صباحات
} 4-11-2020
صباح القدس الذي يشع نوره لنقرأ بعين تراقب بوصلة القضايا الكبرى فلا نضيع في الانفعال
وخلافاً للغة المشاعر في قراءة الانتخابات الأميركية يقف مناهضو الهيمنة الأميركية وفي قلبهم محور المقاومة على ضفة الرابح رابح. ففوز بايدن سيطلق مناخاً معنوياً لإضعاف الهيمنة ويطلق موجة شعبية تحتفل بإسقاط رمز الغلو والعنجهيّة والتهوّر وفوز ترامب سيعني بقاء أميركا على قدر من التماسُك يتيح تفاوضاً ينتهي بتفاهمات تكرس الموازين التي تهرّب ترامب من الإقرار بها في ولايته الأولى طلباً لولاية ثانية وهو يتخفف اليوم من أعباء شعبوية كان يحتاجها للفوز ويحتاج بعد الفوز لواقعية توصله للتفاهمات لتحقيق النجاح. ويقول مرجع فاعل في السياسة الخارجية في الحلف المناهض لواشنطن، إن أميركا المتماسكة والضعيفة أفضل بكثير من أميركا المنقسمة والمتخلخلة والذاهبة للفوضى. وربما يكون هذا مرجحاً مع ترامب أكثر من بايدن، الذي ستكون لفوزه الهشّ تداعيات تأخذ أميركا نحو الفوضى الداخلية، وربما فقدان السياسة والسيطرة خارجياً وارتكاب الحماقات. ويضيف أن رئيساً أميركياً يُنظر اليه في واشنطن بأنه المتشدّد والقويّ هو الأفضل لصناعة تفاهمات ثابتة، ستفرضها موازين القوى ومحدوديّة الخيارات، بعد استنفاد الاختبارات. وهذا كله ينطبق على عودة ترامب، بينما الرئيس الضعيف والذي ينظر له بأنه متساهل ومتنازل، سيعني تشدداً في التفاوض وسعياً لاكتساب المصداقية من إظهار التشدّد. لن يغضب الروس والإيرانيّون والصينيون إذا فاز بايدن وستحتفل شعوبهم شماتة بسقوط ترامب وعدوانيّته، لكنهم سيستعدّون لمرارة تفاوض مملّ ومتعب ومحكوم بالإحباطات الكثيرة، بينما ربما سيفرحون بفوز ترامب ويستعدون معه لوضع تفاهمات عنوانها الانسحاب الأميركي من المنطقة، بعدما غسل ترامب يديه مما يمكن أن يفعله لكيان الاحتلال. والانسحاب يستدعي تفاهمات يعرف ترامب سلفاً شروطها، وثمة من يقول في حملة بايدن، إن إعلان طهران بأنها غير مهتمة بمن يحكم البيت الأبيض هو تصويت غير مباشر لترامب، بينما التصويت ضده كان له عنوان آخر كان ينتظره الديمقراطيون، هو التأكيد على ان الأميركيين سيقرّرون مستقبل العالم بين الدفع نحو الحروب والاستثمار في السلام، وفقاً لمن سيختارون لرئاستهم. في موسكو وطهران وبكين ربح معنويّ أكيد بسقوط ترامب، وربح سياسي أكيد بفوزه. وهذا ربما سرّ الحياد الذي تضمّنه كلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي. صباحكم بنور القدس لا يعرف الخسارة فلتذهب ريح الرئاسة الأميركية لمن شاءت. فالمقاومون رابحون لأنهم اسسوا لربحهم بخياراتهم وتضحياتهم ومصادر قوتهم وليس بالرهانات التي يغرق فيها الآخرون.
