ظلم جائر!!
في كل عام ومع حلول موعد جائزة نوبل للآداب، معظم السوريين يبقون مترقبين أن يكحّلوا أبصارهم باسم عربي يتحصّل الجائزة بغض النظر عن جنسيته إن كان سورياً أم مصرياً أم عراقياً..
ولكن نحن كسوريين ستكون فرحتنا أكبر فيما كانت الجائزة من نصيب أحد أبناء أو بنات بلدنا، نالت الجائزة لهذا العام الشاعرة الأميركية (لويز غليك)، ثمة مؤسسات وأفراد يرشحون أسماء معينة كل عام أمام اللجنة، ويتم الاختيار منها، من دون أن يظهر ذلك للعموم، بل يبقى ضمن دائرة الجائزة والجائزة فقط، في حين تتم ترشيحات افتراضية سواء من الصحافة أو وسائل التواصل الاجتماعي ولكن قد يصدف أن يأتي اسم الفائز من ضمنها وأغلب حالات الفوز كانت من خارج التوقعات. وهذا ما حصل مع الشاعر السوري أدونيس المصنّف كأهم شعراء العالم المعاصرين، وكتبه ترجمت إلى مختلف لغات العالم، وثمّة شوارع كبيرة سميت باسمه في عواصم عالميّة كبيرة، وكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في الأدب كتبت عن تجربته الشعرية فهو يشكل ظاهرة ثقافية عالمية سواء في الشعر أو في الترجمات أو حتى في التنظير الفكريّ والشعريّ.
البعض يقول إن أدونيس قضى حياته يحلم بنوبل، ولن ينالها بسبب موقفه المعادي للثورة السورية، كما أسموها.
تُرى هل هم مخطئون أم على صواب؟ وهل هم بتصرّفهم هذا يؤكدون أن السياسة ستبقى سيدة الموقف في كل مفاصل الحياة. ولو فرضنا أن أدونيس شاعر من أميركا تُرى هل سيصدر اسمه جائزة نوبل للآداب وربما لأكثر من مرّة!! أولم تميّز حليماتهم الذوقية أن أريج الشهامة أقوى من رائحة النتانة.
الثقافة ضدّ الثبات بالمطلق وكثر من تحدثوا عن ذل،ك فيما ورد في نظريات الثابت والمتحول، ولكن أن أحيد عن موقفي فيما يخص بلدي كرمى لجوائز هذا يشي بتنازل الإنسان عن كرامته تباعاً. والتلون كالحرباء حسب ما تقتضيه المصلحة ولم نلحظ مثل هذا التصرف في جلّ أدبائنا السوريين ببساطة لأنّ مخزونهم الفكري والثقافي يضاهي آلاف المرات فكرة التحصّل على جائزة تشعر بالفرح معها بضعة أيام وبعد ذلك سينطوي مفعولها ويتحدثون عن آخر جديد يلمع في الساحة.
سينمو غرسك ويثمر عندما لا تجزئ كرامتك. والعقل لم يكن يوماً إلاً زينة للمرء وتاجاً يلمع فوق رأسه ولم يكن في يوم من الأيام إكسسوارات للحياة تلبسها شهراً وتدعها لغيرك.
لا تجعل من الصلب هشيماً..
صباح برجس العلي