصي بعكس علاقته الشخصيّة مع بوتين مثلاً.
الصين تنظر بارتياح لخروج ترامب من البيت الأبيض وهو الذي دخل معها في حرب تجارية من دون هوادة، واتهمها بتصنيع ونشر فيروس كورونا، وكانت علاقته بها عبارة عن حفلات من الكره وتوجيه الشتائم.
أخيراً الخاسر الأكبر على الصعيد الشخصي سوف يكون بنيامين نتنياهو صنو محمد بن سلمان الذي سوف يفقد ترامب الداعم الكبير لكلّ اليمين المتطرف الأميركي و»الإسرائيلي» رغم أنّ بايدن أعلن مرة أنه صهيوني لكن علاقته بنتنياهو كانت سيئة إبان وجوده في الحكم مع باراك أوباما ولا شيء يوحي بتحسّنها لحدّ الآن…