} 3-11-2020
صباح يشرق بأنوار القدس فيما خبرنا الأول ان المناضل الأسير البطل ماهر الأخرس يتم غداً المئة يوم على صيامه فيما ينشغل العالم بما سيجري في عاصمة العدوان على فلسطين والأمة وشعوب العالم في واشنطن، حيث كل شيء يقول إن المأزق سيكون أكبر من النتائج الانتخابية الرئاسية، والذي يجب ألا يغيب عن بال المقاومين هو أنهم صناع هذا المأزق. فالسياسات الأميركية الفاشلة لم تفشل بذاتها بل فشلت لأن هناك من أفشلها والحروب الخاسرة هناك من منع ربحها والاقتصادات المترنحة هناك من منعها من حل أزماتها، كما جرت العادة بالسيطرة العسكرية على الموارد والثروات. والعالم لم يتغير على إيقاع تغير المناخ بل على إيقاع تغير موازين القوة. وهنا حضرت دماء وتضحيات من سورية الى العراق ولبنان وفلسطين واليمن صنعت حقائق جديدة وشكلت رصيد ودائع ينمو. ومن فوائد نمو هذا الحساب ما سيجري في واشنطن يوم الانتخابات حيث الأميركيون في دوامة الخيارات بنتيجة المأزق الكبير وقد وحضرت تحوّلات كبرى على إيقاع الصمود بقوة الدماء فصمدت إيران وتفكك حلف الحرب انطلاقاً من تركيا وتراجعت أوروبا ونهضت روسيا وتقدّمت الصين وبدأ مشهد دولي جديد، وكما تتشكل قوة المقاومة مما أنجزت وبالتوازي مما عجز العدو عن إنجازه في ساحة الاشتباك المباشر حول فلسطين يتشكل مشهد العالم الجديد من وضوح الصورة في عواصم العالم المنضوية تحت راية التصدي للسياسات الأميركية والمصير الغامض الذي ينتظر أميركا وكلما زادوا غموضاً زدنا وضوحاً وكلما غرقوا طفونا على السطح وكلما تعمًق مأزقهم ثبتت مصادر قوتنا. تغيّرون العالم بالصبر والتضحية ولحظات القطاف تقترب – بوركت صباحات القدس وفلسطين.
} 2-11-2020
صباح القدس هو صباح التفوّق الأخلاقي لأهلها بقوة الحق والمظلومية وهو تفوّق أهل المقاومة بقوة الدفاع عن الحق وعدم المساومة عليه مراعاة لعصبية او طلباً لتصفيق. وهذا ما حضر بقوة في درس تاريخيّ في مفاهيم الحضارة ومحاججة العقل في الكلمة الهامة لسيد المقاومة التي استعاد فيها مضامين دعوات عصر التنوير في أوروبا بوجه منطق محاكم التفتيش التي مثلها خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون حيث الحرية هي الاحترام العميق لحرية المعتقد. وهو في الأولوية معتقد الأقلية والضعفاء والمقهورين، والإخاء هو الترفّع عن منطق التمييز العنصريّ على أساس الدين والعرق واللون والجنس، والمساواة هي نزاهة تطبيق معيار المحاكمة العقلية للمفاهيم قبل أن تكون المساواة أمام القانون، حيث لا يستوي نص تحريم الحرية والعقل تحت شعار معاداة السامية، ولو التزما كل التحفظ العلمي والضوابط الأخلاقية، وتطلق حرية بث الكراهيّة، ولو تمت بصورة عبثية تستخفّ بالضوابط الأخلاقيّة والقيميّة للأخوة الإنسانية، تحت شعار حرية التعبير، فجادل رجل الدين المعمّم، بلغة عصر التنوير كوريث لمنجزات الحضارة الإنسانية، من يفترض أنه الوصي على تنفيذ منتجاتها من الموقع الدستوري والسياسي، بعدما ارتضى أن يتحوّل إلى قائد جيش في الحرب الصليبية أو رئيس غرفة من غرف محاكم تفتيش. صباحك قدس لا تتعب صباحاتها.
} 31-10-2020
صباح القدس لماهر الناطق بلسان دول أخرستها حكومات البيع والشراء في سوق النخاسة للمواقف والقضايا والمهرولة لطلب الرضا من كيان يتداعى ويحتضر تنفيذاً لأوامر إدارة أميركيّة تنازع ويخشى عليها حكام الذل والهوان من السقوط خشيتهم من خضوعهم للمحاسبة من إدارة قادمة تحاكمهم على تهمة الولاء المفرط والملكية أكثر من الملك أميركياً كان أم إسرائيلياً… وفي عالم يحكمه النفاق تتصدر قوانينه محاكمات الأحرار باسم معاداة السامية والملاحقات للشرفاء منتقدي الإساءة لنبي الإسلام بتهمة انتهاك حرية التعبير ويتصدر المخادع الأكبر من بابه العالي صفوف مدّعي الدفاع عن الإسلام ليلاقي شركاءه في الغرب بأخذنا من ضفتي العنصرية المفتعلة نحو حرب صليبية تبدأ من «أيا صوفيا» وذبح الأرمن مرّتين والكل في نسيان حقيقة أن عيد مولد النبي هو يوم للقدس وهي أرض الإسراء والمعراج – كل عام وأنتم بألف خير وماهر الأسير حراً والقدس تنبض بالحق.
} 30-10-2020
صباح القدس للأصالة وسقوط المزيف فالقدس عنوان أصالة لا جدال فيها وكل ما فيها أصيل والمزيّفون وحدهم يسقطون وينكشف زيفهم أمام الأصيل.
