يريفان مستعدّة لعرض المرتزقة الأسرى على سفراء الدول وتتهم باكو بارتكاب جرائم حرب
أعرب ألين سيمونيان نائب رئيس برلمان أرمينيا، عن استعداد بلاده لـ”عرض المسلحين الأجانب المأسورين في إقليم قره باغ على سفراء الدول”، مؤكداً أن “وجود الإرهابيين بالإقليم أصبح أمراً واقعاً”.
وقال سيمونيان في تصريحات لوكالة “تاس” أمس: “لدينا مرتزقة أسرى من سورية وليبيا، وهم يتحدّثون عن كل شيء. وأرمينيا مستعدّة لمنح أي سفير فرصة التواصل مع الإرهابيين الذين تم أسرهم خلال المعارك. وبصفتي ممثلاً للحكومة، أتعهد شخصياً بتنظيم مثل هذه اللقاءات”.
واعتبر أن “قره باغ أصبح بوابة يحاول الإرهابيون من خلالها الوصول إلى أجزاء مختلفة من العالم، بما فيها روسيا”.
وأكد سيمونيان “استعداد يريفان لحلول وسط متبادلة مع أذربيجان، لكن ليس للاستسلام”.
ووصف تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بأن “أرمينيا لا تحدّد تفاصيل مقترحاتها بخصوص قره باغ، بأنها لا تستند إلى أيّ أساس”، مضيفاً أن “الحل الوسط يفترض تحرّك الجانبين، أما إذا قبل الحل طرف واحد فقط، فهذا يعني استسلاماً وليس حلاً وسطاً”.
ورداً على سؤال عن إمكانية انسحاب القوات الأرمنية من المناطق السبع المتاخمة لقره باغ، أشار سيمونيان إلى أن “هذه الخطة قيد البحث منذ فترة طويلة، لكنها لا تتضمّن تحديد وضع قره باغ، ما يجعل الانسحاب غير المشروط من الحزام الأمني للإقليم مطلباً غير واقعي”.
وشكّك سيمونيان في “إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الأذربيجاني ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في الظروف الحالية”، مشيراً إلى أنه “سيكون من الصعب جداً حل هذه القضية بطريقة دبلوماسية خلال هذه الفترة”.
وقال سيمونيان إن “مبادرة الهدنة في قره باغ أحبطها الجانب التركي بأيدي القيادة الأذربيجانية”، وشدّد على أن “روسيا تلعب دوراً رئيسياً في تسوية النزاع في قره باغ والمنطقة ككل، ويجب أن تستمرّ في أداء مثل هذا الدور”، مشيراً إلى أن “يريفان ستصرّ على ذلك مستقبلاً”.
من جهتها، أعلنت أذربيجان أمس، أن قواتها “سيطرت على أكثر من 200 بلدة في إقليم قره باغ منذ بداية القتال في أيلول”، فيما اتهمت أرمينيا القوات الأذربيجانية بارتكاب جرائم حرب في الإقليم.
وأفاد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عبر “تويتر” بـ”سيطرة قواته على 7 قرى جديدة في محافظات جبرايل وزنكيلان قوبادلي في قره باغ”، بينما أكد رئيس وزراء البلاد علي أسعدوف خلال اجتماع عبر الفيديو لمجلس رؤساء حكومات الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، أنه “تم حتى الآن تحرير 4 مدن و3 بلدات وأكثر من 200 نقطة مأهولة”.
بدورها، ذكرت الدفاع الأذربيجانيّة أنّ “القوات الأرمنية انسحبت من مواقع لها على محور قوبادلي جنوبي قره باغ تحت ضربات الجيش الأذربيجاني”.
كما نفت الدفاع الأذربيجانية صحة اتهام يريفان للجيش الأذربيجاني بقصفه عاصمة قره باغ ستيباناكيرت أمس، ووصفته بأنه يمثل “معلومات مضللة”.
سياسياً، اتهم أسعدوف أرمينيا بـ”محاولة توريط دول أخرى، وبخاصة أعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، في نزاع قره باغ، من خلال قصفها مدناً أذربيجانية تقع بعيداً عن منطقة النزاع، وذلك بغية استفزاز أذربيجان لفتح نيران جوابية”.
من جانبه، صرّح مهير غريغوريان، نائب رئيس وزراء أرمينيا، خلال الاجتماع المذكور لرؤساء حكومات الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة بأن أذربيجان، بـ”دعم سياسي عسكري مباشر من تركيا وباستخدام إرهابيين من سورية وليبيا”، ترتكب جرائم حرب في قره باغ.
وقال إن “المقاتلين من الجانب الأذربيجاني يعتمدون أساليب الجماعات الإرهابية، مثل التعذيب والإعدام وقطع رؤوس الأسرى والتمثيل بجثث القتلى”، معتبراً أن “سجل القيادة الأذربيجانية مليء بجرائم حرب”.
وحسب غريغوريان، فإن “أذربيجان أصبحت أمام أعين الجميع موطأ قدم لتسلل الإرهابيين وأيديولوجيتهم إلى فضاء رابطة الدول المستقلة”.
وأعلنت الدفاع الأرمنية عن “تدمير طائرة مسيرة أذربيجانية في جنوب شرق قره باغ”.