بعد مرور عام على انتفاضة تشرين وشعارات مكافحة الفساد وإعلان مواجهة طغيان اصحاب المال وصولاً لانكشاف سر «الثوار» بدعوات نزع سلاح المقاومة عقد «ثوار» الغفلة مؤتمراً لتنظيم الصفوف فتحوّل الحراك الى عراك لأن سيّدهم غاضب من الفشل بعد كثير إنفاق وطويل انتظار. فالسلاح لم يحاصر ويتمدّد وصار السيد الأميركي ملزماً بتشريعه كما في تفاهم نيسان وهو اليوم عبر مفاوضات الترسيم أمر واقع مشرعن بعدما سقط شعار لا تفاوض في ظل السلاح وصار وحده يحمي الحقوق وراء طاولة التفاوض ويفرض جدول الأعمال بعدما كان في تفاهم نيسان عام 96 قد تشرعن في البر يتشرعن اليوم في البحر. ويعود السيد الأميركي لإحياء الحكومة التي أزاحها من طريق «الثوار» فيزيحهم اليوم من طريقها وبعدما أوقف تمويلها لتمويلهم يوقف اليوم تمويلهم ليمولها، ومثلما تفرقت صفوف الحكومة يومها ليجتمع شمل «الثوار» يجتمع شمل الحكومة اليوم لينفخت دفّ الثوار ويتفرق العشاق وقد ذهبت ريحهم… والمقاومة التي لم تصدّق «ثورتهم» لم تخشَها لا تصدق اليوم دعوات الحكومة الإصلاحية ولا تخشاها – المقاومة باقية وتتمدّد لأنها أصيلة وما عداها مزيف يتبدد.
} 29-10-2020
صباح القدس لشجاعة الشعوب في البحرين والسودان رفضاً لتطبيع رخيص مع كيان الاحتلال جاء به النظام الحاكم.
والنظام التابع لا يتغير في سوئه شيء سواء كان صنيعة مستعمر قديم ام مستعمر جديد أو لبس تاج الملوك او حمل شعار الثورة… وفي الأسئلة الكبرى هل سيجلب التطبيع للسودان والبحرين استقراراً وقضيتهما هي الاستقرار؟ ومن نكد الدهر أن يقول البعض من المطبعين إنهم فعلوا ما فعلوا كي لا تصير بلادهم سورية جديدة. وفي الأجوبة الكبرى أنهم سيحلمون في يوم ليس ببعيد لو لهم بعض ما عند سورية من عنفوان وكرامة وبعض ما سيكون من عمران ورغيد عيش رغم قسوة مشهد اليوم، لكنهم سيبكون دائماً كيف أضاعوا استقراراً دفعت سورية ثمن حمايته دماء وتضحيات ليصير رصيداً ثابتاً لا تنقص قيمته في حساب الأجيال القادمة – صباحكم مقاومة.
} 28-10-2020
صباح القدس لما يسمّونه رسم الخرائط الجديدة فمن يملك القوة يرسم خرائط بلاده ومن لا يملكها يرسمها له الآخرون.
نحن كما هو الحال في فلسطين رغم الاحتلال وفي إيران وسورية رغم الحصار والعقوبات وفي لبنان رغم المناورات والمؤامرات ثمة من يمسك بمفاصل القوة ويجعل مرور الخرائط التي يرسمها الآخرون غير قابلة للعبور والظهور، لأنها تحتاج توقيعاً لن ينالوه. وهذا هو الحاصل الأهم لحروب عقدين من الزمان – الصمود يبقي حق التوقيع في الأيدي الثابتة والصامدة والمقاومة ولن ينالوه ولذلك يصدرون الأوامر لأتباعهم كأذلاء مهما كبرت ألقابهم ملوكاً وأمراء ورؤساء ويرسلون العروض تلو العروض لحلول وسط للأحرار الممسكين بجمرة الحق ولا يفرطون بحبة تراب او ذرة من قرار – فلماذا تأتي واشنطن وتقبل التفاوض حول ترسيم الحدود في لبنان تحت ظل السلاح الذي قالت إن لا حلّ ولا حوار ولا تفاوض ببقائه وشنت عليه الحروب ودفعت لبنان نحو الانهيار لتقييده او تحييده؟ ولماذا ترسل واشنطن العروض لسورية وتستغرب رفضها بينما الآخرون أذلاء صاغرون. ولماذا يتنافس المرشحان للرئاسة الأميركية على مَن سيعود للاتفاق مع إيران؟ ولماذا يحضر الفلسطينيون في معادلة الرئاسة الأميركية كرقم لم تحسمه لا حملات الترويج لصفقة القرن ولا تطبيع الخليج ولا نقل السفارة للقدس – من يبقى واقفاً على قدميه عندما يحين أوان الكلمات الفاصلة وحده يُحسَب بين الأقوياء – واللحظة تقترب – والتضحيات ستثمر بعد أن تشكل زهرها من دماء الشهداء.